العدد : ١٧٣٢٣ - الأربعاء ٢٧ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٢٣ - الأربعاء ٢٧ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

عربية ودولية

ربع سكان العالم يفتقرون إلى مياه صالحة للشرب بشكل آمن بحسب الأمم المتحدة

الأربعاء ٢٧ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

جنيف‭ ‬‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬يفتقر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ملياري‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يناهز‭ ‬ربع‭ ‬عدد‭ ‬سكانه،‭ ‬لإمكانية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬المدارة‭ ‬بأمان،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬أعلنت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬محذرة‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التقدم‭ ‬نحو‭ ‬التغطية‭ ‬الشاملة‭ ‬لهذه‭ ‬الخدمة‭ ‬لا‭ ‬يسير‭ ‬بالسرعة‭ ‬الكافية‭. ‬وقالت‭ ‬الوكالتان‭ ‬الأمميتان‭ ‬المعنيتان‭ ‬بالصحة‭ ‬والطفولة‭: ‬إن‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أربعة‭ ‬أشخاص‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬مياه‭ ‬شرب‭ ‬مدارة‭ ‬بأمان‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬مع‭ ‬اعتماد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬على‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬سطحية‭ ‬مثل‭ ‬الأنهار‭ ‬والبرك‭ ‬والقنوات‭.‬

وأفادت‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬وصندوق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للطفولة‭ (‬يونيسف‭) ‬بأن‭ ‬نقص‭ ‬خدمات‭ ‬المياه‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭ ‬والنظافة‭ ‬الصحية‭ ‬يفاقم‭ ‬خطر‭ ‬تعرض‭ ‬مليارات‭ ‬الأشخاص‭ ‬للإصابة‭ ‬بالأمراض‭. ‬وأشارتا‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬مشتركة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬هدف‭ ‬التغطية‭ ‬الشاملة‭ ‬لهذه‭ ‬الخدمات‭ ‬بحلول‭ ‬سنة‭ ‬2030،‭ ‬محذّرتين‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬‮«‬يزداد‭ ‬صعوبة‮»‬‭. ‬وقال‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬البيئة‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬روديغر‭ ‬كريش‭: ‬إن‭ ‬‮«‬المياه‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭ ‬والنظافة‭ ‬الصحية‭ ‬ليست‭ ‬امتيازات‭: ‬إنها‭ ‬حق‭ ‬أساسي‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‮»‬‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬يتعين‭ ‬علينا‭ ‬تسريع‭ ‬العمل،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬لصالح‭ ‬المجتمعات‭ ‬الأكثر‭ ‬تهميشا‮»‬‭. ‬

وتناول‭ ‬التقرير‭ ‬خمسة‭ ‬مستويات‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭. ‬وتُعرّف‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬المدارة‭ ‬بأمان،‭ ‬وهي‭ ‬الأعلى‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬المستويات،‭ ‬بأنها‭ ‬مياه‭ ‬شرب‭ ‬يُمكن‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬الموقع‭ ‬ومتوافرة‭ ‬عند‭ ‬الحاجة،‭ ‬وخالية‭ ‬من‭ ‬التلوث‭ ‬البرازي‭ ‬والكيميائي‭ ‬الأكثر‭ ‬خطرا‭. ‬والمستويات‭ ‬الأربعة‭ ‬الأدنى‭ ‬هي‭: ‬مياه‭ ‬أساسية‭ (‬مياه‭ ‬مُحسّنة‭ ‬يستغرق‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬دقيقة‭) ‬ومياه‭ ‬محدودة‭ (‬مياه‭ ‬مُحسّنة،‭ ‬ولكنها‭ ‬تستغرق‭ ‬وقتا‭ ‬أطول‭)‬،‭ ‬ومياه‭ ‬غير‭ ‬مُحسّنة‭ (‬مثل‭ ‬مياه‭ ‬من‭ ‬بئر‭ ‬أو‭ ‬نبع‭ ‬غير‭ ‬محمي‭) ‬ومياه‭ ‬سطحية‭.‬

وأفاد‭ ‬التقرير‭ ‬بأنه‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬حصل‭ ‬961‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬على‭ ‬خدمات‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬المدارة‭ ‬بأمان،‭ ‬ليرتفع‭ ‬مستوى‭ ‬التغطية‭ ‬من‭ ‬68%‭ ‬إلى‭ ‬74%‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬2,1‭ ‬مليار‭ ‬شخص‭ ‬حُرموا‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات،‭ ‬كان‭ ‬106‭ ‬ملايين‭ ‬شخص‭ ‬يعتمدون‭ ‬على‭ ‬المياه‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬سطحية،‭ ‬بانخفاض‭ ‬قدره‭ ‬61‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬الماضي‭. ‬كما‭ ‬ارتفع‭ ‬عدد‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬ألغت‭ ‬استخدام‭ ‬المياه‭ ‬السطحية‭ ‬كمصدر‭ ‬للشرب‭ ‬من‭ ‬142‭ ‬بلدا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬إلى‭ ‬154‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬بحسب‭ ‬الدراسة‭. ‬وفي‭ ‬2024،‭ ‬حققت‭ ‬89‭ ‬دولة‭ ‬إمكانية‭ ‬الوصول‭ ‬الشامل‭ ‬إلى‭ ‬خدمات‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬الأساسية‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬31‭ ‬دولة‭ ‬حققت‭ ‬إمكانية‭ ‬الوصول‭ ‬الشامل‭ ‬إلى‭ ‬خدمات‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬المأمونة‭. ‬أما‭ ‬البلدان‭ ‬الـ28‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ربع‭ ‬سكانها‭ ‬محرومين‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية،‭ ‬فتتركز‭ ‬بمعظمها‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭.‬

وحصل‭ ‬1,2‭ ‬مليار‭ ‬شخص‭ ‬على‭ ‬خدمات‭ ‬صرف‭ ‬صحي‭ ‬مدارة‭ ‬بأمان‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬التغطية‭ ‬من‭ ‬48‭ ‬%‭ ‬إلى‭ ‬58‭ ‬%،‭ ‬وفق‭ ‬الدراسة‭. ‬تُعرّف‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭ ‬بأنها‭ ‬مرافق‭ ‬مُحسّنة‭ ‬لا‭ ‬يتمّ‭ ‬تشاركها‭ ‬مع‭ ‬عائلات‭ ‬أخرى،‭ ‬ويتم‭ ‬فيها‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الفضلات‭ ‬بشكل‭ ‬آمن‭ ‬إما‭ ‬في‭ ‬الموقع،‭ ‬أو‭ ‬تُنقل‭ ‬وتُعالج‭ ‬خارج‭ ‬الموقع‭. ‬وقد‭ ‬انخفض‭ ‬عدد‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يقضون‭ ‬حاجتهم‭ ‬في‭ ‬العراء‭ ‬بمقدار‭ ‬429‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬354‭ ‬مليونا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬أي‭ ‬نحو‭ ‬4‭ ‬%‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭.‬

ومنذ‭ ‬2015،‭ ‬يحصل‭ ‬نحو‭ ‬1,6‭ ‬مليار‭ ‬شخص‭ ‬على‭ ‬خدمات‭ ‬النظافة‭ ‬الأساسية،‭ ‬وهي‭ ‬وجود‭ ‬مرافق‭ ‬لغسل‭ ‬اليدين‭ ‬بالصابون‭ ‬والماء‭ ‬في‭ ‬المنزل،‭ ‬لترتفع‭ ‬نسبة‭ ‬التغطية‭ ‬من‭ ‬66‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬إلى‭ ‬80%،‭ ‬وفقا‭ ‬للدراسة‭. ‬وحذّرت‭ ‬مديرة‭ ‬برنامج‭ ‬المياه‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭ ‬والنظافة‭ ‬في‭ ‬اليونيسف‭ ‬سيسيليا‭ ‬شارب‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬عندما‭ ‬يفتقر‭ ‬الأطفال‭ ‬إلى‭ ‬المياه‭ ‬الآمنة‭ ‬وخدمات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬والنظافة،‭ ‬تصبح‭ ‬صحتهم‭ ‬وتعليمهم‭ ‬ومستقبلهم‭ ‬عرضة‭ ‬للخطر‮»‬‭. ‬وأضافت‭: ‬‮«‬تتجلى‭ ‬هذه‭ ‬التفاوتات‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الفتيات‭ ‬اللواتي‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬يتحملن‭ ‬عبء‭ ‬جمع‭ ‬المياه‭ ‬ويواجهن‭ ‬عوائق‭ ‬إضافية‭ ‬أثناء‭ ‬فترة‭ ‬الحيض‮»‬‭. ‬ورأت‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬بالوتيرة‭ ‬الحالية،‭ ‬فإن‭ ‬الوعد‭ ‬بتوفير‭ ‬مياه‭ ‬آمنة‭ ‬وخدمات‭ ‬صرف‭ ‬صحي‭ ‬آمن‭ ‬لكل‭ ‬طفل‭ ‬يصبح‭ ‬بعيد‭ ‬المنال‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا