تعتبر الكبة واحدة من أبرز الأطباق التراثية التي تحظى بمكانة خاصة في المطبخ الشرقي، حيث ارتبطت منذ عقود طويلة بالمناسبات العائلية والاجتماعية وأصبحت رمزاً للكرم والأصالة. يجمع هذا الطبق بين مكونات بسيطة في ظاهرها، إلا أن تحضيره يتطلب مهارة ودقة، وهو ما منحه شهرة واسعة تخطت حدود بلاد الشام لتصل إلى مطابخ عربية وعالمية عديدة.
يرتكز إعداد الكبة على مزيج من البرغل الناعم واللحم المفروم، يُعجن بعناية حتى يتماسك، ثم يُحشى عادة بخليط من اللحم والبصل والصنوبر. وتتنوع طرق طهيه بين القلي ليأخذ لونه الذهبي المقرمش، أو الشوي على الفحم الذي يمنحه نكهة مميزة، إضافة إلى الكبة النيئة التي تُقدّم طازجة مع زيت الزيتون.
ومع مرور الزمن، لم تبق الكبة على شكلها التقليدي، بل تعددت وصفاتها بحسب اختلاف المناطق. فنجد الكبة الحلبية المعروفة بدقتها في الإعداد، والكبة النية اللبنانية التي تقدم كطبق فريد في المناسبات، إضافة إلى الكبة بالصينية التي تطهى في الفرن، وصولاً إلى أصناف حديثة مثل الكبة النباتية المحضرة من العدس أو البطاطس لتلائم مختلف الأذواق.
ولم يعد هذا الطبق الشعبي مقتصراً على الموائد المنزلية، بل أصبح جزءاً من قوائم المطاعم الفاخرة في العالم، ليعكس ثراء المطبخ الشرقي وقدرته على الانتشار والابتكار مع الحفاظ على نكهته الأصيلة التي تجمع بين التراث والحداثة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك