بين شغف اللعب وحلم التدريب، شق طريقه في ساحة تدريب الفئات العمرية للكرة الطائرة، من بداياته في نادي قريته دار كليب إلى محطاته المختلفة، ومن صعوبات البدايات إلى صناعة الأمل في جيل جديد من اللاعبين، يكشف لنا الكابتن مصطفى عبدالله عن أسرار رحلته، رؤيته المستقبلية، والتحديات التي تواجه قطاع الفئات العمرية اليوم في هذا الحوار الذي أدلى به للملحق الرياضي في «أخبار الخليج».
1. بداية، حدثنا عن رحلتك من اللاعب إلى المدرب، وكيف دخلت عالم تدريب الفئات العمرية في نادي دار كليب؟
بدايتي كانت من خلال نادي قريتي دار كليب، إذ تدرجت من الفئات العمرية وصولا إلى الفريق الأول، أما مشواري التدريبي فانطلق عام 2014 حين عملت مساعدا للمدرب القدير الكابتن حسن خليل ثامر.
2. ما أبرز المحطات التي تعتبرها نقاط تحول في مسيرتك التدريبية حتى الآن؟
أشعر أن الله يسر لي الطريق وسخر لي الظروف لأصل إلى ما أنا عليه اليوم، والحمد لله. أما المحطة الأبرز فكانت عام 2018 عندما عملت مساعدا للمدرب البرازيلي لوشيانو مع فئتي الأشبال والناشئين، ثم طلبني لمرافقته في الفريق الأول، هذه التجربة منحتني خبرة واسعة وغيرت مساري التدريبي.
3. كيف تصف البيئة التدريبية داخل نادي دار كليب، وما الذي يميزها عن غيرها؟
بيئة نادي دار كليب مميزة جدا، فالتدريب يكون بين أبناء القرية وأهلها، وهذا يمنح شعورا خاصا بالانتماء، كذلك يتميز النادي بوفرة اللاعبين في مختلف الفئات.
4. ما الأسس التي تعتمدها عند التعامل مع اللاعبين الصغار من الناحية الفنية والنفسية؟
فنيا أركز على إتقان المهارة عبر التكرار والشرح العملي، أما نفسيا، فأتعامل مع كل لاعب وفق شخصيته وأسلوبه الخاص.
5. هل لديك فلسفة أو منهج تدريبي خاص تحرص على تطبيقه مع فرقك؟
لكل فئة عمرية منهج مختلف، فمثلا مع الصغار يكون التركيز الأكبر على الجانب المهاري، بينما يختلف الأمر مع تقدم اللاعب في المراحل الأعلى.
6. كيف ترى مستوى العمل في قطاع الفئات العمرية للكرة الطائرة على مستوى المملكة اليوم؟
بفضل بطولة سمو الشيخ خالد لجيل الذهب، ارتفع مستوى الاهتمام والأداء في معظم الأندية، وأصبح العمل على الفئات أكثر جدية عما كان سابقا.
7. برأيك، ما الذي تطور في هذا القطاع خلال السنوات الأخيرة، وما الذي ما زال بحاجة إلى تطوير؟
التطور الأبرز يتمثل في دخول عدة أندية في دائرة المنافسة بفضل بطولة الشيخ خالد لفئتي الأشبال والناشئين، لكن ما زلت أرى أن إنشاء فرق A و B في الفئات التي تمتلك قاعدة كبيرة من اللاعبين، مثل دار كليب، سيسهم في زيادة المنافسة وإتاحة الفرصة لعدد أكبر من اللاعبين للتعبير عن إمكاناتهم.
8. هل تجد أن هناك رؤية موحدة على مستوى الأندية لتطوير قاعدة اللعبة، أم أن الجهود متفرقة؟
الجهود متفاوتة، وكل ناد يواجه صعوبات مختلفة، والمدربون يجتهدون قدر الإمكان للتطوير رغم هذه التحديات.
9. إلى أي مدى يلعب الاتحاد دورا فاعلا في دعم مدربي الفئات العمرية؟
الاتحاد يقدم دورات تدريبية متنوعة، من الدراسات الدولية بمختلف مستوياتها إلى دورات في المهارات والإحصاء، الاتحاد في هذا الجانب يجتهد، لكن يبقى على المدربين أيضا أن يضاعفوا من اجتهادهم.
10. كيف تقيم حجم المنافسة بين الأندية على استقطاب وصقل المواهب الصغيرة؟
بعض الأندية تعمل على الاستقطاب، لكن عددها قليل، في دار كليب نمتلك قاعدة قوية من اللاعبين، ونعمل على صقلها بشكل علمي، بما في ذلك قياسات الطول ووضع خطط فردية بالتعاون مع الكابتن يوسف عبدالواحد والكابتن حسن خليل.
11. هناك من يرى أن عدد اللاعبين كبير لكن النوعية أقل، ما تعليقك على هذا الطرح؟
هذا الكلام قد يصح على بعض الأندية دون غيرها، في رأيي هناك لاعبون مميزون، لكن المشكلة أن بعض الأندية لا تمنحهم الفرصة في الفريق الأول خوفا من خسارة البطولات.
12. هل تعتقد أن مشكلة «الكيف» مرتبطة بأسلوب التدريب أم بعوامل أخرى مثل البيئة أو الدافع الشخصي للاعب؟
هي مرتبطة بعوامل مجتمعة، من أسلوب التدريب، اجتهاد اللاعب، واهتمام النادي.
13. ما الذي يجعل الأندية تبحث عن لاعبين من خارج فرقها بدل الاعتماد على إنتاجها الداخلي؟
غالبا يكون الدافع هو السعي لتحقيق إنجاز سريع، لذلك يفضلون اللاعب الجاهز وصاحب الخبرة.
14. كيف يمكن رفع جودة اللاعبين الناشئين بحيث يصبحون النواة الأساسية لفرق الكبار؟
من خلال تطبيق أساليب تدريب حديثة، والتحلي بالصبر عليهم، ومنحهم الوقت الكافي للتطور.
15. ما أبرز التحديات التي تواجهك شخصيا كمدرب للفئات العمرية؟
أكبر التحديات هو العدد الكبير من اللاعبين (أحيانا أكثر من 25 لاعبا) مقابل توفر ملعب واحد فقط، فضلا أن اختيار القائمة النهائية للمباريات يمثل تحديا آخر.
16. هل ترى أن الدعم المادي والتجهيزي للفئات العمرية كاف؟
لا، فهو غير كاف، معظم التركيز والموارد عادة ما توجه الى الفريق الأول.
17. ما أكبر فجوة تلاحظها بين فرق الفئات العمرية وفرق الكبار محليا؟
الفجوة تكمن في عامل الخبرة وقوة المنافسة، وكلما حصل اللاعب الشاب على فرصة للعب أساسيا في الفريق الأول، تقلصت هذه الفجوة بشكل ملحوظ.
هكذا تحدث الكابتن مصطفى عبدالله بشفافية عن التحديات والطموحات في عالم الفئات العمرية، ليؤكد أن العمل المتواصل هو السبيل لبناء جيل جديد من النجوم، كل الأمنيات له ولفريقه ولقطاع الفئات العمرية بمزيد من النجاحات.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك