جودة الحياة الوظيفية ترتبط بالولاء الوظيفي والإبداع
تغطية: مروة أحمد
تحت عنوان «نحو بيئة عمل أكثر توازنًا واستدامة» انطلقت اعمال مؤتمر جودة الحياة الوظيفية صبـاح أمس بنسخته العاشرة، وذلك بتنظيم مجموعة «اوريجين» وجمعية جودة الحياة المهنية، بحضور علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى إلى جانب المهتمين بقطاع الموارد البشرية والتنمية المؤسسية من داخل البحرين وخارجها، ويشارك في المؤتمر 20 متحدثًا منهم 13 من البحرين.
وخلال المؤتمر جرى إعلان إطلاق جمعية جودة الحياة المهنية والتي تعتبر الأولى على الصعيدين الخليجي والعربي، وتهدف الجمعية إلى إرساء عدد من المعايير الدولية التي تهتم بالطابع المهني لدول مجلس التعاون بالإضافة إلى تقديم الورشـات للمنشآت الراغبة في تحسين بيئة عملها، واعتبارها مرجعًا للمؤسسات الراغبة لأن تكون بيئة جاذبة للعمل.
وقدم الدكتور أحمد محمد البناء رئيس المؤتمر رئيس مجلس إدارة جمعية جودة الحياة المهنية عرضًا حول أبرز التحولات العالمية في مفهوم جودة الحياة الوظيفية، مؤكدًا أن هذا المفهوم لم يعد رفاهية، بل ضرورة استراتيجية يجب أن تتبناها المؤسسات بكافة قطاعاتها.
ولفت خلال عرضه إلى أن أحدث الإحصاءات العالمية تشير إلى أن 60% من الموظفين حول العالم لا يتمتعون بتوازن حقيقي بين عملهم وحياتهم الخاصة، وهو ما يشكل تحديًا حقيقيًا أمام المؤسسات في سعيها لتعزيز بيئات العمل الصحية والمحفزة إلى جانب تسجيل 44% من الموظفين حول العالم يعانون من الاجهاد النفسي، بالإضافة إلى وجود 57% من الموظفين الخليجيين يبحثون عن مؤسسات ذات جودة حياة ممتازة.
كما أشار د. البناء إلى أن جودة الحياة الوظيفية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالولاء الوظيفي، والإبداع، ورضا العملاء، وهي مكونات جوهرية في أي منظومة تنموية ناجحة، داعيًا إلى تبني مقاربات مرنة وشاملة تتضمن البعد النفسي والاجتماعي والمهني للموظف.
وفي حديثه مع الصحافة أكد د. البناء أن النسخة العاشرة من المؤتمر ركزت على استعراض التجارب الناجحة لجودة الحياة الوظيفية في القطاعين العام والخاص، حيث يشارك مجلس الشورى في البحرين، إلى جانب وزارة النقل والمواصلات والاتصالات في سلطنة عمان بالإضافة إلى وزارة الحج والعمرة من مملكة العربية السعودية في استعراض هذه التجارب.
وحول أبرز تحديات الحياة الوظيفية في البحرين تحدث البناء عن غياب الانضباط والسلوك عند عدد من الموظفين وأشار إليه بالسلوك المهني حيث قال أن المسؤولين بحاجة إلى موظفين يتمتعون بسلوك مهني منضبط، وتطرّق رئيس جمعية جودة الحياة المهنية إلى دراسة أجريت على 1300 رئيس تنفيذي حول العالم أكد 72% منهم حاجتهم إلى موظفين يتمتعون بثلاث صفات هي «الإبداع والابتكار، السرعة في الإنجاز، أن يكون الموظف مواكبًا لتكنولوجيا العصر».
كما قدمت رؤى باموسي ممثلة وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية، عرضًا حول تجربة الوزارة باعتبارها المؤسسة الوحيدة في العالم التي تحمل هذا الاسم وتضطلع بمسؤولية إدارة الحشود الأكبر سنويًا في العالم حيث ركّزت باموسي على أهمية الإعداد النفسي والتأهيل المهني لأكثر من 1600 موظف وموظفة يعملون في الوزارة، مؤكدة أن نجاح الوزارة في أداء مهامها يعتمد بدرجة كبيرة على تهيئة بيئة عمل متوازنة وإنسانية تتناسب مع طبيعة التحديات الاستثنائية التي تواجه العاملين أثناء مواسم الحج والعمرة.
وقد شهد الحفل كذلك تكريم سبع مؤسسات رائدة تميزت بجهودها الاستثنائية في دعم جودة الحياة الوظيفية، وتم اختيارها بناءً على مبادرات نوعية وبرامج تنموية فاعلة، وهي «مجلس الشورى، وزارة الحج والعمرة، جمعية البحرين لإدارة رأس المال البشري، هيئة الإذاعة والتلفزيون، صحيفة الوطن، شركة القياس الرائدة في التحوّل الرقمي بالإضافة إلى جمعية المهندسين البحرينية».
وتحدث الدكتور محمد الفراجي نائب رئيس جمعية جودة الحياة المهنية من سلطنة عمان أن جودة الحياة الوظيفية بحاجة ماسة إلى عدد من المؤسسات بحكم المتغيرات الحاصلة في سوق العمل، وجود الحياة الوظيفية صارت حاجة مُلحة للحفاظ على بيئة العمل ولزيادة الإنتاجية، ومن أكبر التحديات التي تواجهها المؤسسات اليوم هي استقطاب الكفاءات للعمل فيها بسبب بيئة العمل فيها، ومن التحديات أشار إلى اختلاف القطاعات التي تتطلب بيئة عمل مختلفة، وغياب القيادات التي من شـأنها أن تكون عاملًا في إرساء بيئة عمل سليمة.
وأضاف الفراجي أن المؤتمر سيسهم في توفير المعايير الأساسية لإرساء بيئة عمل آمنة في المؤسسات لتكون منطلقًا ومرجعًا لها لأن تكون بيئة صالحة للعمل وليست طاردة له، ومن هذه المعايير دراسة الاختلافات الموجودة عند الموظفين وعلى سبيل المثال سنوات الخبرة التي قد تختلف من موظف إلى آخر.
ويُعد هذا المؤتمر أحد المبادرات الإقليمية البارزة في تعزيز مفهوم جودة الحياة في بيئة العمل، وإبراز أهميتها في دعم الاستقرار المؤسسي، وزيادة الإنتاجية، وتحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية ولذلك كان عنوان المؤتمر لهذا العام «نحو بيئة عمل أكثر توازنا واستدامة».
ويتضمن المؤتمر العديد من الجلسات النقاشية التي ستناقش مختلف الملفات المُنصبّة في جودة الحياة الوظيفية منها دور التغذية في تعزيز الرفاهية والإنتاجية في بيئة العمل، والصحة النفسية وعلاقتها بتعزيز الإنتاجية عبر استعراض حالات واقعية بالإضافة إلى دور الذكاء الاصطناعي في تمكين الأفراد وتحسين العمليات لتعزيز الرفاه الوظيفي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك