مع طلوع نجم سهيل أمس الأحد 24 أغسطس، يترقب سكان الخليج هذا الحدث السنوي لما يحمله من بشائر بتغير المناخ وبدء انكسار حر الصيف القاسي، حيث تبدأ درجات الحرارة في التراجع وتصبح الأجواء أكثر لطفًا.
ظهور سهيل ليس مجرد ظاهرة فلكية، بل يحمل مكانة ثقافية عميقة في حياة سكان الخليج، حيث ارتبط منذ القدم بأنشطة حياتية مثل الصيد والزراعة والملاحة، وكان دليلًا مهمًا للبحارة والصيادين في تحديد مواسم العمل. يمتاز نجم سهيل بكونه ثاني ألمع نجم يُشاهد بالعين المجردة، ما جعله محل اهتمام الفلكيين قديمًا وحديثًا، بما في ذلك وكالات الفضاء مثل «ناسا» التي تستخدمه لأغراض الملاحة الفضائية. يُعرف سهيل بين العرب باسم «سفينة الصحراء»، لكونه جزءًا من كوكبة «السفينة»، ويقع في منطقة تُدعى «القاعدة» قرب الأفق الجنوبي، ما يجعله مرئيًا بشكل واضح ومميز في سماء الجزيرة العربية. يحظى سهيل بحضور بارز في التراث الشعبي الخليجي، حيث ارتبطت به أمثال كثيرة تدل على تغيرات الطقس والسلوك اليومي، مثل: «إذا طلع سهيل طاب الليل، وامتنع القيل»، في إشارة إلى تحسن الأجواء. يُقسّم موسم سهيل إلى أربع مراحل، أولها صيفية والباقية خريفية، وتُعرف بتغير تدريجي في المناخ، مع تراجع الحرارة، وتحول في اتجاه الرياح، وانخفاض الرطوبة، ما يجعله مرحلة انتقالية مريحة. عند طلوع سهيل يُلاحظ سكان الخليج تغيرات في الجو والنجوم، حيث يظهر عدد من النجوم المرتبطة بالمواسم مثل «الطرفة» و«الجبهة»، وتبدأ الطبيعة في التحول، إيذانًا بانتهاء فصل الصيف تدريجيًا وبداية الخريف.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك