القدس المحتلة - (أ ف ب): دعا وزير المال الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموطريتش أمس إلى تسريع وتيرة مشروع لبناء 3,401 وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، مطالبا بضمّ الأراضي الفلسطينية ردًا على إعلان عدة دول نيتها الاعتراف بدولة فلسطين.
وهذا المشروع الاستيطاني الاستراتيجي والمسمى E1 سيقطع الضفة الغربية شطرين وسيحول نهائيا دون قيام دولة فلسطينية تتسم بتواصل جغرافي، بحسب معارضيه.
وقال سموطريتش: «من يريدون اليوم الاعتراف بدولة فلسطينية سيتلقون ردّنا على الأرض (...) عبر أفعال ملموسة: منازل، أحياء، طرق وعائلات يهودية تبني حياتها».
وأضاف «في هذا اليوم المهم، أدعو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تطبيق السيادة الإسرائيلية في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية)، والتخلي نهائيا عن فكرة تقسيم البلاد، وضمان أنه بحلول سبتمبر لن يكون أمام القادة الأوروبيين المنافقين ما يمكنهم الاعتراف به».
وتابع «إذا اعترفتم بدولة فلسطينية في سبتمبر، فسيكون ردّنا تطبيق السيادة الإسرائيلية على جميع أجزاء يهودا والسامرة، ولن يبقى أمامكم أي شيء لتتصوروه».
وجاءت مواقف سموطريتش خلال مؤتمر صحفي نظمه المجلس الإقليمي للمستوطنات «يشع» في مستوطنة «معاليه أدوميم»، إحدى المستوطنات الكبرى في الضفة الغربية، لشرح التقدم في مشروع E1 الذي يقع بينها وبين القدس المحتلة. من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية هذا المشروع معتبرة أن «البناء الاستعماري في منطقة E1 هو استمرار لمخططات الاحتلال لضرب فرصة تجسيد الدولة الفلسطينية».
بدورها، نددت منظمة «السلام الآن» الإسرائيلية المناهضة للاستيطان بالمشروع المذكور، ووصفته بأنه «قاتل لمستقبل إسرائيل ولأي فرصة لتحقيق حل الدولتين السلمي».
وأوضحت المنظمة أن جلسة الموافقة الرسمية على المشروع ستُعقد الأربعاء المقبل من جانب لجنة فنية تابعة لوزارة الدفاع، مشيرة إلى أن اللجنة رفضت جميع الاعتراضات على المشروع. وأضافت أن «أعمال البنية التحتية في E1 يمكن أن تبدأ خلال بضعة أشهر، وبناء المساكن خلال نحو عام». وسعت إسرائيل دائما الى بناء مستوطنات في المنطقة التي تفصل الضفة الغربية عن شرق القدس، والمعروفة باسم E1، لكن المشروع جُمد لعقود إثر معارضة دولية.
وحذّر المجتمع الدولي ومراقبون من أن الشروع في بناء استيطاني على مساحة تقدر بنحو 12 كيلومترًا مربعًا سيقوّض الآمال بإقامة دولة فلسطينية تكون متصلة جغرافيًا بعاصمتها القدس الشرقية. وبموجب القانون الدولي، تعتبر جميع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة غير قانونية.
ويعيش في الضفة اغربية نحو ثلاثة ملايين فلسطيني، إلى جانب نحو 500 ألف مستوطن إسرائيلي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك