تجربتي مع إعاقة السمع علمتني أن ما يراه البعض عائقًا قد يكون جسرًا نحو التميز
أتطلع إلى التفرغ الكامل لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.. وأنتظر الدعم لتحقيق هذا الهدف
استراتيجية طموحة لعضوية المنظمات الدولية قريبا وتطوير البرامج التدريبية للصم
تصوير- عبدالأمير السلاطنة
يواجه المرء في حياته تحديات كثيرة، البعض يستسلم لها ويخضع أمامها، ويقف أمامها مكبل الأيدي. والبعض الآخر تعجز التحديات عن إيقاف طموحاته، بل يتخذ منها فرصة لإثبات الذات، ودافعا لتحقيق الإنجازات، ووسيلة ينقش بها إرادة حية لتجاوز العثرات.
من النماذج الملهمة في هذا الميدان، مريم فؤاد شهاب، التي واجهت إعاقتها السمعية بإرادة لا تلين، وتخطت عالم الصمت الذي يعيشه أقرانها، رافضة أن تبقى الإشارة لغتها، والسكون عالمها.
قصة مريم التي ولدت بمشكلة في السمع، ليست مجرد حكاية تحكى أو قصة تروى، بل هي درس وخارطة طريق لتجاوز الصعاب، وأنموذج يشار إليها بالبنان في تحدي الإعاقة، وفي الصبر ومواجهة الصعوبات، وعوض لغة الإشارة، أتقنت مريم لغة الشفاه، وصارت تتواصل مع الآخرين بالنطق الفصيح كأي شخص آخر، حتى وصفها والدها في كتاب ألَّفه بشأنها بأنها «معجزتي الصغيرة، وأستاذتي».
كبرت مريم، وأنهت دراستها الجامعية وتوظفت في القطاع المصرفي، وتزوجت، وهي اليوم أم وزوجة وعنصر فاعل وملهم في المجتمع. وأبت ألا أن تسخر تجربتها الشخصية لخدمة ذوي الإعاقة ومساعدتهم في الخروج من قوقعة الاستسلام إلى ساحة الأمل والإنجاز.
وتُوجت جهودها هذه بثقة كبيرة من أعلى المستويات، ففي مايو الماضي، صدر عن سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، قرار رقم (23) لسنة 2025 بإعادة تشكيل مجلس إدارة الاتحاد البحريني لرياضات الصم، والمفاجأة أن مريم شهاب أصبحت بموجب القرار رئيسا لمجلس الإدارة، لتكون بذلك أول امرأة تترأس اتحاد رياضات الصم بعد أن كان هذا المنصب حكرا على الرجال منذ تأسيسه عام 2019. وهذا ما مثَّل لها نقلة نوعية تدعم طموحاتها في مساعدة ذوي الإعاقة بالمملكة.
«أخبار الخليج» كانت لها وقفة مع مريم شهاب في مقر الاتحاد، في حوار شامل حول واقع رياضة المعاقين بشكل عام ورياضات الصم بشكل خاص، وطموحات وتحديات الاتحاد وهذه الفئة من المجتمع.
«أنتِ أول امرأة بحرينية تحتل هذا المنصب، ماذا يمثل لك ذلك؟»
كان هذا انطلاقة الحوار مع رئيس الاتحاد، وعليه أجابت بقولها:
-هذا المنصب بالنسبة إلي ليس مجرد لقب أو منصب إداري، بل هو مسؤولية كبيرة وثقة غالية أعتز بها من وطني ومجتمعي. فكوني أول امرأة بحرينية تتولى هذا الدور يجعلني أشعر أنني أحمل رسالة مضاعفة، رسالة لإثبات قدرة المرأة البحرينية مهما كانت إعاقتها على أن تكون في الصفوف الأولى للقيادة، حتى في المجالات التي قد يعتبرها البعض حكرًا على الرجال أو صعبة التحدي.
وهي فرصة لأن أتقدم بخالص الشكر والامتنان إلى سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، على الثقة الكبيرة التي أعتز بها وتكليفي برئاسة الاتحاد.
فهذا التكليف يمثل فرصة حقيقية لأفتح أبوابًا جديدة أمام المرأة البحرينية بشكل عام، وأمام المرأة الصماء بشكل خاص، لأثبت للعالم أن الإرادة والعزيمة لا تعرف حدودًا. فأنا محاطة بفريق من الصم، رجالًا ونساءً، وكلهم يعطونني دافعًا يوميًا للاستمرار. وكل نجاح يحققونه هو مصدر فخر وسعادة لي.
إلى جانب أن هذا التكليف يمكنني من استثمار خبراتي وشغفي لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.
أضف إلى ذلك أن الاتحاد يضم اليوم أول لجنة نسائية في هذا المجال، ووجودنا معًا يعكس أن البحرين تؤمن بقدرات جميع أبنائها وبناتها دون استثناء.
لذلك فإن رسالتي من خلال هذا المنصب أن أكون نموذجًا لكل فتاة بحرينية لا تضع سقفًا لطموحها، وتثق بأن القيادة والإبداع ليست حكرًا على أحد. وأسعى بكل جهدي أن أجعل من تجربتي مصدر إلهام، ليس فقط للمرأة البحرينية، بل لكل امرأة عربية تواجه التحديات وتسعى إلى إثبات ذاتها.
طموحات ومسؤوليات
{ وما الأدوار والأهداف المنوطة بالاتحاد البحريني لرياضات الصم خاصة أنه اتحاد حديث نسبيا؟
-منذ تأسيسه عام 2019، حرص الاتحاد البحريني لرياضات الصم على أن المظلة الرسمية التي تحتضن هذه الفئة من المجتمع، ويؤمِّن لهم بيئة مناسبة لممارسة الرياضة بما يتلاءم مع قدراتهم واحتياجاتهم. لذلك فإن دور الاتحاد لا يقتصر على مجرد تنظيم البطولات أو المشاركات، بل يمتد إلى بناء منظومة متكاملة تشمل التدريب، التأهيل، الدمج المجتمعي، والدفاع عن حقوق الرياضيين الصم في جميع المحافل.
ومن هنا، عمل الاتحاد منذ بدايته على عدة محاور أساسية، أبرزها تطوير البرامج التدريبية المحلية، والمشاركة في بطولات إقليمية حقق فيها لاعبونا حضورًا مميزًا. واليوم، نحن نسعى بخطوات واضحة للحصول على عضوية المنظمات الدولية الكبرى مثل اللجنة الدولية لرياضات الصم (ICSD)، والاتحاد الدولي لكرة القدم للصم (DIFA)، والاتحاد الآسيوي والمحيط الهادئ لرياضات الصم (APDSC)، فضلًا عن اتحادات متخصصة مثل الاتحاد الدولي للشطرنج والبولينغ.
وهذه العضويات ليست مجرد أسماء على الورق، بل هي بوابة تفتح أمام لاعبينا آفاقًا أوسع للتألق على المستوى القاري والعالمي، وتمثل خطوة استراتيجية لوضع البحرين على الخريطة الدولية لرياضات الصم.
{ عندما نتحدث عن رياضات الصم ما أبرز الرياضات التي يمكن لهذه الفئة من المجتمع ممارستها والتميز فيها؟
-رياضات الصم واسعة ومتنوعة، وهي في الحقيقة لا تقل عن الرياضات التي يمارسها السامعون. فهم يمارسون كل الألعاب الأولمبية والشعبية تقريبًا، مثل كرة القدم، الكرة الطائرة، ألعاب القوى، السباحة، البولينغ، والشطرنج، وغيرها. ما يميزهم ليس فقط مشاركتهم في هذه الرياضات، بل الطريقة التي يخوضون بها المنافسة، حيث نجد فيهم عزيمة استثنائية وانضباطًا عاليًا يجعلهم قادرين على تحقيق نتائج مشرفة رغم الصعوبات.
كما أن فئة الصم لديها بطولات دولية كبرى، صيفية وشتوية، تشمل كلا الجنسين من الرجال والنساء، وهو ما يؤكد أن الرياضة بالنسبة إليهم ليست نشاطًا ثانويًا، بل مجالًا مفتوحًا للتميز العالمي.
{ ما الذي تتطلبه رياضات الصم بشكل خاص مقارنة بالمتطلبات المتعلقة بالأشخاص الآخرين؟
-في الواقع، تتطلب رياضات الصم بعض التهيئة الخاصة لتتناسب مع طبيعة اللاعبين، فالاعتماد يكون على الوسائل البصرية بدلًا من السمعية، مثل استخدام الرايات أو الإضاءات بدلا من الصافرات. كذلك لا بد من وجود مدربين يجيدون لغة الإشارة أو على الأقل لديهم وعي كامل باحتياجات اللاعبين الصم حتى يتمكنوا من التواصل معهم بشكل فعّال.
إضافة إلى ذلك، تحتاج هذه الرياضات إلى دعم إداري وإعلامي خاص يعكس قصص النجاح ويشجع على اندماج اللاعبين بشكل أكبر. هذه التسهيلات ليست مجرد كماليات، بل هي عوامل أساسية لخلق بيئة عادلة ومشجعة تُمكّن لاعبينا من تقديم أفضل ما لديهم.
الاندماج أفضل مقياس
{ أنتِ معروفة بتحديك الصعاب وتجاوز إعاقة السمع والتميز في المجال الدراسي والعملي، ولكن.. ما الذي يجعلك تتجهين إلى المجال الرياضي الذي يعد مجالا مختلفا إلى حد ما؟
-تجربتي الشخصية مع تحديات السمع كانت مدرسة حياتية حقيقية، علمتني أن الصعوبات يمكن أن تتحول إلى دافع، وأن ما يراه البعض عائقًا قد يكون في الحقيقة جسرًا نحو التميز. الرياضة بالنسبة إلي لغة عالمية لا تحتاج إلى الكلام، بل تُفهم من خلال الجهد والإنجاز. هذه الطبيعة العالمية للرياضة جعلتني أؤمن أنها الأداة المثالية لتمكين فئة الصم، لأنها تتيح لهم التعبير عن قدراتهم من دون أن تعيقهم مشكلة التواصل.
وبالتالي فإن اختياري لهذا المجال نابع من إيماني أن الرياضة ليست مجرد نشاط بدني، بل هي وسيلة لبناء شخصية قوية، وغرس الثقة بالنفس، وفتح أبواب جديدة من الطموح والتألق.
{ بعد توليك هذه المسؤولية ما الذي يمكن لمريم شهاب أن تضيفه لرياضات الصم في البحرين؟
-بعد أن شرفت بتولي هذه المسؤولية، وضعت أمامي رؤية واضحة تقوم على أن يكون الاتحاد البحريني لرياضات الصم منصة للتمكين الحقيقي، لا مجرد جهة تنظيمية. أطمح أن أرتقي بالرياضة الخاصة بالصم إلى مستوى يجعلها نموذجًا في المنطقة. وهذا يتطلب عدة خطوات متكاملة:
أولًا: تطوير البرامج التدريبية والبدنية من خلال توفير مدربين متخصصين في التعامل مع الصم، إلى جانب إعداد معسكرات محلية وخارجية ترفع من مستوى اللاعبين.
ثانيًا: توسيع المشاركات الدولية، بل وأكثر من ذلك، أن نكون مستضيفين لبطولات عالمية على أرض البحرين، وهذا حلم أعمل على تحقيقه.
ثالثًا: تعزيز التعاون مع الاتحادات الخليجية والعربية والدولية لخلق شبكة دعم وتبادل خبرات.
رابعًا: نشر الوعي المجتمعي بأهمية هذه الرياضات، لأن نجاحنا لا يقاس فقط بالميداليات، بل أيضًا بمدى اندماج هذه الفئة في المجتمع وشعورهم بالفخر والاعتزاز.
هدفي الأكبر أن يكون الاتحاد جسرًا يربط بين قدرات الصم وطموحاتهم، ومؤسسات الدولة والمجتمع، بحيث نخلق بيئة متكاملة تضمن لهم النجاح والتألق.
{ لا ننكر أن الطموحات كبيرة، ولكن بصراحة.. هل لديكم في الاتحاد كفاءات وأبطال قادرون على التميز وتحقيق بطولات؟
-نعم، وبكل ثقة أقول إن لدينا كفاءات بحرينية متميزة، سواء على المستوى الإداري أو الرياضي. لدينا أعضاء وموظفون في الاتحاد يمتلكون خبرة كبيرة في العمل مع الصم ويمثلون ركيزة أساسية في نجاحنا التنظيمي. أما على مستوى اللاعبين، فقد أثبت الرياضيون الصم في البحرين قدرتهم على المنافسة محليًّا وخليجيًّا، بل تركوا بصمة واضحة في كل مشاركة.
والجميل في هذه الفئة هو أن لديهم عزيمة مضاعفة، فهم لا يرون إعاقتهم حاجزًا، بل دافعًا ليبرهنوا أنهم قادرون على الإنجاز. ومع الدعم المناسب والتدريب المستمر والفرص العادلة، أنا على يقين أننا سنشهد أبطالًا بحرينيين يرفعون علم المملكة في البطولات العالمية، ويكونون مصدر إلهام ليس فقط لفئة الصم، بل لجميع الشباب البحريني.
الوعي ونقص الكفاءات
{ ذكرت في مقابلات سابقة أن من أبرز التحديات التي تواجهها رياضات الصم هي نقص الوعي المجتمعي ونقص الكفاءات المتخصصة.. كيف يمكن التعامل مع هذه التحديات في رأيك؟
-هذه التحديات واقعية فعلًا، لكن بالإرادة يمكن تجاوزها. رفع الوعي المجتمعي يحتاج إلى حملات إعلامية منظمة تبرز أهمية رياضات الصم وقصص النجاح الملهمة فيها. أما بالنسبة إلى الكفاءات المتخصصة، فنحن بحاجة إلى إعداد كوادر وطنية من الحكام والمدربين عبر برامج تدريبية مشتركة مع الاتحادات الأخرى، وإيفادهم إلى الدورات الدولية لاكتساب الخبرة. كما أن التعاون مع الجامعات والمعاهد سيسهم في تخريج مدربين مؤهلين لخدمة هذه الفئة.
وإلى جانب ذلك، لا يمكن أن نغفل أن هناك بعض التحديات التي يجب أن نركز عليها، ومن أهمها نقص الموارد المالية، والحاجة إلى بنية تحتية رياضية أكثر ملاءمة من خلال توفر المقر والمنشآت الرياضية الخاصة بالاتحاد لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من ممارسة الرياضة والمشاركة في برامج الاتحاد، مما سيؤثر إيجابا في نشر ثقافة رياضات الصم في المجتمع.
«نحن قادرون»
{ بالحديث عن الوعي المجتمعي، البعض يعتبر أن الرياضة والبطولات بالنسبة إلى ذوي الإعاقة أمر ثانوي أو ترف، وهناك أولويات أهم في الحياة بالنسبة إليهم. ما رأيك في ذلك؟
-أختلف تماما مع هذا الرأي. فالرياضة لذوي الإعاقة ليست ترفًا ولا أمرًا ثانويًا، بل هي وسيلة أساسية للتمكين والاندماج. فهي كما ذكرت في بداية حديثي تبني الصحة الجسدية، وتغرس الثقة بالنفس، وتفتح أبوابًا للتواصل والتفاعل مع المجتمع.
وعندما يحقق لاعب من ذوي الهمم إنجازًا، فهو لا يرفع فقط اسم بلده، بل يرسل رسالة أمل وإلهام لكل من يواجه تحديات في حياته. الرياضة تمنح هذه الفئة فرصة ليقولوا للعالم: «نحن قادرون».
وهنا فإن رسالتي للمجتمع أن يدعم هذه الفئة ليس من باب الشفقة، بل من باب الإيمان بقدراتهم. الرياضة لهم ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل هي حياة وصناعة مستقبل، وهي انعكاس لرقي وتحضر المجتمع.
{ لنعد قليلا إلى الوراء، أثار حل نادي الصم بعض اللغط والآراء المتفاوتة، في رأيك، ما أسباب هذا القرار، وهل كان في صالح رياضات الصم؟
-أعتقد أن حل النادي جاء بناء على رؤية ودراسة ومنهجية لما تتطلبه المرحلة القادمة من الهيكلة والتنظيم والعمل الإداري والذي بدأ يؤتي أول ثماره من خلال إعطاء الاتحاد البحريني لرياضات الصم العضوية الدولية في اللجنة الدولية لرياضات الصم وكذلك عضويته في الاتحاد الآسيوي والمحيط الهادئ للصم وقبول مشاركته في أول بطولة دولية للصم والتي سوف تنظم في اليابان خلال شهر نوفمبر، وكذلك حضور ممثلين عن الاتحاد في اجتماع الجمعية العمومية للجنة الدولية للصم الذي سوف يعقد على هامش البطولة.
ومن خلال هذا اللقاء أؤكد للجميع أن الاتحاد البحريني لرياضات الصم يسعى اليوم إلى تقديم إطار أكثر تنظيمًا وشمولية، يعزز مشاركة الصم في جميع الأنشطة الرياضية والاجتماعية، ويوفر لهم صوتًا موحدًا ومؤثرًا، يضمن تمثيلهم بشكل أفضل على الصعيدين المحلي والدولي. هذه الخطوة ليست نهاية، بل بداية مرحلة جديدة لبناء مستقبل أكثر قوة واستقرارًا لمجتمع الصم في البحرين.
{ في الوقت الذي يتطلب الاتحاد دعما مجتمعيا وإداريا وماليا كبيرا. من أبرز الداعمين؟ وما رسالتك للمؤسسات والجهات المختلفة؟
-بفضل الله، الدعم الأكبر يأتي دائمًا من القيادة الرشيدة التي تولي ذوي الهمم عناية خاصة، وهذا يعكس رؤية البحرين الإنسانية والحضارية. إلى جانب ذلك، اللجنة الأولمبية البحرينية، والهيئة العامة للرياضة، واللجنة البارالمبية، فكلهم شركاؤنا الأساسيون في النجاح.
لكننا في الواقع بحاجة إلى أن يمتد هذا الدعم ليشمل المؤسسات الخاصة والقطاع الأهلي، لأن المسؤولية المجتمعية لا تقتصر على جهة واحدة. رسالتي للمؤسسات أن الاستثمار في دعم رياضات الصم ليس فقط واجبًا وطنيًا، بل أيضًا فرصة لإبراز التزامهم بالقيم الإنسانية. دعم هذه الفئة يعني الاستثمار في الإنسان البحريني، وهذا الاستثمار ينعكس إيجابًا على المجتمع بأكمله.
{ اسمحي لي بسؤال أخير، أنت تعملين منذ سنوات في القطاع المصرفي، وفي الوقت نفسه لديك شغف في خدمة ذوي الهمم.. كيف توفقين بين الجانبين؟ وهل تفكرين في التفرغ والانتقال الكامل من قطاع إلى آخر؟
-خلال عملي في القطاع المصرفي اكتسبت مهارات إدارية وتنظيمية مهمة جدًا، وهذا منحني أساسًا قويًا في إدارة المشاريع وتنظيم الفرق، وهو ما أفادني كثيرًا في عملي مع ذوي الاحتياجات الخاصة.
لكن بصراحة، أشعر أنني حاليًا قد اكتفيت من العمل في أي مجال مهني، وأتطلع إلى التركيز بالكامل على خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتطوير البرامج والخدمات التي تعزز قدراتهم ومواهبهم في المجالات الرياضية والتعليمية والثقافية. فأنا أجد نفسي أكثر في خدمة ذوي الإعاقة ودعمهم، مستثمرة ما أمتلكه من خبرات شخصية وطموحات كبيرة في هذا المجال.
لذلك فإنني أتمنى أن أتمكن قريبًا من الانتقال بالكامل إلى هذا المجال، لأنه شغفي يمنحني فرصة لإحداث تأثير مباشر وإيجابي في المجتمع. وأنا واثقة أن قيادتنا الرشيدة تؤمن بالكفاءات الوطنية وتدعمني لتحقيق هذا الهدف، ما يمنحني دافعًا إضافيًّا لأرتقي أكثر وأسهم بفاعلية أكبر في خدمة هذه الفئة المهمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك