في ظل تحولات سريعة يشهدها قطاع التعليم العالي، تبرز جامعة البحرين للتكنولوجيا كنموذج متقدم في تبني رؤية تعليمية حديثة تواكب المتغيرات وتستجيب للتحديات العالمية المتسارعة. فقد استطاعت الجامعة أن ترسخ مكانتها كمؤسسة أكاديمية رائدة على المستوى المحلي والإقليمي، بفضل نهجها الشامل الذي يجمع بين جودة التعليم، وتعزيز البحث العلمي، والتكامل مع سوق العمل، وبيئة طلابية متعددة الثقافات.
وفي خطوة تؤكد التزامها بتقديم تجربة أكاديمية عالمية، أعلنت الجامعة عن افتتاح المركز الدولي للتميز والمكتب الإقليمي للألعاب المائية بالتعاون مع الاتحاد العالمي للرياضات المائية، ومجموعة GFH المالية، والاتحاد البحريني للسباحة، واللجنة الأولمبية البحرينية. كما كشفت عن استقطاب نخبة من الأبطال الدوليين من مختلف أنحاء العالم، ضمن استراتيجية تسعى لصقل المهارات الأكاديمية والرياضية والثقافية لطلبتها، وتعزيز مكانتها كمركز جذب دولي للطلبة والباحثين.
في هذا السياق، بين الدكتور حسن الملا، رئيس الجامعة أبرز ملامح التحول الاستراتيجي، وأهداف الخطة الطموحة للجامعة حتى عام 2030، والتي تشمل تطوير البرامج الأكاديمية، الاستثمار في البحث العلمي، دمج الذكاء الاصطناعي، واستقطاب الكفاءات الدولية، بما يعكس التزام الجامعة برسالتها نحو التميز والابتكار في التعليم العالي.
1- لماذا جامعة البحرين للتكنولوجيا؟
تعتبر جامعة البحرين للتكنولوجيا واحدة من المؤسسات التعليمية الرائدة في المنطقة، حيث تُعد رافد أساسي لسوق العمل في مملكة البحرين وخارجها. تتبنى الجامعة استراتيجية متكاملة من خلال تطوير برامج أكاديمية مبتكرة وتوفير بيئة تعليمية متكاملة تضمن الحصول على تجربة أكاديمية استثنائية.
2- ما هو موقع الجامعة من الثورة الرقمية وهل هناك مخاوف من الاعتمادية المطلقة من قبل الطلبة؟
تتبنى الجامعة سياسة تركز على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التدريس والتقييم والعمليات الإدارية وتشجيع الطلبة على استخدام هذه الأدوات، نسعى لان يستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر بحيق يكون جزء من التعليم، لذلك ان إدارة المناهج والتقييم تخضع للتطوير الدوري بما يتماشى مع ما يستجد بما يضمن الاستخدام الصحيح.
3- هل تسعى الجامعة لدمج طلبتها ليكونوا جزءاً من سوق العمل؟ بمعنى هل هناك استراتيجية خاصة لإعداد الطلبة لسوق العمل؟
نعم، تسعى جامعة البحرين للتكنولوجيا بجدية لدمج طلبتها في سوق العمل من خلال استراتيجيات متكاملة، تشمل توفير برامج تدريب عملي بالتعاون مع الشركات المحلية والدولية، وتنظيم ورش عمل وندوات تركز على تطوير المهارات الوظيفية مثل القيادة والابتكار وحل المشكلات واستخدام الذكاء الاصطناعي. كما يوجد بالجامعة دائرة خاصة للخريجين تُعنى بتقديم الدعم للطلبة في البحث عن فرص العمل، ما يعزز من جاهزيتهم المهنية ويُساعدهم في بناء مسيرة مهنية ناجحة.
4- ما دور البحث العلمي والابتكار في خطط الجامعة المستقبلية؟
يلعب البحث العلمي والابتكار دورًا محوريًا في خطط جامعة البحرين للتكنولوجيا المستقبلية حيث تعكف الجامعة حالياً على تأسيس مركز الابتكار وهو من الاوليات الاستراتيجية لخطة الجامعة الاستراتيجية 2026 – 2030. كما تتبنى الجامعة خطة لتعزيز البحث العلمي والنشر في الدوريات العالمية المحكمة وذلك من اجل الاسهام في إدراج الجامعة في التصنيفات العالمية وتطوير برامج الدراسات العليا والبحوث التطبيقية بالشراكة مع المؤسسات الحكومية والخاصة. كما تستهدف الجامعة من خلال الخطة الاستراتيجية الجديدة تخصيص المزيد من موارد مالية لدعم الأبحاث والمبادرات الابتكارية، مما يشجع أعضاء هيئة التدريس والطلاب على المشاركة وتطوير برامج دراسات عليا جديدة تركز على مجالات البحث المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة والتنمية المستدامة. كما تهدف الاستراتيجية الى العمل على تحويل الأبحاث إلى تطبيقات عملية يمكن تسويقها، مما يسهم في تعزيز ريادة الاعمال ودعم الاقتصاد المحلي.
5- كيف تضمن الجامعة بيئة أكاديمية بأولوية في خطتكم؟ ما المميز في هذا المجال؟
بالتأكيد، تحظى البيئة الأكاديمية بأولوية كبيرة في خطة جامعة البحرين للتكنولوجيا حيث تولي الجامعة أهمية خاصة للجانب الرياضي فمن المتوقع أن يتم افتتاح المركز الدولي للتميز والمكتب الإقليمي للألعاب المائية بمنشآت اولمبية عالية المستوى، وقد تم انشاؤه بالتعاون مع الاتحاد العالمي للرياضات المائية، ومجموعة GFH المالية والاتحاد البحريني للسباحة واللجنة الأولمبية البحرينية. حيث سيكون بمثابة مركز تدريب عالمي المستوى ومكان مخصص لبطولات الرياضات المائية والسباحة من جميع أنحاء العالم. كما توفر الجامعة مرافق حديثة ومتطورة، تشمل قاعات دراسية مجهزة بأحدث التقنيات، ومختبرات متخصصة، فضلاً عن الملاعب الحديثة التي تعزز النشاط البدني والتفاعل الاجتماعي بين الطلبة. كما سيتم افتتاح السكن الجامعي والذي صُمم مراعياً أعلى معايير الراحة والرفاهية قريبا. بالإضافة إلى ذلك، تُشجع الجامعة على التفاعل بين الثقافات من خلال استقطاب الطلبة الدوليين، مما يثري البيئة الأكاديمية ويساهم في تطوير مهارات التواصل والقدرة على العمل ضمن فرق متنوعة.
6- هل هناك خطة لاستقطاب الطلبة الدوليين؟ وما هي التسهيلات المتاحة من جانبكم؟
ستستقبل الجامعة طالب 36 من جميع انحاء العالم من دول اسيا وافريقيا وامريكيا الجنوبية وجزر المحيط الهادي، وبعض الدول الأوروبية ضمن التعاون مع الاتحاد العالمي للألعاب المائية. سيتلقى الطلبة التدريب في المسبح الأولمبي، حيث ستتاح لهم الفرصة لتطوير مهاراتهم في بيئة احترافية مع تجهيزات متقدمة. بالإضافة إلى ذلك، سيقيمون في السكن الجامعي، كما سيتابعون دراستهم الجامعية بجامعة البحرين للتكنولوجيا.
7- المجتمع الجامعي يتكون من شريحة طلابية متنوعة، ماهي الدول التي شكلت هذا النسيج؟
يتميّز المجتمع الجامعي في جامعة البحرين للتكنولوجيا بتنوعه الثقافي الغني، حيث يضم طلابًا من مختلف الجنسيات، ما يُضفي على البيئة الأكاديمية طابعًا عالميًا ويُعزز من فرص تبادل الخبرات والرؤى بين الطلبة.
وقد ساهمت عدة دول في تشكيل هذا النسيج الطلابي المتميز، ومن أبرزها، دول الشرق الأوسط، من إفريقيا وآسيا كما لدينا طلبة من أوروبا والقارتين الأمريكيتين ودول من قارة استراليا وجزر المحيط الهادئ.
هذا التنوع لا يقتصر على إثراء الحياة الطلابية فقط، بل يُعد فرصة حقيقية للطلبة لتطوير مهاراتهم الشخصية والثقافية، مثل العمل ضمن فرق متعددة الخلفيات، وتعزيز قدراتهم على التواصل الفعّال في بيئات دولية.
إن جامعة البحرين للتكنولوجيا تفتخر بهذا التنوع، وتعمل على دعمه من خلال توفير بيئة تعليمية شاملة، ترحب بالجميع وتشجع على التفاهم والتبادل الثقافي.
8- ماهي التحديات التي تواجه التعليم العالي في ظل التغيرات السريعة في التكنولوجيا، وكيف تتعامل الجامعة مع هذه التحديات قريبا؟
يواجه التعليم العالي تحديات متعددة في ظل التغيرات السريعة في التكنولوجيا، منها ضرورة تحديث المناهج الدراسية لتواكب الابتكارات المستمرة، والحاجة إلى تدريب أعضاء هيئة التدريس على استخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة. للتعامل مع هذه التحديات، تعتمد جامعة البحرين للتكنولوجيا استراتيجيات متعددة تشمل تحديث المناهج لتشمل تخصصات جديدة تواكب سوق العمل، وتوفير برامج تدريبية لأعضاء هيئة التدريس لتعزيز قدراتهم في استخدام التقنيات الحديثة. كما تدعم الجامعة من استخدام التعلم الإلكتروني والتفاعل الرقمي في التعليم، مما يُتيح للطلبة تجربة تعليمية مرنة ومبتكرة. هذه الجهود تهدف إلى ضمان جاهزيتهم لمواجهة متطلبات سوق العمل في المستقبل واستعدادهم لمهن لم تُخلق بعد.
9- ما هي الأنشطة اللامنهجية التي تقدمها الجامعة لتعزيز مهارات الطلبة؟
تقدم جامعة البحرين للتكنولوجيا مجموعة متنوعة من الأنشطة اللامنهجية لتعزيز مهارات الطلبة، تشمل إنشاء نوادي طلابية في مجالات متعددة لتعزيز الابتكار والمهارات الوظيفية. توفر الجامعة أيضًا فرص تدريب عملي داخل المؤسسات المحلية، مما يُعزز من خبراتهم العملية. كما يتم تنظيم فعاليات ثقافية تعزز من التبادل الثقافي بين الطلبة من مختلف الجنسيات والعرقيات.
10- كيف يساهم الطلبة في صناعة القرارات داخل الجامعة؟
إن الطالب هو محور اتخاذ القرارات داخل جامعة البحرين للتكنولوجيا، إن لمجلس طلبة جامعة البحرين للتكنولوجيا دورًا أساسيًا في اتخاذ القرارات، حيث ان مجلس الطلبة مُمَثَل في المجلس الأكاديمي ومجالس الكليات. كما يوفر المجلس قنوات مفتوحة للاستماع لجميع الطلبة، مما يتيح لهم التعبير عن آرائهم واحتياجاتهم من خلال اجتماعات دورية ومنصات إلكترونية تفاعلية.
بالإضافة إلى ذلك، يشارك الطلبة في النوادي الطلابية والتي بدورها تعتبر جزءاً من عملية صنع القرارات بالجامعة. مما يؤثر على القرارات المتعلقة بالمناهج والأنشطة الطلابية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك