(سكاي نيوز عربية): لم يكن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سحب ملف «فرض السيادة على الضفة الغربية» من جدول أعمال الحكومة الإسرائيلية مجرد إجراء إداري عابر، بل خطوة سياسية أثارت سلسلة من التساؤلات حول دلالاتها وتداعياتها.
ففي وقت تعصف فيه المنطقة بتوترات غير مسبوقة نتيجة حرب غزة وجد نتنياهو نفسه أمام مزيج معقد من الضغوط الأمريكية والتحذيرات العربية الصارمة والمخاوف الداخلية من انفجار جديد في الضفة الغربية.
فالتحذير الإماراتي، الذي وُصف بأنه الأكثر حدة منذ اندلاع الحرب، أرسل رسالة مباشرة إلى تل أبيب، تفيد بأن أي مساع لضم أراض من الضفة الغربية هي خط أحمر لن يُسمح بتجاوزه.
الإمارات العربية المتحدة، التي شكلت أحد أعمدة «الاتفاقيات الإبراهيمية»، خرجت بموقف شديد الصرامة حيال خطط الضم.
لانا زكي نسيبة مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية أكدت أن أي محاولة لضم أراضٍ فلسطينية ستنهي مساعي الاندماج الإقليمي وتقوض روح الاتفاقيات ذاتها.
أما الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة، فقد شدد على أن السلام لا يمكن أن يقوم إلا على أساس حل الدولتين، وأن تجاوز هذا المبدأ يهدد بانهيار الأسس التي بُنيت عليها العلاقات الجديدة مع إسرائيل.
,بهذا الموقف وضعت أبوظبي إسرائيل أمام معادلة واضحة، فإما العلاقات الطبيعية وإما مواصلة سياسية انتهاك الأراضي الفلسطينية عبر ضمها.
معادلة استعادها نيكولاي ملادينوف، مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، في حديثه لبرنامج «الظهيرة» على سكاي نيوز عربية، عندما ذكّر بما قاله يوسف العتيبة، السفير الإماراتي في واشنطن قبل خمس سنوات، بأن إسرائيل لا يمكنها أن تحصل على التطبيع العربي وتستمر في الوقت ذاته بخطط الضم.
ملادينوف، الذي شغل سابقاً منصب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، وضع التطورات الأخيرة في سياق تاريخي.
فبحسبه، فإن القرار الذي اتخذته إسرائيل عام 2020 بتجميد الضم والتوجه نحو التطبيع كان «الخيار الصحيح»، لأنه منح المنطقة فرصة لتوسيع دائرة العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية.
اليوم، يجد نتنياهو نفسه أمام الخيار ذاته: إما الرضوخ لضغوط اليمين المتطرف والسير في الضم، وإما المحافظة على ما تحقق عبر الاتفاقيات الإبراهيمية.
وحذر ملادينوف من أن الانحياز لخيار الضم سيؤدي إلى:
تدمير آفاق حل الدولتين، وهو ما يخشاه المجتمع الدولي.
تغذية الراديكالية في المنطقة، سواء عبر الجماعات الإسلامية المتشددة أو الحركات السياسية المعادية للسلام.
عزل إسرائيل عن محيطها العربي، وإضعاف موقعها حتى بين الذين فتحوا لها الأبواب قبل سنوات قليلة.
وأكد أن الرسالة الإماراتية اليوم واضحة: «هذا ليس مجرد جدل سياسي داخلي في إسرائيل، بل مسألة تحدد مستقبل المنطقة برمتها».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك