غزة - (الوكالات): كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته عند أطراف مدينة غزة أمس، قبل ساعات من اجتماع في البيت الأبيض برئاسة دونالد ترامب لمناقشة خطط ما بعد الحرب المتواصلة في القطاع الفلسطيني منذ نحو عامين.
في غضون ذلك قال الجيش الإسرائيلي إن إخلاء المدينة، وهي الأكبر في القطاع، أمر «لا مفر منه»، بعدما أقرت حكومة إسرائيل في وقت سابق من أغسطس خطة للسيطرة عليها.
ولم تردّ إسرائيل بعد على مقترح قدّمه الوسيطان القطري والمصري هذا الشهر ووافقت عليه حماس، ينصّ على هدنة أولية مدتها 60 يوما والإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع على دفعتين، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.
ميدانيا تواصلت عمليات القصف الجوي والمدفعي وخصوصا في حي الزيتون الذي يتعرض منذ أيام لضربات مكثفة. وأمس، أفاد سكان في الحي الواقع بجنوب مدينة غزة عن قصف متواصل ليلا.
وقالت تالا الخطيب (29 عاما) عبر الهاتف لوكالة فرانس برس: «كانت الليلة صعبة جدا، بدأ الضرب من المدفعية في منتصف الليل، على منطقتي الزيتون والتفاح، والطيران ضرب عدة مرات، والزنانات (الطائرات المسيّرة) طوال الليل تطلق النار».
وأضافت: «نسفوا عددا من المنازل في الزيتون... مازلنا في المنزل، بعض الجيران نزحوا والبعض لا يزال موجودا، لأنه أينما تنزح الموت يلاحقك».
وأكدت أن النزوح «أصعب شيء بالنسبة إلينا، لا نعرف هل ستنتهي الحرب أم ستبقى حتى يوم القيامة».
أما عبدالحميد الصيفي (62 عاما) فقال إنه يلازم منزله لأن «من يخرج... تطلق (الطائرة المسيّرة) عليه النار»، مضيفا: «بطارية هاتفي على وشك النفاد، وبمجرد أن تنتهي سنفقد كل اتصال. مصيرنا مجهول».
وقالت السلطات الصحية في غزة إن 20 شخصا على الأقل، من بينهم طفلة في الرابعة من عمرها، قُتلوا بنيران إسرائيلية.
وأتى ذلك في وقت قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن «إخلاء مدينة غزة لا مفر منه». وأضاف على إكس أن على السكان «الانتقال» الى «مناطق شاسعة فارغة في جنوب القطاع كما هو الحال في مخيمات الوسطى وفي المواصي».
وتسببت العدوان المتواصل بدمار واسع ونزوح غالبية سكان القطاع الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد توعّد يوم الجمعة بتدمير مدينة غزة إذا لم توافق حماس على نزع سلاحها، والإفراج عن جميع الرهائن المتبقين، وإنهاء الحرب بشروط إسرائيل.
وأتى ذلك بعد موافقة الوزارة على خطة الجيش للسيطرة على المدينة، وسمحت باستدعاء نحو 60 ألف جندي احتياط.
وقالت وزارة الصحة في غزة امس الأربعاء إن 10 أشخاص آخرين استشهدوا من الجوع وسوء التغذية، ما يرفع عدد حالات الاستشهاد الناجمة عن ذلك إلى 313 شخصا، من بينهم 119 طفلا، منذ بدء العدوان.
وفي واشنطن، قال ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، إن ترامب سيرأس خلال ساعات «اجتماعا واسعا» لمناقشة الوضع في غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب.
وقال ويتكوف لشبكة فوكس نيوز يوم الثلاثاء: «لدينا اجتماع مهم في البيت الأبيض غدا (الأربعاء)، برئاسة الرئيس، ونعمل على وضع خطة شاملة للغاية لليوم التالي لانتهاء» الحرب.
وكان ترامب قد أثار تنديدا واسعا في وقت سابق من هذا العام حين اقترح أن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، وتقوم بإخلاء سكانه، وتحويله الى «ريفييرا الشرق الأوسط».

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك