أنهت المملكة المتحدة تجربة وطنية رائدة لاستكشاف نظام العمل مدة أربعة أيام أسبوعيًا، محققة نسبة نجاح كاملة بلغت 100%، ما دفع جميع الشركات المشاركة إلى اعتماد الجدول المختصر بشكل دائم.
وأطلقت مؤسسة «أسبوع الأربعة أيام» التجربة في نوفمبر الماضي، بمشاركة 17 شركة ونحو ألف موظف، واستمرت مدة ستة أشهر.
وأعلنت الشركات المشاركة التزامها الكامل باستمرار تطبيق نظام العمل لأربعة أيام بعد نهاية المرحلة التجريبية. وأشار التقرير الصادر عن التجربة إلى أن الشركات تمكنت من الحفاظ على مستوى خدماتها ومؤشرات الأداء الرئيسية طوال فترة الاختبار. وأكدت النتائج أن الإنتاجية لم تتراجع رغم تقليص عدد أيام العمل. وسجلت التجربة فوائد ملحوظة لصحة الموظفين النفسية والجسدية، إذ أبلغ ما يقرب من ثلثي العاملين عن انخفاض وتيرة شعورهم بالإرهاق، بينما أفاد 40% بتحسن في صحتهم النفسية. وأعرب قرابة نصف المشاركين عن شعور متزايد بالرضا العام عن حياتهم. وصرّح جو رايل، مدير حملة مؤسسة «أسبوع الأربعة أيام»، قائلاً: «بفضل المعرفة والخبرة المتراكمة حول كيفية تنفيذ هذا النظام بنجاح، نشعر بسعادة غامرة تجاه هذه النتائج المرتفعة». وأضاف رايل: «الناس أصبحوا أكثر سعادة، والشركات تزدهر، ولا مجال للعودة إلى الوراء»، مؤكدًا أن المؤسسة أثبتت مرارًا أن نظام العمل لأربعة أيام يُجدي نفعًا، وآن الأوان لتوسيعه عبر قطاعات الاقتصاد كافة.
وأشاد ألان برانت، الرئيس التنفيذي لشركة (Bron Afon) للإسكان المجتمعي التي تضم 420 موظفًا، بتفاعل الفرق قائلاً: «بمجرد أن بدأنا الحديث عن الأمر، بادرت فرقنا إلى العمل بجد لإنجاحه، وهذا كان مذهلًا».
وأكد برانت أن الأداء ورضا العملاء يخضعان للمتابعة الدقيقة، وأن النتائج مرضية حتى الآن، مضيفًا: «أتوقع أن معظم المؤسسات ستعتمد هذا النظام خلال السنوات العشر المقبلة».
وأثبتت هذه التجربة أن تقليص عدد أيام العمل لا يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية، بل يسهم في تحسين الأداء، وتعزيز رفاهية الموظفين، ورفع مستوى الرضا العام، ما يفتح الباب أمام نموذج جديد للعمل أكثر توازنًا واستدامة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك