أعلنت شرطة سكوتلاند يارد خفضا يقارب نصف حجم فرقة الخيالة التاريخية التابعة لها، في خطوة وُصفت بأنها «خيار صعب» للتعامل مع عجز مالي يصل إلى 260 مليون جنيه إسترليني.
وبحسب ما ذكرت صحيفة «التلغراف» The Telegraph ستشمل الإجراءات تسريح 40 من أصل 93 حصانًا، وتقليص عدد الضباط من 120 إلى 69، إضافة إلى الاستغناء عن 10 وظائف مساعدة من أصل 32. كما تخطط الشرطة لإغلاق خمسة من الإسطبلات السبعة التابعة لها، مع إحالة الخيول إلى التقاعد أو إعادة توزيعها على قوات أخرى.
وقال متحدث باسم الشرطة إن الأولوية تتركز على نشر الضباط في أكثر مناطق لندن ازدحامًا لمكافحة الجريمة وحماية الجمهور، مضيفًا: «نواجه قيودًا مالية صعبة، ما يفرض علينا اتخاذ قرارات مؤلمة، منها تقليص عدد أفراد فرقة الخيالة».
ورغم التقليص ستظل شرطة العاصمة تحتفظ بأكبر وحدة خيالة في البلاد، مع تكثيف استخدامها في المناسبات الرسمية، وفعاليات العائلة المالكة، ومباريات كرة القدم، إضافة إلى الاحتجاجات وحفظ النظام في المناطق ذات معدلات الجريمة المرتفعة.
وتعود جذور هذا القسم إلى عام 1763 حين أُنشئ للتصدي لعصابات قطاع الطرق، قبل أن يتوقف لاحقًا بسبب نقص التمويل. ثم أُعيد تأسيسه عام 1805، واندمج رسميًا في شرطة العاصمة عام 1839، فيما أُسست وحدته الحديثة عام 1918 بقيادة الضابط المتقاعد بيرسي لوري.
ويشتهر فرع الخيالة بدوره في السيطرة على الحشود، حيث يعادل تأثير ضابط واحد ممتطيًا حصانه ما يقوم به عشرة ضباط راجلين بفضل ارتفاع الخيول وهيبتها. ويخضع كل حصان لتدريب مكثف يستمر نحو ستة أشهر للتأقلم مع الضوضاء والحشود، بينما يتلقى الضباط تدريبًا صارمًا في دورة ركوب تمتد 20 أسبوعًا.
وتُستخدم في الوحدة بشكل أساسي خيول من سلالات قوية وهادئة مثل الدرافت الإيرلندية وكليفلاند بايز وبيرشيرون الهجينة. وقد بلغت الميزانية السنوية للوحدة نحو 10 ملايين جنيه إسترليني في عام 2018، فيما تراوحت أعداد الخيول خلال العقد الماضي بين 90 و116 حصانًا.
وفي فبراير الماضي أقرت شرطة العاصمة بوجود عجز مالي كبير رغم تقليصه من 450 إلى 260 مليون جنيه إسترليني بعد تمويل إضافي، مؤكدة أن هذه التخفيضات «ستترك أثرًا صعبًا على الضباط والجمهور على حد سواء».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك