تشارك مملكة البحرين العالم الاحتفاء باليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يصادف التاسع عشر من أغسطس من كل عام، ويقام هذا العام تحت شعار «العمل من أجل الإنسانية»، للتركيز على جهود العاملين في المجال الإنساني كخط دفاع أخير أمام المستضعفين من البشر حول العالم.
ولمملكة البحرين دور فاعل في ترسيخ القيم الإنسانية من خلال الحرص على نصرة الفئات المستضعفة في المجتمع المحلي وعلى الصعيد الدولي، عبر منظومة متكاملة من البرامج والمبادرات الداعمة لخير البشرية ونمائها.
وفي هذا الصدد سخرت وزارة التنمية الاجتماعية جهودها لمساعدة المنظمات الأهلية على أداء دورها في مد يد العون للدول التي تواجه كوارث طبيعية وحروب وعلى رأسها قطاع غزة.
وكشفت أحدث الاحصائيات التي حصلت عليها «أخبار الخليج» عن وجود 170 منظمة أهلية مسجلة لدى وزارة التنمية الاجتماعية معنية بالعمل الإنساني تشمل الجمعيات الخيرية والبالغ عددها 118 جمعية، إلى جانب 46 مؤسسة انسانية خاصة، وثلاث جمعيات اغاثية وثلاث أخرى إسلامية. وسعيًا لتوفير كافّة الأدوات اللازمة للمنظمات الأهلية لتحقيق أهدافها الإنسانية أرست وزارة التنمية الاجتماعية آليات لجمع الأموال للأغراض الإنسانية والتي تشمل التقدم بطلب فتح حساب بنكي لجمع المال في أحد البنوك المعتمدة بمملكة البحرين، والتقدم بطلب ترخيص وفقًا للشروط، وفي حال صدور الموافقة يتم اصدار الترخيص وإبلاغ مقدم الطلب بذلك، واصدار خطاب للبنك بفتح الحساب الخاص بجمع المال. وبحسب الإحصائيات حول الجمعيات التي حصلت على تراخيص جمع المال الساري، تبيّن تقدم جمعية البحرين لرعاية مرضى السكلر بترخيص لجمع الأموال وذلك للمساهمة في دعم المرضى المحتاجين ماديًا، كما قامت جمعية الحد الخيرية بالحصول على تصريح لمساعدة الأسر الفقيرة والمحتاجة، ومساعدة الطلبة المحتاجين، ومساعدة المرضى المحتاجين، بالإضافة إلى مساعدة الأسر المحتاجة لبناء المنازل وترميمها وتقديم المساعدات الطارئة في حالة النكبات والكوارث، بالإضافة إلى قيام جمعية التربية الإسلامية بالتقدم لتصريح مالي لمساعدة الأسر الفقيرة والمحتاجة، ومساعدة الطلبة المحتاجين وكفالة الأيتام وبناء المساجد والآبار وإغاثات خارجية، وجمعية رعاية الطفل والأمومة بتقديم ترخيص لتقديم المساعدات المالية والعينية، وبناء بيوت الأسر المحتاجة لتوفير السكن الملائم لهم، وإنشاء حضانات ورياض أطفال نموذجية لتهيئة الطفل بالإضافة إلى الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني والتي تقدمت بالطلب لمساعدة الشعب الفلسطيني.
وقد نظمت وزارة التنمية الاجتماعية ورش توعوية للجمعيات الأهلية ركزت على آلية جمع الأموال حيث خصصت أحد هذه الورش للتعرف على أبرز الخدمات التي تقدمها المؤسسات المالية المحلية للجهات الأهلية وذلك منعًا لتمويل الإرهاب واستقبال الأموال من مصادر مجهولة بالإضافة إلى منع الاحتيال مع التركيز على الهدف السامي من استحداث هذه الجمعيات لغرضها الإنساني.
جهود متواصلة من التنمية الاجتماعية لتيسير عمل الجمعيات الأهلية في المجال الإنساني
إصدار تصاريح لجمع الأموال لمساعدة المرضى وترميم البيوت والأسر الفقيرة
الملكية للأعمال الإنسانية نموذج يحتذى به في عمل الخير
كفالة أكثر من 271 ألف أرملة ويتيم منذ التأسيس
تسطر المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية فصولًا ناصعة في عمل الخير الذي انطلق من مملكة البحرين ليمتد على الصعيد الدولي، حيث قامت المؤسسة بطرح العديد من الخدمات الإنسانية التي من شأنها أن ترتقي بالحياة المعيشية والاجتماعية للأيتام والأرامل.
ومنذ تأسيسها تمكنت المؤسسة من كفالة أكثر من 271 ألف أرملة ويتيم، واستفاد حوالي 71 ألفًا من الخدمات الإنسانية التي تقدمها المؤسسة منذ 2009 إلى العام الجاري، وقامت المؤسسة بتوفير 2367 مقعدًا دراسيًا للطلبة الأيتام حتى ديسمبر الماضي، ومن جانب آخر بيّنت آخر الإحصائيات الخاصة بالمؤسسة كفالة 10126 يتيما وأرملة خلال عام، وتسجيل أكثر من 13 ألف مستفيد من مركز خدمة العملاء في 2025، بالإضافة إلى طرح أكثر من ثلاثة آلاف برنامج تطويري وترفيهي للمسجلين في المؤسسة خلال العام الجاري.
ومن عام 2006 حتى العام الجاري استطاعت المؤسسة أن تقدم 8304 من خدمات الإرشاد الأسري، وفي 2025 بلغ عدد المشاريع الإغاثية التنموية 58 مشروعًا.
ونشرت بوابة البحرين للبيانات المفتوحة إجمالي عدد المكفولين البحرينيين بحسب فئة المستفيدين بالمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية ففي عام 2020 كفلت المؤسسة 7121 أرملة و4447 يتيما ويتيمة، وفي عام 2021 قامت المؤسسة بكفالة 7339 أرملة و4952 يتيما ويتيمة، وبالنسبة الى عام 2022 تم كفالة 6888 أرملة و4879 يتيما ويتيمة، وخلال عام 2023 تم كفالة 6542 أرملة و4584 من الأيتام، وبالنسبة الى العام الماضي فقد كفلت المؤسسة 6518 أرملة مع 4550 من الأيتام من الجنسين.
ومن الخدمات التي خصصتها المؤسسة للأيتام والأرامل هي كفالتهم من خلال تقديم مبالغ مساعدات شهرية خاصة بهم لسد أهم احتياجاتهم.
ولم يقتصر الخير إلى أهالي البحرين بل امتد إلى الدول المستضعفة، حيث قامت المؤسسة وتنفيذاً للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم بتنظيم حملة لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة لمساعدتهم في محنتهم والتخفيف من المصاب الأليم الذي يمرون به حيث دشن سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب حملة وطنية تنظمها اللجنة البحرينية الوطنية لمناصرة الشعب الفلسطيني في غزة والتي انطلقت في عام 2023 تم من خلالها جمع مبالغ ضخمة تم التبرّع بها لنصرة الشعب الفلسطيني.
وعلى الصعيد المحلي تقدم المؤسسة مجموعة من خدمات المساعدات الإنسانية لذوي الدخل المحدود، ومنها مساعدات معيشية للحصول على مبلغ مالي لتغطية جزء من متطلباتهم الحياتية الملحة، وطرح خدمة مساعدة زواج للحصول على مبلغ مالي لتغطية جزء من تكاليف الزواج، بالإضافة إلى خدمة مساعدة علاج والتي تتيح الحصول على مبلغ مالي لتغطية جزء من تكاليف العلاج.
حفظ النعمة.. مبادرة فريدة لإطعام الغير
لم تقتصر أنشطة الجمعيات الأهلية على تقديم المساعدة بشكل مادي أو نفسي أو معنوي فقد جاءت جمعية حفظ النعمة لتقدم المساعدات الغذائية والمساهمة في حلحلة ملف الإسراف في الطعام من خلال تقديمه للأسر والأفراد المحتاجين.
وبحسب آخر احصائيات الجمعية تمكنت الجمعية خلال يوليو الماضي من توزيع أكثر من 13 ألف وجبة ومنتج غذائي على المستفيدين من دعم الجمعية، وتم حفظ أكثر من 7 آلاف كيلوجرام من الأطعمة والمواد الغذائية من الهدر وكان قياس الأثر للوجبات المحفوظة خلال النصف الأول من 2025 يُقدر بحوالي 620 ألف دينار بحريني، ومنذ يناير الماضي حتى يوليو 2025 حفظت الجمعية 163 ألف وجبة ومنتج غذائي تقريبًا.
وخلال يوليو الماضي كان للأسواق الاستهلاكية النصيب الأكبر من الخير حيث قدمت حوالي 6 آلاف وجبة، ومن خلال المناسبات تم جمع ما يُقارب 3 آلاف وجبة وبالنسبة إلى الكافيهات والمطاعم فقد تمكنت الجمعية من جمع حوالي ألفي وجبة وألفي وجبة أخرى من الفنادق.
ومنذ عام 2014 حتى 2017 تم حفظ حوالي 140 ألف وجبة وعدد من المواد الغذائية، وفي 2018 تمكنت الجمعية من حفظ حوالي 201 ألف وجبة ومنتج، وفي 2019 تم حفظ ما يُقارب 231 ألف وجبة، وفي 2020 كان المجموع الأكبر للذي حصدته الجمعية حتى العام الجاري، حيث تم حفظ 820 ألف وجبة ومنتج تقريبًا، وفي عام 2021 بدأت الأرقام بالانخفاض وزيادة معدلات الوعي بأهمية الغذاء ومنع الإسراف حيث تم جمع حوالي 375 ألف وجبة.
وفي 2022 تم جمع 234 ألف وجبة تقريبًا، أما في 2023 فقد تمكنت الجمعية من حفظ 357 ألف وجبة تقريبًا وفي العام الماضي بلغ إجمالي الوجبات والمواد الغذائية التي 330 ألف وجبة تقريبًا ومع إحصائيات العام الجاري بلغ اجمالي الوجبات والمنتجات الغذائية التي جرى حفظها من 2014 حتى يوليو الماضي ما يقارب 3 ملايين وجبة ومنتج.
ومازالت الجمعية تقوم بخدمة تسلم الأطعمة وإعادة تغليفها وتوزيعها على الأسر والأفراد.
«الحقيبة المدرسية» مبادرة تعيد البسمة والحماس إلى طلبة المدارس
تتكاتف الجمعيات الأهلية في البحرين لإطلاق مختلف المبادرات الإنسانية لمد يد العون، ولمساعدة المحتاجين والمتعففين ومن بين هذه المبادرات مبادرة تجربة التسوّق مع الطلاب من الأسر البحرينية والتي أطلقتها «كاف الإنسانية» بجمعية الإصلاح، واستهدفت المبادرة 1380 طالبا في نسختها الأخيرة، حيث تم تخصيص 30 دينارًا للطالب الواحد بمجموع وصل إلى نحو 39 ألف دينار بحريني.
وانطلقت المبادرة بـ150 طالبًا تم تخصيص المبلغ نفسه للطالب الواحد بمجموع 4500 ألف دينار، وفي النسخة الثانية من المبادرة تم تسجيل 500 طالب بمبلغ اجمالي بلغ 15 ألف دينار، أما بالنسبة إلى النسخة الثالثة فقد بلغ عدد الطلبة المدرجين فيها 900 طالب بمبلغ إجمالي بلغ 27 ألف دينار، بالإضافة إلى النسخة الأخيرة التي سجلت ارتفاعًا في أعداد الطلبة المسجلين فيها على مدار النسخ الماضية، وحددت الجمعية خمسة محلات كبرى لتوفير مستلزمات الطلبة مع إمكانية التوّسع بحسب توافر العروض والشراكات التجارية.
أسهمت هذه المبادرة في تحسين تجربة العودة إلى المدرسة للأطفال المحتاجين، وتخفيف العبء المالي عن كاهل الأسر المتعففة، وتعزيز دور المؤسسات المالية والخاصة في التنمية المجتمعية المستدامة بالإضافة إلى ترسيخ صورة المؤسسة الداعمة كشريك فعّال ومؤثر في المجتمع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك