غزة - (أ ف ب): رفض مسؤولان في حركة حماس ما يُحكى عن خطة أمريكية لسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإخلائه من سكانه وتحويله الى منطقة اقتصادية وسياحية، بعد تقارير في هذا الشأن وردت في صحيفة «واشطن بوست» الأمريكية.
كذلك رفض فلسطينيون في القطاع الذي يشهد عدوانا منذ 23 شهرا أي خطط لنقل سكان غزة الى خارجها.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس باسم نعيم لوكالة فرانس برس موجّها كلامه الى الإدارة الأمريكية، تعليقا على الخطة التي تمّ تداولها في الإعلام: «انقعوها واشربوا ماءها، كما يقول المثل الفلسطيني بالعامية»، مضيفا: «غزة ليست للبيع».
وأضاف أن غزة «ليست مدينة على الخريطة أو جغرافيا منسية، بل هي جزء من الوطن الفلسطيني الكبير».
وأكّد نعيم «رفض حماس ورفض شعبنا» للخطة التي تنص بحسب الصحيفة الأمريكية على نقل كل سكان القطاع الفلسطيني الى خارج غزة الذي يوضع تحت إشراف أمريكي مدة عشر سنوات لتحويله الى منطقة سياحية ومركز للتكنولوجيا المتقدّمة.
وقالت الصحيفة إن الخطة تتألف من 38 صفحة وتنصّ على مغادرة «طوعية» للسكان إلى دولة أخرى، أو إلى مناطق داخل القطاع تخضع لقيود، وذلك خلال فترة إعادة الإعمار.
وقال مسؤول آخر في حماس طلب عدم ذكر اسمه لفرانس برس: «ترفض حماس كل هذه الخطط التي تهجّر أبناء شعبنا وتبقي المحتل على أرضنا. إنها خطط بدون قيمة وظالمة».
وأضاف أن حماس «لم تتلقَّ أي شيء رسمي بشأن مثل هذه الخطط. سمعنا عنها في وسائل إعلام».
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأحد إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرس هذه الخطة.
وتابعت أن الخطة وُضعت بناء على رؤية ترامب المعلنة لتحويل غزة إلى «ريفييرا الشرق الأوسط».
ويوضع القطاع، خلال فترة الإعمار، تحت إدارة صندوق باسم «إعادة إعمار غزة، صندوق الإنعاش الاقتصادي والتحوّل» (GREAT Trust).
في غزة، قال قاسم حبيب (37 عاما): إنه سمع بالخطة من وسائل إعلام فلسطينية. وأضاف النازح من حي الزيتون في جنوب شرق مدينة غزة والمقيم حاليا في خيمة في حي الرمال في غرب المدينة، إنه «كلام فارغ، يكذبون علينا».
واضاف: «إذا أرادت الولايات المتحدة مساعدة غزة، فالطريق معروفة، ليضغطوا على نتنياهو كي يوقف الحرب والقتل».
وقال وائل عزام (60 عاما) من منطقة المواصي المجاورة لخان يونس في جنوب القطاع: «هل يقبل ترامب أن يُنقل من منزله ومدينته؟ هنا ولدنا وترعرعنا».
ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية على طلب وكالة فرانس برس التعليق على هذا التقرير.
ميدانيا استشهد 41 مواطنا فلسطينيا وأصيب آخرون، منذ فجر أمس، في غارات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة.
وأفادت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) بأن من بين الشهداء 23 ارتقوا في قصف إسرائيلي لمدينة غزة، مشيرة إلى «استشهاد» ستة مواطنين في قصف على خان يونس جنوبي القطاع.
ولفتت إلى «استقبال مستشفى العودة خلال الـ24 ساعة الماضية 11 شهيدا، من بينهم سيدة وطفلة و18 إصابة، جراء قصف قوات الاحتلال لتجمعات المواطنين عند نقطة توزيع المساعدات الإنسانية جنوب وادي غزة وسط القطاع».
كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس ، تسجيل تسع حالات وفاة جديدة بينهم ثلاثة أطفال بسبب التجويع وسوء التغذية في القطاع خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وقالت الوزارة في بيان: «يرتفع بذلك عدد ضحايا المجاعة إلى 348 شهيدا، من بينهم 127 طفلا »، مشيرة إلى أنه منذ إعلان تصنيف المجاعة في قطاع غزة من قبل (IPC) بتاريخ 22 أغسطس الماضي، سجلت 70 حالة وفاة، من بينهم 12 طفلا.
وكانت الوزارة قد أكدت أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة بالتفاقم في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، مجددة دعوتها للمجتمع الدولي ومؤسسات الإغاثة الى التدخل الفوري والعاجل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك