كتبت: ياسمين العقيدات
أصدر مركز بتلكو للاستقرار الأسري تقريرا للنصف الأول من عام 2025. واكد التقرير وجود تحول نوعي في طبيعة الاحتياجات التدريبية للمؤسسات الرسمية والمجتمع البحريني، حيث تشير الأنشطة المنفذة إلى انتقال واضح من البرامج التقليدية إلى أخرى أكثر عمقًا، تلامس الجوانب النفسية والذهنية والاجتماعية، في محاولة لتأصيل مفاهيم الاتزان المؤسسي، وتعزيز جودة الحياة المهنية والشخصية على حد سواء.
وبين التقرير أن التحليل الكلي لأعداد المشاركين يظهر أن شهر فبراير سجل أعلى معدل مشاركة بإجمالي 165 مشاركًا، تبعه شهر أبريل بـ119 مشاركًا، ثم يناير بـ116، ويونيو بـ102، ومايو بـ75، وأخيرًا مارس بـ45 مشاركا، حيث ان هذا التفاوت العددي لا يُقرأ فقط كحجم إقبال، بل كدلالة على استجابة المؤسسات بشكل موسّع لتحديات محددة في فترات زمنية معينة، تعكس تغيرات موسمية أو ضغوطًا مهنية متراكمة تتطلب تدخلًا توعويًا أو تدريبيًا مباشرًا.
وأشار التقرير الى ان الورشة التي حظيت بأكبر عدد من المشاركين على مستوى جميع الفعاليات كانت بعنوان «تحديات البحث الاجتماعي»، وشارك فيها 50 شخصًا، نظمت بالتعاون مع جمعية مدينة عيسى الخيرية الثقافية ضمن مشروع «تآزر»، وهي ورشة تميزت بطابعها المجتمعي البحت، وناقشت الإشكالات اليومية التي تواجه الباحثين الاجتماعيين والمشتغلين بالشأن المجتمعي، من حيث التعامل مع الفئات الهشة، وسبل خلق توازن بين التفاعل الإنساني والحياد المهني.
وبين التقرير ان ما يميز هذه الورشة أنها جاءت من خارج الإطار الحكومي المباشر، ما يعكس انفتاح المركز على الشراكات المجتمعية، وإيمانه بدور المؤسسات الأهلية في دعم البنية الاجتماعية عبر أدوات علمية وتوعوية، الأمر الذي أضفى على الورشة طابعًا واقعيًا تفاعليًا، يتماشى مع احتياجات الميدان ويعكس نبض المجتمع المحلي.
وأوضح التقرير أن وزارة الداخلية كانت الجهة الأكثر حضورًا وتكرارًا في البرامج، من خلال إدارات مختلفة مثل رئاسة الأمن العام، مديرية شرطة جسر الملك فهد، إدارة الموارد البشرية، والمنسقية العامة للمحافظات، وقد حرصت الوزارة على الانخراط في دورات تتناول موضوعات مثل التفكير الإبداعي، والصحة النفسية، وإدارة الضغوط، ما يعكس توجهًا استباقيًا لتعزيز الكفاءة الذهنية والنفسية لدى منتسبيها.
وزارة التربية والتعليم أيضًا برزت كجهة فاعلة ليس فقط من حيث عدد البرامج، بل من حيث تنوع الفئات المستهدفة، فقد شملت الدورات الطاقم التعليمي والطلاب معًا، وتناولت مهارات حديثة مثل «هندسة التفكير» ومهارات القيادة لدى المرأة، ما يشير إلى رغبة واضحة في خلق بيئة تربوية متوازنة، تؤسس لثقافة تعليمية صحية تراعي البعد النفسي والذهني في العملية التعليمية.
وإلى جانب المؤسسات الرسمية، أشار التقرير الى انها استهدفت اللقاءات التوعوية فئات اجتماعية متعددة، من بينها أولياء الأمور، وذوو الهمم، والشباب، وشرائح أخرى، حيث ناقشت التأثيرات السلوكية لوسائل التواصل الاجتماعي، وأهمية استعادة الحوار داخل الأسرة، ما يعكس منظورًا شموليًا يربط بين التماسك الأسري والاستقرار المجتمعي العام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك