تشير استطلاعات الرأي وإحصائيات تقنيات التلقيح الصناعي إلى وجود دلائل واضحة على تزايد تفضيل إنجاب الإناث على الذكور في مناطق كانت تقليديا تفضل الذكور، ما يعكس تحولا عالميا في النظرة إلى المرأة. غير أن هذا التحول لا يزال محدودا في العالم العربي، حيث ما زالت الموروثات الثقافية والاجتماعية تهيمن بقوة.
ويبدو أن التفضيل التاريخي لإنجاب الذكور في طريقه إلى الزوال، مع تزايد تقدير الآباء للفتيات على حساب الأولاد، لأسباب مختلفة.
وبدأ هذا الاتجاه في ازدياد منذ عام 2000 في أماكن كثيرة من العالم كانت تفضل الذكور، بينما في العالم العربي لا تزال عوامل عديدة تفرض نفسها بهذا الشأن.
ونشرت مجلة »ذا يكونوميست« الأسبوع الماضي قصة مثيرة للاهتمام، تحت عنوان »الانخفاض المذهل في تفضيل الأولاد: ملايين الفتيات تم إجهاضهن فقط لكونهن إناثا.
الآن، غالبا ما يميل الآباء إلى تفضيلهن«. وأظهرت صورة الغلاف بالون حفلة يحمل عبارة «الحمد لله، إنها فتاة!»
لكن في العالم العربي لا يزال الموروث الثقافي يلعب دورا مهما في إنشاء وتنمية ظاهرة تفضيل المولود الذكر على الأنثى لدى الرجل الشرقي في العائلة، إضافة إلى أسباب أخرى تعززها الأوضاع المعيشية المتدنية.
وإنجاب مولود ذكر أمر مهم وضروري بالنسبة إلى بعض العائلات، وقد يكون سببا لزواج ثان، وتكوين عائلة أخرى تماشيا مع هذه الرغبة.
وتسهم أيضا عدة عوامل في هذا التمييز بين المولودين، منها العوامل الاقتصادية والاجتماعية، ويعود تعزيز المجتمع لأفضلية الذكر على الأنثى إلى عدة أسباب، من بينها التفكير بأن القدرة على العمل وإعانة معيل العائلة تقتصر على الذكر، خصوصا أن عمل المرأة ليس نقطة اتفاق في المجتمعات التي تتبنى وجهات نظر من هذا النوع، ما يعني أن الذكر خيار اقتصادي واستثماري أجدى للعائلة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك