القاهرة - (رويترز): توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلية أمس أكثر في عمق مدينة غزة، حيث اقتحم الجنود والدبابات حي الشيخ رضوان، أحد أكبر أحياء وسط المدينة وأكثرها ازدحاما.
وتقدمت قوات الاحتلال في الأسابيع القليلة الماضية عبر أطراف مدينة غزة، ولا تبعد الآن إلا بضعة كيلومترات عن وسط المدينة على الرغم من الدعوات الدولية لوقف الهجوم.
وقال سكان بمدينة غزة إن الجيش دمر منازل ومخيمات كانت تؤوي فلسطينيين نزحوا بسبب العدوان المستمر منذ ما يقرب من عامين. وذكر مسؤولون في مجال الصحة بالقطاع أن الجيش الإسرائيلي قتل أمس ما لا يقل عن 24 فلسطينيا، بعضهم أطفال، في أنحاء القطاع، ومعظمهم في مدينة غزة.
وقالت زكية سامي، وهي أم لخمسة وتبلغ من العمر 60 عاما: «الشيخ رضوان بتنحرق عن آخرها والاحتلال دمر بيوت وحرق خيام والزنانات بتشغل مسجات صوت (رسائل صوتية) بتأمر الناس انها تنزح من المنطقة».
وأضافت لرويترز: «إذا ما بيتم وقف أخد مدينة غزة والسيطرة يمكن إحنا كمان نموت، ما راح نسامح ولا حدا من اللي قاعدين بس بيتفرجوا بدون ما يعملوا أي إشي ليمنعوا موتنا».
وقال سكان إن الجيش الإسرائيلي ألقى قنابل يدوية على ثلاث مدارس في حي الشيخ رضوان كانت تُستخدم لإيواء نازحين فلسطينيين، ما أشعل النيران في الخيام، مشيرين إلى أن النازحين فروا قبل القصف.
وأفاد شهود بأن الجيش فجر عربات مدرعة محملة بالمتفجرات لتدمير المنازل في شرق الشيخ رضوان وقصف عيادة طبية ما دمر سيارتي إسعاف.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان أمس إنه سيواصل العمل ضد «المنظمات الإرهابية» في غزة و«إزالة أي تهديد» تشكله على إسرائيل.
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد أمر الجيش بالسيطرة على المدينة التي يصفها بأنها آخر معقل لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، التي أشعل هجومها على إسرائيل في أكتوبر 2023 فتيل هذه الحرب.
ويصر نتنياهو على ضرورة هزيمة حماس، التي حكمت غزة لما يقرب من عقدين ولكنها الآن لا تسيطر إلا على أجزاء من القطاع، إذا لم تلق سلاحها وتستسلم.
وقال مسؤولون إسرائيليون في وقت سابق إن الجيش الإسرائيلي حث الساسة على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بدلا من ذلك، محذرا من أن الهجوم سيعرض الرهائن المحتجزين في غزة والجنود الذين ينفذونه للخطر.
وينذر الهجوم على مدينة غزة بتشريد مليون فلسطيني، أي ما يقرب من نصف سكان القطاع. وطلب جيش الاحتلال في الأسابيع القليلة الماضية من السكان المدنيين مغادرة منازلهم، إلا أن تقارير تفيد بأن عددا من العائلات التي سبق لها النزوح ترفض ذلك.
ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 63 ألف فلسطيني منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023. وتسبب العدوان في أزمة إنسانية بأنحاء القطاع، حيث أفاد المسؤولون المحليون بأن 367 شخصا، من بينهم 131 طفلا، لقوا حتفهم حتى الآن بسبب سوء التغذية والجوع الناجمين عن النقص الحاد في الغذاء.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك