عثر مؤخرا على لوحة فنية تعود للقرن الثامن عشر كانت قد سرقت من قبل النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، وذلك بطريقة غير متوقعة، إذ ظهرت معلقة فوق أريكة في منزل بالأرجنتين. اللوحة بعنوان Portrait of a Lady (صورة سيدة)، للفنان الإيطالي جوزيبي فيتوري غيسلاندي، كانت جزءًا من مجموعة تاجر الفن الهولندي اليهودي جاك غودستيكر، الذي نهبت مجموعته التي تجاوزت 1100 عمل فني عقب اجتياح النازيين لهولندا عام 1940. وقد استولى كبار مسؤولي النظام النازي، من بينهم هيرمان غورينغ، على العديد من هذه الأعمال.
اللوحة اكتشفها فريق تحقيق من صحيفة Algemeen Dagblad (AD) الهولندية، بعد سنوات من تتبع مسار فريدريش كادجيين المستشار المالي لغورينغ، الذي فر إلى أمريكا الجنوبية ومعه مجوهرات ولوحتان مسروقتان. وبعد تتبع طويل قادهم التحقيق إلى عقار تملكه ابنتا كادجيين، حيث رُصدت اللوحة مصادفة في إعلان بيع المنزل.
وقارنت وكالة التراث الثقافي الهولندية (RCE) الصور بالوثائق الأرشيفية، مؤكدة أن اللوحة تتطابق من حيث الأبعاد والتكوين، لكنها أشارت إلى ضرورة فحص العمل ماديًا للتأكد الكامل من أصالته.
وقد أبدت ماري فون ساير، زوجة ابن غودستيكر ووريثته الوحيدة، عزمها على التقدم بطلب رسمي لاستعادة اللوحة، مؤكدة أن هدف العائلة هو استرجاع كل الأعمال الفنية المنهوبة من مجموعته.
وفي الوقت نفسه، يعتقد أن لوحة أخرى مفقودة للفنان الهولندي إبراهيم ميغنون ظهرت في صورة قديمة على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها لا تخضع حاليًا لمطالبة رسمية.
ويرى خبراء الفن، منهم المحقق الهولندي آرثر براند، أن هذه القضية تكشف عن الكم الهائل من الأعمال الفنية المنهوبة التي لا تزال مفقودة وربما محفوظة في منازل خاصة، وخصوصا في دول مثل الأرجنتين التي كانت ملاذا لعدد من الهاربين من أوروبا بعد الحرب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك