في واقعة طبية نادرة وصادمة، كشف تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية عن معاناة شاب يُدعى أوليفر ألفيس من حرمان شبه تام من النوم مدة تقارب عامين، من دون القدرة على الاستغراق في النوم أو حتى الشعور بالنعاس، ما تسبب في تدهور حاد في حالته الجسدية والنفسية.
أوليفر، الذي كان يعمل سابقاً سائق قطار وحاصل على رخصة طيران، فقد كل ما يملك تقريباً بسبب هذه الحالة الغامضة: عمله، منزله، علاقاته الشخصية شريكته، وحتى قدرته على ممارسة حياته اليومية.
وقال ألفيس في تصريح للصحيفة: «الأمر لا يشبه مجرد أرق عابر أو نوم سيئ، بل هو حرمان شبه كامل من النوم. لا أشعر بالنعاس أبداً، ولا أغفو حتى لثوانٍ».
ما يثير الدهشة، بحسب التقرير، أن أوليفر خضع لمحاولات طبية عديدة لإجباره على النوم، بما في ذلك استخدام أنواع متعددة من التخدير القوي المخصص للعمليات الجراحية، لكنه لم يفقد الوعي على الإطلاق.
ويعلق البروفيسور غاي ليشزينر، استشاري طب الأعصاب ومؤلف كتاب الدماغ الليلي، قائلاً: «الأرق التام يُعد حالة قاتلة. ورغم ندرة البيانات المتعلقة بالبشر فإن التجارب على الحيوانات تظهر أن الكلاب تموت خلال 17 يوماً من الحرمان الكامل من النوم، والفئران في غضون 32 يوماً».
وحتى الآن، لم يتمكن الأطباء من تشخيص السبب الدقيق لحالة أوليفر، التي قد تشير إلى شكل نادر للغاية من اضطرابات النوم العصبية، مثل «الأرق العائلي القاتل» (FFI)، وهي حالة وراثية نادرة ومميتة.
وتبقى حالة أوليفر ألفيس محط أنظار المجتمع الطبي، وسط تساؤلات عديدة حول آلية عمل الدماغ في تنظيم النوم، وحدود قدرة الإنسان على مقاومة الحرمان المزمن من الراحة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك