يعتبر الألماس من أندر الأحجار الكريمة وأكثرها قيمة، وتزداد قيمته تبعا لنقاوته ولونه.
ويشير العلماء إلى أن الألماس لا يوجد في الطبيعة بلونه الأبيض الشفاف فقط، بل قد يظهر أحيانا بألوان مبهرة مثل الوردي، والأزرق، والأخضر، والأصفر، وحتى الأحمر القاني، وهو ما يمنحه مظهرا جماليا فريدا.
ويُعدّ وجود الألماس في الطبقات السطحية للأرض حدثا نادرا في حد ذاته، أما العثور على ألماس ملوّن فهو أكثر ندرة بكثير. وتؤكد الدكتورة غابرييلا فارفان، أمينة قسم المعادن في متحف سميثسونيان للتاريخ الطبيعي، أن حجرا واحدا فقط من بين كل عشرة آلاف ألماسة يمتلك لونا ظاهرا ومميزا.
ويعتقد العلماء أن اللون الأصفر البرتقالي للألماس النادر يعود إلى وجود شوائب من عنصر النيتروجين، في حين يُعزى اللون الأزرق إلى وجود عنصر البورون، ومن أشهر أمثلته «ألماس الأمل» والماسة المعروفة باسم Mediterranean Blue التي بيعت مؤخرا بمبلغ 21 مليون دولار.
أما الألماس الأخضر، فيتشكّل -وفقا للعلماء- نتيجة التعرض للإشعاع المنبعث من صخور مجاورة تحتوي على اليورانيوم، حيث يؤدي هذا الإشعاع إلى تكوين فراغات مجهرية في الشبكة البلورية، تنعكس عنها أشعة الضوء بطريقة تمنحه لونه الأخضر الفريد.
وفيما يخص الألماس الوردي والأحمر، الذي يُعتبر من أندر وأغلى أنواع الألماس، فإن ألوانه النادرة والمبهرة لا تنتج عن وجود شوائب، بل عن تشوّهات بالغة الدقة في البنية البلورية؛ فلكي يكتسب الماس لونا ورديا أو أحمر قانيا يجب أن تتعرّض شبكته البلورية لما يشبه «السحق» بطريقة محددة للغاية أثناء تشكّله في أعماق الأرض.
الأصل الكربوني والتكوين الاستثنائي:
يتكوّن الألماس من عنصر واحد فقط هو الكربون، في أعماق تزيد على 160 كيلومترا داخل جوف الأرض، حيث تتوافر ضغوط هائلة ودرجات حرارة عالية. هناك، ترتبط ذرات الكربون في شبكة بلورية فائقة الصلابة، لتُنتج هذا الحجر النادر.
لكنّ السر في بقاء الكربون على هيئة ماس وليس غرافيت يكمن في صعوده السريع إلى سطح الأرض عبر انفجارات بركانية عنيفة، قبل أن تتمكن الظروف القاسية ذاتها التي كوّنته من تفتيته أو تغيير بنيته.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك