تواجه دول الشرق الأوسط موجة حرارة قاسية غير معتادة ناتجة عن ظاهرة «القبة الحرارية»، وهي امتداد لمرتفع جوي في طبقات الجو العليا يؤدي إلى احتباس الهواء الساخن وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية. هذه الظاهرة، بحسب خبراء الأرصاد، تُسهم في زيادة فترات سطوع الشمس وتسخين الهواء بشكل غير مسبوق، ما يجعل المنطقة أكثر عرضة لحرائق الغابات والأزمات البيئية الخطرة.
وشهد العراق انهياراً كاملاً في منظومته الكهربائية بعد أن تخطت درجات الحرارة هناك عتبة الـ50 درجة مئوية، مع توقعات ببلوغها 52 درجة. وهذا الانقطاع طال محافظات عدة أبرزها البصرة وميسان وواسط، وفاقم من معاناة السكان. كما تسبب الارتفاع الحاد في الحرارة بازدياد حوادث الغرق، إذ سجلت البلاد أكثر من 300 حالة وفاة منذ بداية الصيف.
واتخذت دول أخرى في المنطقة إجراءات احترازية للحد من تأثير الموجة الحارة؛ ففي الأردن، فُرض حظر على العمل في الأماكن المكشوفة خلال ساعات الذروة، وتحولت بعض الجامعات إلى التعليم عن بعد. وفي مصر، حُذر من موجة حر شديدة تصل إلى 49 درجة جنوباً، ما دفع محافظ الجيزة إلى وقف عمل عمال النظافة في الشوارع خلال ساعات الظهيرة.
وفي سوريا، حذرت الأرصاد من موجة حارة قد تبلغ 49 درجة مئوية، وخاصة في المناطق الشرقية، نتيجة تأثر البلاد بامتداد منخفض موسمي هندي سطحي. ويستمر تأثير هذه القبة الحرارية حتى نهاية الأسبوع، ما يهدد بمزيد من الضغط على البنية التحتية والخدمات العامة.
على الجانب الأوروبي، اجتاحت «الدوامات النارية» شمال إسبانيا بسبب الحرارة الشديدة والرياح القوية، وأدت إلى اندلاع حرائق ضخمة في مناطق عدة من قشتالة وليون، أجبرت مئات السكان على إخلاء منازلهم. كما اضطر رجال الإطفاء إلى التراجع أمام النيران التي اقتربت من مواقع طبيعية مصنفة ضمن التراث العالمي.
وامتدت آثار موجات الحر إلى فرنسا وألبانيا، حيث شهد الجنوب الغربي الفرنسي درجات حرارة تجاوزت 43 درجة مئوية، فيما استمرت ألبانيا في مكافحة حرائق غابات نشطة بعد أن التهمت آلاف الهكتارات. ومع تحذيرات من استمرار الظروف المناخية القاسية بات واضحاً أن التغير المناخي يدق ناقوس الخطر في كل مناخ ومكان.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك