في تصريحٍ خاص لصحيفة «أخبار الخليج»، أكد المبعوث الخاص لرئيس فرنسا لمؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات (UNOC3)، أوليفييه بوافر دارفور، أن مؤتمرَ نيس المرتقب في يونيو 2025 يمثِّلُ محطةً دوليَّةً حاسمة لتوحيدِ الجهودِ العالميَّةِ من أجلِ حمايةِ المحيطات ومواجهةِ التحدياتِ البيئيَّة الكبرى، مثل التلوث البحري، التغير المناخي، وفقدان التنوع البيولوجي.وأوضحَ دارفور أن المؤتمرَ سيشهدُ مشاركةَ أكثر من مئة من قادةِ الدولِ والحكومات، إلى جانب آلافِ العلماءِ والخبراء وممثلي القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، ما يعكسُ التزامًا دوليًا متزايدًا بالتصدي لأزمات البيئة البحريَّة، وحرصًا على التوصُّلِ إلى توصياتٍ فاعلة تعززُ الاستدامةَ البحريَّة وتسهمُ في تحقيقِ الهدف الرابع عشر من أهداف التنميةِ المستدامة.وشدد على أهميةِ التعاون الوثيق بين القادةِ السياسيين والخبراء والعلماء، مشيراً إلى أن هذا النوعَ من التنسيقِ يُعدُّ ضروريًّا لضمان نتائج ملموسة من المؤتمر، خاصة في ظل التحديات المتصاعدة التي تواجه النظم البيئية البحرية حول العالم.
وتبرز فرنسا كدولة رائدة في هذا المجال، إذ تغطي المناطقَ البحرية المحمية أكثر من 33% من مساحتها البحرية الوطنية، وتسعى إلى تحقيق هدف حماية 30% من المحيطات عالمياً بحلول عام 2030. كما نوه المبعوث الفرنسي بجهود مملكة البحرين، لا سيما التزامها بزيادة زراعة أشجار القرم أربع مرات بحلول عام 2035، وانضمامها مؤخراً إلى اتفاقية تدابير دولة الميناء لمكافحة الصيد غير القانوني.
يُعد المؤتمرُ منصةً دوليَّة بارزة تُناقش أربعةَ محاور رئيسية تشمل مكافحة التلوث البحري، وتعزيز الاقتصاد الأزرق المستدام، وزيادة مرونة السواحل في مواجهة تغير المناخ، إضافة إلى تطويرِ التعاون العلمي في مجال البحوث البحرية. وتسبق الجلسات الرسمية فعاليات تحضيرية مهمة، من أبرزها مؤتمر «محيط واحد للعلوم» الذي يُعقد في 6 و7 يونيو في نيس، فرنسا، وقمة «صعود المحيطات ومرونة السواحل»، إلى جانب منتدى الاقتصاد الأزرق والتمويل الذي يُقام في موناكو يوم 8 يونيو. ومن المتوقع أن تُختتم أعمال المؤتمر باعتماد «خطة عمل نيس للمحيطات» وإطلاق «اتفاقيات نيس»، في خطوة تُعد تحولًا محوريًا نحو تعزيز التعاون الدولي وتكامل الجهود لحماية المحيطات وضمان استدامتها للأجيال القادمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك