كتبت: ياسمين العقيدات
تصوير - عبدالامير السلاطنة
أوضحت الشيخة دينا بنت راشد آل خليفة مستشار التخطيط والتطوير بوزارة شؤون الشباب، أن من يتقن فهم الشباب والتواصل معهم هم الشباب أنفسهم، مشيرة إلى أن نسبتهم في المجتمع البحريني تبلغ 62%، وهو ما يفرض إشراكهم بشكل أساسي في وضع السياسات والبرامج والتخطيط لمستقبل الوطن.
جاء ذلك خلال الندوة التي قدمتها بتنظيم من هيئة «وهج» وبالتعاون مع وزارة شؤون الشباب في مدينة الشباب، تحت عنوان «التحول الاستراتيجي لقطاع الشباب: من دور المشغل المباشر إلى دور الممكن والمراقب»، بحضور روان بنت نجيب توفيقي وزيرة شؤون الشباب.
وأشارت مستشار التخطيط والتطوير بوزارة شؤون الشباب، إلى أن برامج الوزارة تتكامل مع المشاريع الوطنية الكبرى، ومنها يوم الشباب البحريني والبرنامج الوطني «لامع» ومشروع مدينة الشباب، لافتة إلى أن إقبال الشباب على هذه المبادرات شهد تزايدًا واضحًا مع تلمسهم لأثرها الإيجابي، وأضافت أن رؤية الشباب لزملائهم وهم يحققون استفادة فعلية من تلك البرامج، يسهم تلقائيًا في رفع معدلات المشاركة.
وأكدت الشيخة دينا أن ما يميز الاستراتيجية الوطنية لتمكين الشباب في البحرين عن غيرها عالميًا هو تركيزها على جانب الشعور بالأمان لدى الشباب، وضمان أن أصواتهم مسموعة وأن الدعم متاح لهم، الأمر الذي يعزز ثقتهم بأنفسهم، مشيرة إلى أن الاستراتيجيات المتبعة في دول أخرى غالبًا ما تنحصر في مجالات أو قطاعات معينة، بينما تعتمد الاستراتيجية البحرينية على تجاوز الأرقام والمؤشرات التقليدية، لتقيس الأثر الحقيقي من خلال مشاعر الشباب وانعكاس البرامج عليهم بصورة ملموسة.
أما بخصوص البرنامج الوطني «لامع»، أشارت الشيخة دينا إلى أن نجاحه يعود بالدرجة الأولى إلى كونه مشروعًا طوره الشباب بأنفسهم، حيث انطلق في نسخته الأولى من الوزارة ليستمر حتى يصل اليوم إلى نسخته الخامسة عبر الهيئة، بعدما أصبح الشباب هم المحرك الرئيس لتطويره ورفع مستواه.
وأضافت أن مدينة الشباب تمثل نموذجًا واضحًا على هذا الارتباط، إذ يواصل الشباب المشاركة فيها منذ أكثر من 15 عامًا، متنقلين بين مراحل مختلفة تبدأ من الدراسة، مرورًا بالثانوية والجامعة وصولًا إلى سوق العمل، لافتة إلى أن كثيرًا منهم ما زالوا يحرصون كل عام على السؤال عن موعد افتتاح المدينة وفرص التطوع فيها.
وأكدت أن البرامج المطروحة في مدينة الشباب صُممت بدرجة كبيرة لتلبية احتياجات سوق العمل، وذلك بالتعاون مع صندوق العمل «تمكين» إلى جانب برامج أخرى جاءت استجابة لاهتمامات الشباب وتوجهاتهم الخاصة، مما يعكس إدراكًا عميقًا لأولوياتهم، موضحة أن هذا الارتباط جعل الشباب ينظرون إلى مدينة الشباب على أنها مشروعهم الخاص، الذي أسهموا في بنائه بأفكارهم ومقترحاتهم، مشيرة إلى أن مشهد تكريم المتطوعين عكس بوضوح حجم محبتهم وتمسكهم بهذه المدينة التي أصبحت جزءًا من مسيرتهم العملية والشخصية.
وشددت على أن مسيرة تمكين الشباب في البحرين باتت أكثر نضجًا وفاعلية بعدما تحول الشباب من المتلقين للبرامج إلى عنصر أساسي يقود التخطيط والتنفيذ والابتكار، وذكرت أن المملكة تحتضن 38 مركزًا شبابيًا موزعة في مختلف المناطق، من بينها ثلاثة مراكز نموذجية يتصدرها المركز العلمي معتبرة أن إشراك الشباب في تصميم البرامج الخاصة بهم هو الضمان الأهم لاستمرار هذه التجربة وتطورها.
وبينت أن النجاحات المحققة جاءت ثمرة جهود متواصلة وشراكات راسخة مع القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني، لافتة إلى أن مدينة الشباب في نسختها الأخيرة قدمت 220 برنامجًا وأكثر من 6000 فرصة موجهة للفئة العمرية بين 9 و35 عامًا على مدى ستة أسابيع، وجميعها نُفذت عبر الشراكات دون تدخل مباشر من موظفي الوزارة.
وأضافت أن تراكم الخبرات خلال 14 نسخة متعاقبة من مدينة الشباب أسهم في رفع مستوى الثقة وزيادة المنافسة بين الشركاء، حيث ارتفع عدد السفارات المشاركة من اثنتين فقط إلى أكثر من 20 سفارة، إلى جانب اتساع مساهمة القطاع الخاص، خصوصًا في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وأكدت أن القطاع الخاص بات أكثر تفاعلًا في السنوات الأخيرة مع قضايا الشباب، إذ ظهرت مبادرات وخطط موجهة لهم بشكل مباشر، مستشهدة بالقطاع النفطي الذي تتزايد فيه مشاركة الشباب سنويًا بفضل برامج التوعية، مشددة على أن مدينة الشباب رسخت مكانتها كمنصة وطنية شاملة يستفيد منها مختلف الأطراف.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك