الخليج أونلاين
تشهد العلاقات اللبنانية السورية تحولاً لافتاً بفضل وساطة سعودية فعالة تهدف إلى معالجة التوترات الأمنية على الحدود بين البلدين. فقد كشفت بيروت عن مبادرة سعودية جديدة تسعى لتثبيت الأمن عبر مسار دبلوماسي متكامل بدأ بإشراف مباشر من وزير الدفاع السعودي، بعد اشتباكات عنيفة اندلعت في مارس 2025 بين القوات السورية ومسلحين من «حزب الله»، إثر مقتل جنود سوريين داخل الأراضي اللبنانية.
في أعقاب هذه الأحداث، احتضنت جدة اجتماعاً مهماً جمع وزيري دفاع لبنان وسوريا برعاية سعودية، وأسفر عن توقيع اتفاق أمني يتضمن ترسيم الحدود وتشكيل لجان مشتركة لمعالجة القضايا العالقة. وأكّدت المملكة خلال الاجتماع التزامها بمواصلة دعم أي خطوات من شأنها حفظ استقرار البلدين، مع وعد بعقد اجتماعات دورية لمتابعة تنفيذ الاتفاق وتقييم مراحله.
الرئيس اللبناني جوزيف عون كشف في خطابه بمناسبة عيد الجيش أن المبادرة السعودية تشكل جزءاً من مسار دبلوماسي دولي يضم فرنسا، الولايات المتحدة، والأمم المتحدة. ويهدف هذا المسار إلى تقوية العلاقة مع سوريا وضبط التحديات الأمنية التي طالما أثّرت على استقرار الحدود. وأكد أن لبنان ينظر بإيجابية إلى هذه الخطوة، ويأمل أن تسهم في بناء علاقة متينة مع دمشق.
الاتفاق الأمني الذي تم التوصل إليه لم يكن مجرد رد فعل على حادث أمني، بل يعكس نهجاً سعودياً جديداً في لعب دور الوسيط الفاعل في ملفات إقليمية معقّدة، خاصة تلك التي ترتبط بأمن الحدود وحماية السيادة. المملكة، بحسب تصريحات مسؤوليها، تسعى لتعزيز الاستقرار من خلال الحوار والتعاون بدلاً من التصعيد.
وتُظهر المبادرة السعودية اتجاهاً لتوسيع نفوذها الإقليمي عبر أدوات سلمية واستراتيجية، حيث لا تقتصر المساعي على الملف اللبناني السوري فحسب، بل تأتي ضمن إطار أشمل من إعادة تشكيل الدور السعودي في المنطقة، بما ينسجم مع توجهات السياسة الخارجية الحديثة للمملكة.
يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تمهّد لإنهاء سنوات من التوتر المزمن على الحدود بين لبنان وسوريا، وتفتح الباب أمام تعاون أمني واقتصادي أكبر في حال نجح هذا المسار. السعودية، من جانبها، تواصل الإشارة إلى أهمية البناء على ما تحقق من تقدم لضمان مستقبل أكثر استقراراً للمنطقة، بعيداً عن الفوضى والصراعات المسلحة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك