د. وهيب الناصر: احمرار القمر يبشر بنقاء سماء البحرين.. والظاهرة ليس لها تأثير سلبي في الإنسان
كتب: وليد دياب وأمل الحامد
تصوير- محمود بابا
شهدت أكثر من منطقة في مملكة البحرين مساء أمس عديدا من التجمعات من المواطنين والمقيمين لمشاهدة ظاهرة خسوف القمر الكلي «القمر الدموي»، حيث حرصوا على رصد تلك الظاهرة الفلكية التي بدأت في السابعة والنصف بالتلسكوبات، وكانت ذروة مرحلة الخسوف في التاسعة وإحدى عشرة دقيقة واستمرت حتى الحادية عشرة مساء، كما حرص الأهالي على اصطحاب أطفالهم لرؤية الخسوف، بالإضافة إلى قيام عدد من الجوامع بالمملكة بإقامة صلاة الخسوف في التوقيت نفسه. في الوقت ذاته نظم نادي الخريجين الفعالية العلمية الفلكية «خسوف القمر الكلي الكبير» بالتعاون مع جمعية الفلك البحرينية، بمشاركة البروفيسور وهيب الناصر والدكتور محمد العثمان، وشهدت الفعالية حضورا كبيرا من مختلف فئات المجتمع، حيث أكد د. وهيب أن تلك الظاهرة تدفعنا إلى أمرين، الترجي الإلهي والتدبر العلمي، فمع ظاهرتي الكسوف والخسوف يجب أن ندرك قدرة الله جل وعلا وعظمته وأيضا نتدبر العديد من النقاط العلمية.
وأضاف: «إن الخسوف الذي رأيناه أكد لنا أمورا كثيرة منها أن الأرض كروية لأننا نرى خسوف القمر على شكل هلال، فإذا كانت مسطحة كما يدعي البعض كنا سنرى خسوف القمر على شكل خط مستقيم بين الجزء المضيء والجزء المظلم»، متابعا: «إن رؤية القمر على شكل نحاسي أو «دموي» يدل على نقاء الغلاف الجوي الذي يمتص كل الألوان الموجودة في الضوء ويمرر فقط الضوء الأحمر الذي ينعكس على القمر فيعطي اللون الدموي، أما إذا كان الخسوف قد أخفى القمر فهذا دليل على تلوث الغلاف الجوي».
وأوضح أن ظاهرتي الكسوف والخسوف ينتج عنهما تغيرات في سلوك بعض الحيوانات والطيور نظرا لتغير النظام الكوني بظاهرة استثنائية يشعر بها الحيوانات، كما أنه يكون له تأثير أيضا في عملية المد والجزر في البحار، نافيا أن يكون هناك أي تأثير سلبي في صحة البشر أو نفسيتهم وأمزجتهم.
بدوره نوه رئيس مجلس إدارة نادي الخريجين عبداللطيف أحمد الزياني، بالحضور اللافت للفعالية الفلكية التي نظمها النادي، وهو ما يعكس شغف أبناء البحرين بالعلم والمعرفة وحرصهم على متابعة الأحداث الفلكية النادرة، مشيرا إلى أن هذا الإقبال الكبير يسعدنا ويؤكد الدور المهم الذي يلعبه نادي الخريجين بالتعاون مع مؤسسات المجتمع في نشر الثقافة العلمية وترسيخ مكانة النادي كمركز للأنشطة النوعية.من جانبه صرح الباحث الفلكي محمد رضا آل عصفور بأن فعالية ظاهرة خسوف القمر الكلي التي نظمتها المحافظة الشمالية تهدف إلى تعزيز الوعي الفلكي لدى الجمهور وإتاحة الفرصة لمشاهدة هذه الظاهرة الفلكية النادرة، مبيناً أن هذه الظاهرة نادرة لكون المرة التي حدث فيها خسوف كلي في سماء مملكة البحرين في عام 2018، والخسوف الكلي القادم في 31 ديسمبر 2028، موضحاً أن 3 خسوفات كلية رصدت في سماء مملكة البحرين في 10 سنوات والتي تعتبر ظاهرة فلكية نادرة.
وأشار إلى أن ما يميز ظاهرة الخسوف الكلي أمس هو اقتران كوكب زحل مع القمر طوال فترة الخسوف بكل مراحله، مبيناً أن الخسوف يحدث على عدة مراحل؛ هي مرحلة شبه الظل ومرحلة الخسوف الجزئي ومرحلة الخسوف الكلي ثم الخسوف الجزئي مرة أخرى ويبدأ قرص القمر بالخروج من منطقة شبه الظل وتنتهي الظاهرة في الساعة 10:55 مساء.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك