كشفت دراسة أكاديمية أن عصابات إجرامية إلكترونية في غانا، تُعرف باسم «ساكاوا بويز» Sakawa Boys، تستهدف نساء بريطانيات وأمريكيات في عمليات احتيال عاطفي عبر الإنترنت، وتبرر جرائمها باعتبارها «انتقامًا تاريخيًا» من الاستعمار البريطاني ونهب الموارد.
ووفقًا للتقرير فإن المحتالين ينشئون هويات وهمية على موقع فيسبوك، غالبًا في هيئة رجال بيض ناجحين مثل مصرفيين أو جنود لاستدراج النساء إلى علاقات عاطفية عبر العالم الافتراضي. وعلى مدى شهور يُقنع الضحايا بتحويل مبالغ ضخمة من المال بذريعة أزمات طبية أو ظروف طارئة.
الدكتور سليمان لازاروس، عالم الجريمة في كلية لندن للاقتصاد ومؤلف الدراسة المنشورة في مجلة السلوك المنحرف، أوضح أن المحتالين يرون في ممارساتهم نوعًا من «العدالة الجزائية»، ونقل عنهم قولهم: «لقد استغلّ المستعمرون أسلافنا بالبارود والمرايا، ونحن نستعيد مواردنا بالحواسيب والأدمغة».
وأشار التقرير إلى أن بعض ضباط الشرطة المحليين يتعاطفون مع هذه الرؤية، معتبرين أن ما يقوم به المحتالون ليس جريمة بقدر ما هو استعادة لما نُهب من ذهب وعبيد خلال الحقبة الاستعمارية.
وأوردت صحيفة «التلغراف» The Telegraph قصة امرأة بريطانية من الطبقة المتوسطة أرسلت عشرات الآلاف من الجنيهات إلى محتال انتحل صفة جندي أمريكي. وعندما سافرت للقائه في أكرا اكتشفت أنه شاب غاني أصغر سنًا بلا أي خلفية عسكرية. ورغم انكشاف الخدعة رفضت في البداية مقاضاته بدعوى «حاجته الماسة إلى المال».
وتصنّف جامعة أكسفورد غانا في المرتبة الـ13 عالميًا من حيث الجرائم الإلكترونية. كما صنّف الإنتربول غرب إفريقيا مركزًا إقليميًا لـ«مزارع الاحتيال عبر الإنترنت»، حيث يُستدرج أشخاص بوظائف وهمية ثم يُجبرون على العمل محتالين في ظروف أقرب إلى السخرة.
وفي حملة أمنية واسعة الشهر الماضي أعلن الإنتربول اعتقال أكثر من 1200 مشتبه فيه في إفريقيا، بينهم متورطون من غانا، متهمون باستهداف نحو 88 ألف ضحية عالميًا، مع استرداد ما يقرب من 73 مليون جنيه إسترليني.
ويوضح التقرير أن المحتالين يطلقون على أماكن التدريب لقب «ممالك الاحتيال»، حيث يتعلم الوافدون كيفية بناء قصص عاطفية مقنعة، والتلاعب النفسي بالضحايا، وخصوصًا النساء في منتصف العمر اللواتي يبحثن عن الحب عبر الإنترنت.
ويضيف الدكتور لازاروس أن هذه التبريرات الأخلاقية تسمح للمحتالين بإعادة توصيف جرائمهم من كونها استغلالًا إلى كونها «مقاومة للاستعمار»، معتبرين الأموال المحصّلة «تعويضات رقمية» عن ماضي النهب والاستعباد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك