غيّب الموت أمس الجمعة 12 سبتمبر المصممة العُمانية أمل البلوشي، صاحبة بوتيك «دار دارين»، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، لتخسر الساحة العُمانية والخليجية واحدة شبروح عصرية. أمل البلوشي لم تكن مجرد مصممة أزياء، بل أيقونة ثقافية حملت على عاتقها مهمة صون الهُوية العُمانية من خلال خيوط وأقمشة نسجتها بحب. وتميّزت بقدرتها على المزج بين القصّات التقليدية والتطريزات الغنية، مع لمسات حديثة جعلت تصاميمها أقرب إلى لغة بصرية تعكس اعتزازها العميق بالتراث. ومن خلال «دار دارين» قدّمت علامة فارقة في سوق الأزياء التقليدية المطوّرة، فكانت تصاميمها بمثابة جسر يصل الماضي بالحاضر. وشاركت الراحلة في معارض وفعاليات داخل عُمان وخارجها، حاملة رسالتها الفنية بجدارة، ومثّلت بلدها بروح مفعمة بالفخر والإبداع. ولم تكن تصاميمها مجرد ملابس، بل روايات منسوجة تعكس قصص الأرض والإنسان، ما جعلها مصدر إلهام للجيل الجديد من المصممات الشابات. وبرحيلها، عمّ الحزن الأوساط الفنية والمجتمعية في سلطنة عُمان والخليج، إذ رأت فيها الكثيرات نموذجاً للمرأة الطموحة، صاحبة الخُلق الرفيع والذوق الراقي. ورغم ألم المرض، بقيت أمل وفية لشغفها حتى اللحظة الأخيرة، تاركة خلفها إرثاً فنياً وإنسانياً سيظل شاهداً على حضورها.
الصفحة الأخيرة
رحيل المصممة أمل البلوشي .. أيقونة الأنـاقـة الـتـي أحيـت الـتراث العُماني

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك