أكد د. شريف بدران عميد كلية الاتصال وتقنيات الإعلام في الجامعة الخليجية أن مملكة البحرين تشهد نمواً ملحوظاً في قطاع التعليم العالي، وأصبحت المملكة وجهة مفضلة للطلبة الخليجيين الباحثين عن تعليم متميز، إذ تظهر الإحصائيات الرسمية زيادة مطردة في أعداد الطلبة الخليجيين بارتفاع نسبي قدره 15% سنوياً، وخاصة القادمين من المملكة العربية السعودية الشقيقة في السنوات الأخيرة، وذلك بعد اعتراف وزارة التعليم السعودية بجامعات مملكة البحرين ووضعها ضمن الجامعات الموصى بها في الدراسة الخارجية.
وأشار إلى أن نسبة الطلبة الخليجيين في جامعات مملكة البحرين وصلت حالياً إلى ما بين 25% و40%، وهذا بدوره أسهم في نمو وتعزيز الناتج المحلي للمملكة بشكل ملموس، وتتوقع الجامعات زيادة النسب إلى ما يقارب 60% بحلول عام 2027، وذلك في ظل التوسع في فتح برامج أكاديمية جديدة تواكب سوق العمل وخاصة بالشراكة مع جامعات أجنبية.
وذكر عميد كلية الاتصال وتقنيات الإعلام أن جامعات البحرين تقدم 124 برنامجاً أكاديمياً معتمداً، وتحظى برامج الطب والتكنولوجيا بالإقبال الأكبر من الطلبة الخليجيين، ويستحوذ القطاع الطبي على نسبة 28% من الطلبة القادمين من دول الخليج العربي، و23% في قطاع تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، و21% في إدارة الأعمال و18% في الهندسة والعلوم التطبيقية، بالإضافة إلى نسبة كبيرة ملتحقة ببرامج الدراسات العليا في التخصصات المختلفة.
وأوضح أن هذا الإقبال من طلبة دول الخليج العربي يأتي نظراً إلى ما يتمتع به نظام التعليم في مملكة البحرين من جودة أكاديمية وتوفيره فرصا حقيقية للتطوير المهني والأكاديمي مع وجود شراكات قوية مع قطاع الصناعة، كما أن الجامعات لديها برامج تطوير وتنمية مهارات ذاتية وشخصية للطلبة، بالإضافة إلى وجودهم في بيئة تعزز الانفتاح على الآخر والعمل ضمن فرق عمل متعددة الجنسيات، وبالتالي تسهم في صقل مهارات الحوار والنقاش مع المجتمعات الخارجية وتصقل مهارات الطلبة في العرض والتقديم. كما أن العديد من الجامعات تقدم منحة دراسية وتسهيلات في السداد مما يجعلها خيارا تنافسيا قويا، بالإضافة إلى فرص الإقامة الأقل تكلفة بين دول الخليج العربي. وبطبيعة الحال انعكس هذا الإقبال في زيادة الناتج المحلي للمملكة، إذ إن قيمة الإنفاق السنوي المباشر من الطلبة الخليجيين وصلت الى 320 مليون دينار سنوياً شاملة الإقامة والانتقالات والترفيه، بنسبة 7% من إجمالي الناتج المحلي، وأوجد 4800 فرصة عمل في قطاع التعليم. وتعمل البحرين على خطة استراتيجية طموحة لتطوير قطاع التعليم العالي تستهدف مضاعفة أعداد الطلبة الخليجيين بحلول عام 2030، وإطلاق 45 برنامجاً جديداً في مجالات التكنولوجيا المتقدمة مع اتفاقيات مع جامعات عالمية مرموقة لتقديم برامج مشتركة، والاستفادة من التحول الرقمي لتوسيع نطاق التعليم عن بعد والهجين، كما تستهدف رؤية البحرين 2030 جعل المملكة مركزاً إقليمياً للتعليم المتميز، وتشكل الاستثمارات التعليمية ركيزة أساسية في خطط التنويع الاقتصادي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك