برلين - (رويترز): تعتزم ألمانيا تعليق صادرات الأسلحة التي يمكن استخدامها في غزة بسبب خطة إسرائيل لتوسيع عملياتها هناك، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها ألمانيا الموحدة رفضها لتقديم الدعم العسكري لحليفتها القديمة.
يأتي التحول الجذري المفاجئ للمستشار الألماني فريدريش ميرتس أمس بعد ضغوط متزايدة من الرأي العام وشريكه الأصغر في الائتلاف الحاكم حيال الأزمة الإنسانية في غزة، حيث تفرض إسرائيل قيودا صارمة على إمدادات الغذاء والماء.
وأقر ميرتس في بيان بأن إسرائيل لديها الحق في نزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والسعي لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، لكنه قال إن القرار الإسرائيلي يزيد من صعوبة تحقيق هذه الأهداف.
وألمانيا ثاني أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل بعد الولايات المتحدة، وهي من أشد داعميها على مدى عقود، ويرجع ذلك في الغالب إلى الشعور الدائم بالذنب تجاه المحرقة (الهولوكوست).
لكن استطلاعا للرأي أجري في يونيو أشار إلى أن 73 بالمائة من الألمان يؤيدون تشديد الرقابة على صادرات الأسلحة، بما في ذلك 30 بالمائة أيدوا حظرا شاملا عليها.
وقال نائب المستشار ووزير المالية لارس كلينجبايل، من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي يشارك في الحكومة إلى جانب المحافظين بزعامة ميرتس «هذا هو القرار الصائب... المعاناة الإنسانية في غزة لا تُحتمل».
وقال ميرون مندل مدير مركز آن فرانك التعليمي في فرانكفورت «هذه الخطوة بالتأكيد ضربة موجعة لنتنياهو وسياساته من الناحيتين السياسية والأخلاقية».
ووفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، زودت ألمانيا إسرائيل بنحو 30 بالمئة من أهم وارداتها من الأسلحة خلال الفترة بين 2019 و2023، وخاصة المعدات البحرية، ومنها فرقاطات استخدمت في العدوان على غزة.
وقال ميرتس إن تحرير الرهائن الإسرائيليين والتفاوض على وقف إطلاق النار على رأس أولويات ألمانيا، فضلا عن إنهاء معاناة السكان المدنيين في القطاع. كما حث الحكومة الإسرائيلية على عدم اتخاذ أي خطوات أخرى نحو ضم أجزاء من الضفة الغربية.
ويسعى أعضاء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو الائتلافية إلى السيطرة الكاملة على قطاع غزة، على الرغم من أن الجيش حذر من أن هذا قد يعرض حياة الرهائن المتبقين للخطر.
وذكر البرلمان الألماني في يونيو أن تراخيص تصدير عتاد عسكري إلى إسرائيل بقيمة 485 مليون يورو مُنحت في الفترة ما بين السابع من أكتوبر 2023 و13 مايو 2025.
وفي الأشهر التي تلت هجوم حماس في 2023، زادت ألمانيا صادراتها من الأسلحة إلى إسرائيل بنحو عشرة أمثالها. وأقامت جماعات لحقوق الإنسان دعاوى قضائية، قائلة إن هذه الأسلحة يمكن استخدامها في العدوان على غزة، لكن لم تكلل أي منها بالنجاح حتى الآن.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك