(رويترز): أمر الجيش الإسرائيلي أمس جميع سكان مدينة غزة وكل أحيائها بالإخلاء قبل أن يشن هجوما جديدا للسيطرة على أكبر مركز حضري في القطاع، في إطار خطة تثير قلقا عالميا بشأن مصير القطاع بأكمله. 
وألقت طائرات إسرائيلية مسيّرة أمس فوق مدينة غزة آلاف المنشورات التي تحمل بلاغات عسكرية تأمر السكان بالإخلاء. 
وتظاهر عدد من الفلسطينيين في مدينة غزة في مسيرة عند مفترق السرايا وسط المدينة، رفضا لبيان جيش الاحتلال الذي طالبهم بإخلاء منازلهم والتوجه جنوبا نحو منطقة المواصي. 
وردد المشاركون شعارات تؤكد تمسكهم بالبقاء في بيوتهم، وأشاروا إلى أنه لا يوجد مكان آمن في غزة، إذ تتعرض مختلف مناطق القطاع للقصف الجوي والمدفعي.
وقال متظاهرون إن الجنوب لا يتسع لمزيد من النازحين، وكل بقعة في القطاع مهددة بالقصف، ما يجعل النزوح خيارا محفوفا بالمخاطر وليس حماية كما تدعي إسرائيل. 
ووصفت حركة حماس هذه الدعوات بأنها محاولة لـ«تهجير السكان قسريا»، مؤكدة أن الغارات الجوية والعمليات العسكرية تستهدف المدنيين حتى في المناطق التي تعلنها إسرائيل آمنة. 
وطالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية المجتمع الدولي والدول والأطراف كافة بـ«استغلال ما تبقى من فرصة لإنقاذ وحماية المدنيين وتحقيق الوقف الفوري لإطلاق النار، واستبدال عنجهية القوة بقوة القانون الدولي الإنساني والدبلوماسية الخلاقة لفرض إرادة السلام الدولية». وأكدت الوزارة، في بيان نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك أمس، أن «أوامر جيش الاحتلال بإخلاء مدينة غزة بالكامل، وما يرافقها من قصف متواصل للأبراج والمباني السكنية تحت ذرائع واهية، تمثل جريمة خطيرة وتجاوزا صارخا لكل الخطوط الحمراء». 
كما انتقدت وزارة الصحة في غزة التعليمات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن المستشفيات المكتظة بالجرحى لا يمكن إخلاؤها. 
واعتبر الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل أنه «لا توجد أماكن آمنة» في قطاع غزة، مشيرا إلى أن «الوضع في مدينة غزة وشمال القطاع لا يختلف عن مناطق الوسط والجنوب حيث لا توجد أي مقومات للحياة». وأضاف: «لا يوجد مأوى ولا أماكن للخيام ولا طعام ولا مياه للشرب»، مشيرا الى أن القصف الإسرائيلي «يتواصل ليلا ونهارا على كل المناطق بما في ذلك خيام النازحين وحول مراكز المساعدات». 
ولفت بصل إلى أن عشرات آلاف المواطنين نزحوا خلال الأسبوع الأخير من مناطق حي الزيتون وحي التفاح والشجاعية باتجاه مخيم الشاطئ وأحياء الى غرب مدينة غزة. 
ودعا بصل العالم إلى «سرعة التحرك لحماية المدنيين الأبرياء في مدينة غزة قبل فوات الأوان». 
في الأثناء استشهد 17 مواطنا فلسطينيا وأصيب آخرون، منذ فجر أمس، في غارات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة. وأفادت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) بأن من بين الشهداء خمسة من طالبي المساعدات «ارتقوا، بنيران جيش الاحتلال جنوب غربي مدينة خان يونس». 
وقال الدفاع المدني إن «أكثر من 25 مفقودا تحت الأنقاض، جراء استهداف طائرات الاحتلال منزلا في الشاطئ الشمالي شمال غربي مدينة غزة». 
 
 
                	
                	
                	
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك