لندن - (رويترز): أعلنت جماعة الحوثي اليمنية أمس الاثنين أنها أطلقت صاروخا باليستيا باتجاه الناقلة سكارليت راي المملوكة لشركة إسرائيلية بالقرب من ميناء ينبع على البحر الأحمر في هجوم نادر قبالة السواحل السعودية. وقالت شركة (إيسترن باسيفيك شيبينج) المملوكة لقطب الأعمال الإسرائيلي إيدان عوفر والتي تدير السفينة: إن ناقلة المواد الكيميائية، التي ترفع علم ليبريا، لم تتضرر ووضعها مستقر تحت قيادة ربانها. وأضافت الشركة في بيان أمس الاثنين: «نحن على علم بتقارير أمنية تقول إن ما يشتبه في أنه هجوم من جانب الحوثيين استهدف سفينتنا سكارليت راي»، موضحة أن جميع أفراد الطاقم بخير.
وذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أنها تلقت بلاغا عن واقعة من قبطان شهد «ارتطاما بالماء بالقرب من سفينته من مقذوف مجهول وسمع دويا قويا» على بعد 40 ميلا بحريا جنوب غربي ينبع. ولم تحدد هيئة عمليات التجارة البحرية الجهة المسؤولة عن الواقعة، لكنها قالت: إن السلطات تحقق في الأمر. ومنذ عام 2023 يهاجم الحوثيون سفنا في البحر الأحمر يعتبرونها على صلة بإسرائيل فيما يقولون: إنه يهدف الى إسناد الفلسطينيين في غزة. وباتت الهجمات بالقرب من سواحل السعودية على البحر الأحمر نادرة في السنوات القليلة الماضية. ومن شأن أي استهداف حوثي للسفن عند هذا الساحل أن يثير القلق بالنظر الى انطلاق صادرات طاقة حيوية إلى الأسواق العالمية من الموانئ السعودية.
وقالت إيلي شفيق رئيسة قسم المعلومات في شركة فانجارد تيك لإدارة المخاطر البحرية ومقرها بريطانيا: «رغم أن المقذوف لم يصب السفينة، تظهر الضربة استعراضا واضحا للقوة». وأضافت: «من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان هذا يمثل استراتيجية تصعيد أكبر أو أنه رد فعل لمرة واحدة على استهداف إسرائيل لوزراء من الحوثيين، غير أن السعودية لن تتسامح على الأرجح مع تكرار وقوع ضربات بالقرب من أراضيها». وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين: إن رئيس الحكومة التي تديرها الجماعة وعددا من الوزراء قُتلوا في غارة إسرائيلية على العاصمة صنعاء، في أول هجوم من نوعه يُسفر عن مقتل مسؤولين كبار. وفي أوائل عام 2015 قادت السعودية تحالفا شن حملة عسكرية في اليمن لدعم حكومتها المدعومة من الخليج في مواجهة الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء عام 2014.
من ناحية أخرى شارك آلاف المشيعين أمس الاثنين في جنازة 12 من كبار قادة الحوثيين، بينهم رئيس وزراء حكومتهم، بعد مقتلهم في غارة إسرائيلية. واستهدف الهجوم الذي وقع يوم الخميس، وهو الأول الذي يسفر عن مقتل مسؤولين كبار، عددا كبيرا من الأفراد كانوا متجمعين لمشاهدة خطاب مسجل لزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، وأسفر عن مقتل معظم أعضاء حكومة الجماعة. وردد المشيعون شعار الحوثيين «الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام»، فيما توعد محمد مفتاح الذي أصبح قائما بأعمال رئيس الحكومة الموالية لإيران في صنعاء بالثأر بالإضافة إلى شن حملة أمنية داخلية ضد الجواسيس.
وقال مفتاح أمام حشد من المشيعين في جامع الصالح، وهو أكبر مسجد بالعاصمة اليمنية: «نحن نواجه أعتى امبراطوريات الاستخبارات في العالم، والذي استهدف الحكومة هي المنظومة الصهيونية بالكامل من الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني إلى الصهاينة العرب وإلى الجواسيس بالداخل اليمني». وتولى مفتاح منصب القائم بأعمال رئيس حكومة الحوثيين يوم السبت، عقب مقتل رئيس الوزراء أحمد غالب الرهوي في غارة إسرائيلية. وكان الرهوي شخصية رمزية إلى حد كبير، ولم يكن جزءا من الدائرة المقربة من السلطة. وكان مفتاح نائبا له في السابق.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك