كتبت: أمل الحامد
تحرص المحافظة الشمالية على إعداد جيل واعٍ ومتمسك بهويته الوطنية، ومن هذا المنطلق تقيم سنوياً برنامجها الصيفي بعنوان «وطن ومليكنا يجمعنا» الذي يأتي تنفيذه ضمن رؤية المحافظة في تقديم مبادرات مجتمعية نوعية تُسهم في تنمية الناشئة.
وشهدت فعاليات وأنشطة البرنامج الصيفي في نسخة هذا العام المقام للفئة العمرية 12 إلى 18 عاماً مشاركة 125 طالباً وطالبة من المدارس الإعدادية والثانوية، حيث شارك 45 من الذكور و80 من الإناث، أما البرنامج الصيفي المخصص للأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد الذي أقيم لجميع الفئات العمرية فبلغ العدد الكلي للمشاركين 78 شخصاً والذي أقيم بالشراكة الفاعلة مع وزارة التنمية الاجتماعية وجمعية التوحديين البحرينية.
والتقت «أخبار الخليج» محمد زيد الزايد مدير إدارة البرامج الاجتماعية وشؤون المجتمع بالمحافظة الشمالية الذي تحدث عن البرنامج الصيفي للمحافظة الشمالية بشعار «وطن ومليكنا يجمعنا» للعام 2025، قائلا إن البرنامج الصيفي يهدف إلى غرس الهوية الوطنية في الطلبة، وغرس الحب وتعزيز الانتماء للوطن وذلك من خلال زيارة المتحف العسكري لرؤية إنجازات قوة دفاع البحرين، وزيارة وزارة الداخلية لرؤية دور الوزارة ككل وليس فقط الدور الأمني، وكذلك زيارة معالم البحرين وتعريفهم بثقافة البلد، مؤكداً أن البرامج تهدف إلى تعزيز الانتماء للوطن.
وأعرب عن أمله بأن تقدم الجهات والشركات الدعم لهذه البرامج والفعاليات المقامة لشباب المستقبل، وذلك من أجل أن تتطور هذه البرامج، داعياً لتبني المؤسسات هذه البرامج لتطوير شباب المستقبل.
وأشار إلى البرنامج الصيفي للفئة العمرية 12 إلى 18 عاماً انطلق في 10 يوليو واختتم في 31 يوليو الماضي، حيث سجل فيه 45 من الذكور و80 من الإناث، وشهد إقبالاً كبيراً من الإناث، مشيراً إلى أن هذا البرنامج يبدأ بعد إغلاق المدارس أبوابها، حيث يتم تبني الطلبة في برامج تشغل أوقات فراغهم بفعاليات بحسب الميزانية المرصودة في ظل وجود العديد من التحديات منها انتشار المخدرات والشيشة الإلكترونية، متطلعاً الى تقديم المزيد من البرامج التأهيلية للطلبة عبر إلحاقهم في معاهد خاصة لتدريبهم على اللغة الإنجليزية والرياضة والسباحة وغيرها ولكن الميزانية تحدد ذلك.
وأشار إلى أن البرنامج الصيفي لهذا العام اشتمل على محاضرات توعوية وزيارات إلى جانب الترفيه حتى لا يشعر الطالب بالملل خصوصاً أن الملتحقين بالبرنامج من الطلبة بعد انتهاء العام الدراسي، مبينا أنه تم التركيز على الزيارات في البرنامج وشمل زيارة المتحف العسكري والاتحاد البحريني لكرة القدم، وورش عمل عن وظائف المستقبل وعن آفة المخدرات تم عقدها على فترة أسبوعين يوم للذكور وآخر للإناث، وشهد نجاحاً وفقاً للميزانية المرصودة.
وأكد أن البرنامج الصيفي هذا العام شهد إضافة استفاد منها كثير من المشاركين، وهي مشاركة عدد من وكالات السيارات في تدريب وتأهيل الطلبة في الميكانيكا والاستقبال والمبيعات، وقامت الوكالات في نهاية البرنامج بتوزيع شهادات شكر للطلبة على المشاركة في الدورة، مؤكداً أنه تم التركيز هذا العام على التأهيل والتدريب في وظائف المستقبل.
وأشار إلى أن تدريب الطلبة في البرنامج الصيفي في وكالات السيارات قد يسهم في فتح المجال أمام الطلبة الموهوبين لاستعانة الوكالات بهم لتدريبهم وتوظيفهم مستقبلا.
جدير بالذكر أن البرنامج تضمّن هذا العام زيارات ميدانية نوعية، شملت المتحف العسكري، والاتحاد البحريني لكرة القدم لتسليط الضوء على أهمية الرياضة في بناء الشخصية وتعزيز روح الفريق، ونادي ألبا كنموذج للمؤسسات الصناعية الداعمة للمسؤولية المجتمعية، بالإضافة إلى جسر الملك فهد لاطلاع المشاركين على الخدمات الأمنية والإدارية التي تقدمها وزارة الداخلية في المنافذ الحدودية.
كما نُظّمت ورش توعوية وتدريبية أبرزها: «الصحفي الصغير» بالتعاون مع صحيفة الأيام، و«التوعية بوظائف المستقبل» مع وزارة العمل، و«الإسعافات الأولية» بالتعاون مع مدرسة الدفاع المدني، إلى جانب «أنا مسؤول» بالتنسيق مع رئاسة الأمن العام، و«حماية الطفل» في مركز الرعاية والحماية الاجتماعية. كما شمل البرنامج زيارة إلى العالم الافتراضي «ريل سكيل وإيفا»، ومحاضرة حول مخاطر المخدرات بالتعاون مع الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية، واختُتم بعرض فيلم ترفيهي في سينما الليوان.
برنامج إنساني
وتحدث مدير إدارة البرامج الاجتماعية وشؤون المجتمع بالمحافظة عن النسخة السابعة من البرنامج الصيفي للمصابين باضطراب طيف التوحد، تحت شعار «وطن ومليكنا يجمعنا»، الذي يقوم به رئيس جمعية التوحديين البحرينية السيد هاشم زكريا، موضحاً أن البرنامج الصيفي هو برنامج إنساني يقام في الفترة التي تغلق فيها المراكز الاجتماعية، وهذا النشاط الصيفي يخفف الأعباء على العائلة عبر توفير برامج ترفيه وزيارات لهم مدة أسبوعين، ويستطيع ولي الأمر تسجيل ابنه في جميع البرامج وليس ضرورياً الالتزام بالفترة كاملة، حيث يتم يطرح بشكل يومي برنامج على منصة الانستغرام ويستطيع التسجيل في النشاط الذي يناسب ابنه.
وأوضح أن البرنامج الصيفي لكل الأعمار، ويقام فيه كل يوم برنامج خاص، وتشمل البرامج في النشاط الصيفي: الفروسية، الأعمال اليدوية، زيارة إلى السينما، برنامج طبخ، يوم رياضي، فحوصات طبية، رسم، سباحة، مشيراً إلى أن البرامج تقام أسبوع للذكور وآخر للإناث بمعدل 7 برامج في الأسبوع.
وتحدث قال الزايد عن التطورات والتغييرات التي شهدها البرنامج الصيفي للمصابين باضطراب طيف التوحد منذ انطلاقته وصولا إلى نسخته السابعة الحالية، حيث شهدت توسعة وزيادة البرامج مروراً بالأعوام وزيادة مدة البرنامج، وسوف يتم إقامة حفل ختامي للبرنامج للمرة الثانية، مشيراً إلى أن الدعم المالي المقدم هذا العام من وزارة التنمية الاجتماعية أسهم في تمديد فترة البرنامج الصيفي، وتضمنت فعاليات وأنشطة إضافية مع وجود وافر من المال وهي الأعمال اليدوية، وبرنامج للطبخ، والفحوصات الطبية، والسباحة.
وعن كيفية مساهمة هذه البرامج الصيفية التي تقيمها المحافظة الشمالية خصوصاً للمصابين باضطراب طيف التوحد في الجانبين العلاجي والتعليمي، أشار الزايد إلى أن هذا البرنامج يسهم في العلاج النفسي للأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد عبر إخراجهم من المنزل في هذه الفترة التي يكونون فيها إجازة من المراكز الاجتماعية وذلك للذهاب إلى الأماكن التي يحبونها وتعليمهم الأعمال اليدوية والاختلاط مع المجتمع والطلبة، حيث إن اليوم الختامي للبرنامج سيكون للمشاركين في البرنامج الصيفي العادي والبرنامج الصيفي للمصابين باضطراب طيف التوحد.
وأضاف أنه تتم محاولة إبقاء المشاركين في برنامج الأشخاص المصابين بالتوحد قريبين من المجتمع والذي سوف يسهم كثيراً، وأهم أمر تخفيف العبء على أولياء الأمور.
وأشار إلى أن البرنامج يسهم كذلك في العلاج التعليمي حيث يتم الاعتماد بشكل كبير على المهارات إلى جانب تركيز رئيس الجمعية على الفروسية حيث يشعر المصابين باضطراب طيف التوحد عند ممارسة رياضة ركوب الخيل وكذلك السباحة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك