العدد : ١٧٢٩٧ - الجمعة ٠١ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٩٧ - الجمعة ٠١ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ صفر ١٤٤٧هـ

المجتمع

مكون أصيل في الوصفات التراثية
الرطب في البحرين... نكهة الصيف المتجذرة في الذاكرة

الخميس ٣١ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

مع‭ ‬حلول‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬الواجهة‭ ‬نكهة‭ ‬موسمية‭ ‬تحمل‭ ‬عبق‭ ‬الأرض‭ ‬ودفء‭ ‬الذاكرة،‭ ‬نكهة‭ ‬ارتبطت‭ ‬بالهوية‭ ‬البحرينية‭ ‬وباتت‭ ‬جزءًا‭ ‬أصيلاً‭ ‬من‭ ‬تراثها‭ ‬الغذائي‭ ‬والاجتماعي‭. ‬إنها‭ ‬الرطب،‭ ‬الثمرة‭ ‬التي‭ ‬تتوسط‭ ‬طريق‭ ‬التمر،‭ ‬وتقدم‭ ‬بطابع‭ ‬خاص‭ ‬يعكس‭ ‬الكرم‭ ‬والترحاب‭ ‬المتأصلين‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭.‬

الرطب‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬ثمرة‭ ‬ناضجة‭ ‬تنضج‭ ‬في‭ ‬شمس‭ ‬يوليو،‭ ‬بل‭ ‬قصة‭ ‬يتناقلها‭ ‬جيل‭ ‬بعد‭ ‬جيل،‭ ‬تمتزج‭ ‬فيها‭ ‬النكهة‭ ‬بالقيم،‭ ‬والبساطة‭ ‬بالأصالة‭. ‬وهي‭ ‬حاضرة‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬المائدة‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أطباق‭ ‬تقليدية‭ ‬تصنع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الفصل،‭ ‬يتجدد‭ ‬فيها‭ ‬طعم‭ ‬الماضي‭ ‬وتستعاد‭ ‬بها‭ ‬ذكريات‭ ‬المجالس‭ ‬العائلية‭ ‬والمناسبات‭ ‬الخاصة‭.‬

بدورها‭ ‬أكدت‭ ‬الشيف‭ ‬منى‭ ‬سليس،‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬المطبخ‭ ‬البحريني،‭ ‬أن‭ ‬الرطب‭ ‬تمثل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬ثمرة‭ ‬صيفية،‭ ‬قائلة‭: ‬‮»‬الرطب‭ ‬نكهة‭ ‬الروح‭ ‬في‭ ‬المطبخ‭ ‬البحريني،‭ ‬يحمل‭ ‬عبق‭ ‬الزمن‭ ‬الجميل،‭ ‬ويُقدَّم‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬والمناسبات‭ ‬كرمز‭ ‬للضيافة‭ ‬والحنين‭. ‬إنه‭ ‬ليس‭ ‬فاكهة‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬قصة‭ ‬نعيشها‭ ‬كل‭ ‬صيف‮«‬‭.‬

وتابعت‭ ‬سليس‭ ‬بالحديث‭ ‬عن‭ ‬أبرز‭ ‬الأطباق‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الرُطَب،‭ ‬حيث‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الـرُنقينة‮»‬‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬هذه‭ ‬الأطباق،‭ ‬وهي‭ ‬وصفة‭ ‬دافئة‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬مهروس‭ ‬الرطب‭ ‬مع‭ ‬الطحين‭ ‬المحمّص‭ ‬والسمن،‭ ‬وتُقدَّم‭ ‬في‭ ‬الجلسات‭ ‬العائلية‭ ‬لتمنح‭ ‬دفئًا‭ ‬ومذاقًا‭ ‬متأصلًا‭. ‬كما‭ ‬برز‭ ‬خبز‭ ‬الرطب‭ ‬المحبوب‭ ‬على‭ ‬مائدة‭ ‬الإفطار،‭ ‬والعصيدة‭ ‬بالرطب‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬بديلًا‭ ‬صحيًا‭ ‬عن‭ ‬السكر،‭ ‬والبلاليط‭ ‬المحلاة‭ ‬بالرطب‭ ‬التي‭ ‬تضيف‭ ‬لمسة‭ ‬تراثية‭ ‬محببة‭ ‬إلى‭ ‬الشعيرية‭.‬

كما‭ ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬عصير‭ ‬الرطب‭ ‬بالحليب‭ ‬الذي‭ ‬يلقى‭ ‬رواجًا‭ ‬واسعًا‭ ‬في‭ ‬الصيف،‭ ‬ودبس‭ ‬الرطب‭ ‬الذي‭ ‬يستخدم‭ ‬كتحلية‭ ‬طبيعية،‭ ‬ومحشي‭ ‬الرطب‭ ‬بالمكسرات‭ ‬الذي‭ ‬يمنح‭ ‬المجالس‭ ‬البحرينية‭ ‬مظهرًا‭ ‬من‭ ‬الأناقة‭ ‬والفخامة‭.‬

وأوضحت‭ ‬الشيف‭ ‬سليس‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الوصفات‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬مأكولات،‭ ‬بل‭ ‬امتداد‭ ‬لذاكرة‭ ‬غذائية‭ ‬تشكّلت‭ ‬عبر‭ ‬الأجيال،‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬أن‭: ‬‮«‬الرطب‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬مكون‭ ‬غذائي،‭ ‬بل‭ ‬رمز‭ ‬للكرم،‭ ‬وذكرى‭ ‬حية‭ ‬توحد‭ ‬الأجيال‭ ‬على‭ ‬نكهة‭ ‬وهوية‭ ‬واحدة‭. ‬مع‭ ‬كل‭ ‬طبق‭ ‬يحضر،‭ ‬نعيد‭ ‬إحياء‭ ‬قصص‭ ‬الجدات،‭ ‬ونستعيد‭ ‬أصواتهن‭ ‬وهن‭ ‬يعددن‭ ‬تلك‭ ‬الوصفات‭ ‬بحب‭ ‬وحنان‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تنوع‭ ‬المكونات‭ ‬الحديثة‭ ‬وتبدل‭ ‬أنماط‭ ‬الطهي،‭ ‬يبقى‭ ‬الرطب‭ ‬حاضرًا‭ ‬في‭ ‬الثقافة‭ ‬البحرينية‭ ‬كأحد‭ ‬أبرز‭ ‬رموز‭ ‬الوفاء‭ ‬للأصل،‭ ‬وحارسًا‭ ‬لذاكرة‭ ‬النكهات‭ ‬التي‭ ‬صنعت‭ ‬هوية‭ ‬المكان‭ ‬والناس‭. ‬وبين‭ ‬مجالس‭ ‬اليوم‭ ‬وموائد‭ ‬الأمس‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا