العدد : ١٧٢٥٠ - الأحد ١٥ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٥٠ - الأحد ١٥ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

المال و الاقتصاد

كل صاروخ يشعل السوق..
لماذا قفزت ضربات إسرائيل وإيران بأسعار النفط والغاز؟

الأحد ١٥ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

المصدر‭: ‬الشرق

بينما‭ ‬نعيش‭ ‬لحظة‭ ‬محورية‭ ‬تتصاعد‭ ‬فيها‭ ‬التوترات‭ ‬العسكرية‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وإيران‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬غير‭ ‬مسبوق،‭ ‬تطال‭ ‬شظايا‭ ‬الضربات‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭ ‬للطاقة‭ ‬أيضاً‭. ‬فقد‭ ‬أدى‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬منشآت‭ ‬داخل‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬ردود‭ ‬أفعال‭ ‬سريعة‭ ‬ودراماتيكية‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬النفط‭ ‬والغاز،‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة،‭ ‬ما‭ ‬أعاد‭ ‬رسم‭ ‬خطوط‭ ‬التحليل‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬للمنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬معاً‭.‬

السؤال‭ ‬الأهم‭ ‬الآن‭ ‬هو‭: ‬لماذا‭ ‬يحدث‭ ‬هذا‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬الأسعار؟‭ ‬وهل‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬موجة‭ ‬عابرة،‭ ‬أم‭ ‬بداية‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية؟‭.. ‬السطور‭ ‬التالية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تجيب‭.‬

1‭) ‬لماذا‭ ‬تتحرك‭ ‬أسواق‭ ‬الطاقة‭ ‬بقوة‭ ‬عند‭ ‬كل‭ ‬تصعيد‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وإيران؟

يرجع‭ ‬هذا‭ ‬التفاعل‭ ‬القوي‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬إيران‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬المنظومة‭ ‬العالمية‭ ‬للطاقة،‭ ‬سواء‭ ‬بصفتها‭ ‬رابع‭ ‬أكبر‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬احتياطات‭ ‬النفط،‭ ‬أو‭ ‬باعتبارها‭ ‬عنق‭ ‬الزجاجة‭ ‬لشحنات‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭.‬

وبالتالي،‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬تصعيد‭ ‬يثير‭ ‬المخاوف‭ ‬من‭ ‬احتمالية‭ ‬تعطل‭ ‬الإمدادات‭ ‬أو‭ ‬إغلاق‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬الذي‭ ‬يمر‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬نحو‭ ‬20‭%‬‭ ‬من‭ ‬شحنات‭ ‬النفط‭ ‬العالمية،‭ ‬وفق‭ ‬تحليل‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬معهد‭ ‬‮«‬بروكنغز‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬يدفع‭ ‬الأسواق‭ ‬إلى‭ ‬التسعير‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬سيناريوهات‭ ‬كارثية‭ ‬محتملة،‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬الوقائع‭ ‬وحدها‭.‬

ويربط‭ ‬الممر‭ ‬المائي‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بالمحيط‭ ‬الهندي،‭ ‬وتحده‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬الشمال‭ ‬والإمارات‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان‭ ‬من‭ ‬الجنوب‭. ‬ويقارب‭ ‬طوله‭ ‬100‭ ‬ميل‭ (‬161‭ ‬كيلومتراً‭) ‬وعرضه‭ ‬21‭ ‬ميلاً‭ ‬في‭ ‬أضيق‭ ‬نقطة،‭ ‬مع‭ ‬ممرات‭ ‬شحن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬اتجاه‭ ‬بعرض‭ ‬ميلين‭ ‬فقط‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الممر‭ ‬البحري‭ ‬الضيق‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬عرضه‭ ‬33‭ ‬كيلومتراً،‭ ‬لكنه‭ ‬يمر‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬17‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬نفط‭ ‬يومياً،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬شحنات‭ ‬الغاز‭ ‬المسال‭ ‬من‭ ‬قطر‭ ‬وإيران‭.‬

وشحنت‭ ‬الناقلات‭ ‬نحو‭ ‬15‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يومياً‭ ‬من‭ ‬الخام‭ ‬والمكثفات‭ ‬من‭ ‬السعودية‭ ‬والعراق‭ ‬والكويت‭ ‬والإمارات‭ ‬وإيران‭ ‬عبر‭ ‬المضيق‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬2024،‭ ‬وفق‭ ‬بيانات‭ ‬بلومبرغ‭. ‬والمضيق‭ ‬مهم‭ ‬أيضاً‭ ‬للغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال،‭ ‬إذ‭ ‬مر‭ ‬منه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خُمس‭ ‬إمدادات‭ ‬العالم‭ (‬معظمها‭ ‬من‭ ‬قطر‭) ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬نفسها‭.‬

وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬أي‭ ‬اضطراب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المضيق،‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاعات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الأسعار،‭ ‬ويُجبر‭ ‬الناقلات‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬مسارات‭ ‬بديلة‭ ‬مكلفة‭ ‬وطويلة‭.‬

2‭) ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬هذه‭ ‬الضربات‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬النفط؟

بعد‭ ‬الضربات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الأولى‭ ‬ارتفعت‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬بنسبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬13‭%‬‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتراجع‭ ‬لتغلق‭ ‬على‭ ‬مكاسب‭ ‬بنسبة‭ ‬8‭%‬‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬بعدما‭ ‬اتضح‭ ‬أن‭ ‬المنشآت‭ ‬النفطية‭ ‬لم‭ ‬تُستهدف‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬الضربات،‭ ‬ويتداول‭ ‬خام‭ ‬برنت‭ ‬حالياً‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬74‭ ‬دولاراً‭ ‬للبرميل،‭ ‬وهو‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬شهور‭. ‬هذه‭ ‬القفزة‭ ‬ليست‭ ‬نتيجة‭ ‬لتعطل‭ ‬فعلي‭ ‬في‭ ‬الإنتاج،‭ ‬بل‭ ‬انعكاس‭ ‬مباشر‭ ‬لحالة‭ ‬الذعر‭ ‬في‭ ‬الأسواق،‭ ‬حيث‭ ‬يسارع‭ ‬المستثمرون‭ ‬إلى‭ ‬تأمين‭ ‬إمداداتهم‭ ‬المستقبلية،‭ ‬ما‭ ‬يرفع‭ ‬الأسعار‭ ‬بشكل‭ ‬لحظي‭.‬

وأثرت‭ ‬الضربات‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬تحسن‭ ‬آفاق‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭ ‬لدى‭ ‬المحللين،‭ ‬وكأن‭ ‬أكثرها‭ ‬تفاؤلاً‭ ‬ذلك‭ ‬الخاص‭ ‬بالمحلل‭ ‬وارن‭ ‬باترسون،‭ ‬رئيس‭ ‬استراتيجية‭ ‬السلع‭ ‬في‭ ‬‮»‬آي‭ ‬إن‭ ‬جي‭ ‬غروب‮«‬‭ ‬في‭ ‬سنغافورة،‭ ‬الذي‭ ‬قال‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬شهدنا‭ ‬تصعيداً‭ ‬مستمراً،‭ ‬فقد‭ ‬تتعطل‭ ‬حركة‭ ‬الشحن‭ ‬عبر‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭. ‬وهذا‭ ‬السيناريو‭ ‬قد‭ ‬يعرض‭ ‬نحو‭ ‬14‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يومياً‭ ‬من‭ ‬الإمدادات‭ ‬النفطية‭ ‬للخطر‭. ‬وأي‭ ‬تعطيل‭ ‬كبير‭ ‬لتلك‭ ‬الإمدادات‭ ‬قد‭ ‬يدفع‭ ‬الأسعار‭ ‬نحو‭ ‬120‭ ‬دولاراً‭ ‬للبرميل‮«‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا