غزة - (أ ف ب): أعلن الدفاع المدني في غزة أن 51 شخصا استشهدوا منذ فجر أمس بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، معظمهم سقطوا قرب مركزين لتوزيع المساعدات في وسط وجنوب القطاع الفلسطيني المدمر.
وقال الناطق باسم الجهاز محمود بصل لوكالة فرانس برس: «إن طواقم الدفاع المدني نقلت إلى مستشفى «ناصر» في خان يونس 25 شهيدا على الأقل وعشرات الإصابات من بينهم عدد من الأطفال بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ صباح أمس (الثلاثاء) في غرب رفح».
وأضاف أن «قوات الاحتلال استهدفت بالرصاص وقذائف الدبابات تجمعات للمواطنين قرب منطقتي العلم والشاكوش في غرب رفح، حيث كانوا ينتظرون الوصول إلى مركز المساعدات في شمال غرب رفح».
وأشار إلى أن جنود الاحتلال أطلقوا النار من موقع عسكري «عندما اقترب آلاف المواطنين من منطقة الشاكوش التي تبعد حوالي كيلومترين عن مركز المساعدات في رفح».
وفي وقت سابق ذكر بصل أن الدفاع المدني نقل «21 شهيدا على الأقل وأكثر من 150 إصابة، إثر إطلاق النار والقصف المدفعي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه آلاف المواطنين من منتظري المساعدات قرب مركز للمساعدات الأمريكية بين مفترق الشهداء (نتساريم) وجسر وادي غزة» في وسط القطاع، إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات.
وأكد مستشفى العودة في بيان أنه استقبل «21 شهيدا على الأقل ونحو 150 مصابا» لافتا إلى أن من بينهم «62 حالة خطرة نتيجة نيران الاحتلال قرب جسر وادي غزة في وسط قطاع غزة».
وذكر شهود عيان أنه قرابة الساعة 01:45 فجرا بتوقيت القدس المحتلة، تجمع آلاف الفلسطينيين قرب مفترق نتساريم الذي يبعد مئات الأمتار عن مركز لتوزيع المساعدات.
وقال شاهد عيان يدعى ربحي القصاص: «كنا تقريبا 50 ألفا، خدعنا اليهود وجعلونا ندخل (مركز توزيع الغذاء)، من ثم أطلقوا النار علينا بشكل عشوائي والجرحى والقتلى بالشوارع من أجل لقمة العيش».
وتساءل: «إلى متى هذا الوضع، إلى متى سوف يبقى الناس في هكذا وضع، نريد حلا لهؤلاء الضحايا الذين يموتون».
وسبق أن أكد أحد الشهود أن جيش الاحتلال «أطلق الرصاص وعدة قذائف مدفعية بالتزامن مع إطلاق النار من طائرات مسيرة إسرائيلية باتجاه آلاف المواطنين منتظري المساعدات عندما اقتربوا من مفترق نتساريم قرب جسر وادي غزة» ما أدى إلى وقوع قتلى ومصابين.
كذلك، أشار بصل إلى «نقل 5 شهداء وعدد من الجرحى جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت فجر أمس (الثلاثاء) منزلا في حي الصبرة جنوب مدينة غزة ونقلوا إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة».
في الأثناء قال مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أمس إن «استخدام الغذاء سلاحا» ضد المدنيين في غزة يشكل جريمة حرب، وذلك في أقوى تصريحات له حتى الآن بشأن نموذج جديد لتوزيع المساعدات تديره منظمة مدعومة من إسرائيل.
وقال المتحدث باسم المكتب ثمين الخيطان للصحفيين في جنيف: «إن أكثر من 410 أشخاص قتلوا بطلقات نارية أو قذائف أطلقها الجيش الإسرائيلي خلال محاولتهم الوصول إلى مواقع توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية منذ أن بدأت عملها في أواخر مايو».
وأضاف أن المكتب تحقق بشكل مستقل من عدد القتلى.
وقال الخيطان: «لا يزال سكان غزة اليائسون والجياع يواجهون خيارا غير إنساني بين الموت جوعا أو خطر مقتلهم في أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء»، واصفا نظام مؤسسة غزة الإنسانية لتوزيع المساعدات بأنه «آلية المساعدات الإنسانية العسكرية التي تقدمها إسرائيل».
وأضاف «استخدام الغذاء سلاحا ضد المدنيين، بالإضافة إلى تقييد أو منع وصولهم إلى الخدمات الأساسية للحياة، يشكل جريمة حرب وقد يشكل، في ظل ظروف معينة، عناصر من جرائم أخرى بموجب القانون الدولي».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك