العدد : ١٧٢٤١ - الجمعة ٠٦ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٤١ - الجمعة ٠٦ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

مشاركون في مؤتمر العقوبات البديلة:
البحرين أطلقت تجربة فريدة في مجال الإصلاح والتأهيل والعقوبات البديلة

الخميس ٠٥ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

أكد‭  ‬المحامي‭ ‬العام‭ ‬الأول‭ ‬المستشار‭ ‬وائل‭ ‬رشيد‭ ‬بوعلاي‭ ‬مساعد‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬الأول‭ ‬للعقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬الذي‭ ‬نظمته‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬يُمثل‭ ‬محطة‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬نحو‭ ‬إرساء‭ ‬نموذج‭ ‬متقدم‭ ‬في‭ ‬العدالة‭ ‬الجنائية،‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬حماية‭ ‬المجتمع‭ ‬وصون‭ ‬كرامة‭ ‬الإنسان،‭ ‬ويعكس‭ ‬التزام‭ ‬الدولة‭ ‬بالتوجهات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬منهج‭ ‬العدالة‭ ‬المستنيرة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬بارز‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬والذي‭ ‬يُعد‭ ‬نموذجًا‭ ‬يُحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬فاعلية‭ ‬الردع‭ ‬واعتبارات‭ ‬الكرامة‭ ‬الإنسانية‭.‬

وأشار‭ ‬مساعد‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إعلان‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬إنشاء‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬التميز‭ ‬الإقليمي‭ ‬للعقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬والسجون‭ ‬المفتوحة‮»‬‭ ‬يمثل‭ ‬خطوة‭ ‬استراتيجية‭ ‬متقدمة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الكفاءات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمي،‭ ‬ولتأصيل‭ ‬الممارسات‭ ‬الفضلى‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬وفق‭ ‬أُطر‭ ‬مهنية‭ ‬وتدريبية‭ ‬حديثة،‭ ‬كما‭ ‬يُكرس‭ ‬ريادة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬النهج‭ ‬الذي‭ ‬تبنّته‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬سياستها‭ ‬الجنائية‭ ‬الحديثة‭ ‬يجسد‭ ‬توازنًا‭ ‬حقيقيًا‭ ‬بين‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬ومراعاة‭ ‬الأبعاد‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ويُعطي‭ ‬الفرصة‭ ‬لمن‭ ‬ارتكب‭ ‬خطأً‭ ‬أن‭ ‬يُعيد‭ ‬تصحيح‭ ‬مساره،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬إصلاحية‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬التأهيل‭ ‬والدمج‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬العزل‭ ‬والإقصاء،‭ ‬وأن‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬تجدد‭ ‬التزامها‭ ‬الراسخ‭ ‬بالمضي‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬الوطني‭ ‬الرائد،‭ ‬والعمل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬الشركاء‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬العدالة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تطوير‭ ‬بيئة‭ ‬قانونية‭ ‬وإنسانية‭ ‬أكثر‭ ‬توازنًا‭ ‬وفعالية،‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬السلم‭ ‬المجتمعي‭ ‬وحماية‭ ‬الحقوق،‭ ‬بما‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬التوجيهات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬ورؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الوطنية‭.‬

كما‭ ‬أكد‭ ‬المستشار‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬مجبل‭ ‬الوكيل‭ ‬المساعد‭ ‬لقضايا‭ ‬الدولة‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬بوزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬خلال‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬الأول‭ ‬للعقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬أن‭ ‬تجربة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬المثلى‭ ‬التي‭ ‬استفادت‭ ‬منها‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬لأن‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تغير‭ ‬مفهوم‭ ‬السياسية‭ ‬العقابية‭ ‬تماما‭ ‬مع‭ ‬بدء‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬فاليوم‭ ‬أصبحت‭ ‬العقوبة‭ ‬إصلاح‭ ‬وتأهيل‭ ‬ورؤية‭ ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الأمور‭ ‬الإنسانية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬ووزارة‭ ‬الداخلية‭  ‬ممثلة‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬والعقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬كانت‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التطبيق‭ ‬الأمثل‭ ‬للنظام‭ ‬الجدد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اطلاعها‭ ‬على‭ ‬التجارب‭ ‬الأوروبية‭ ‬والأمريكية‭ ‬والعربية‭. ‬

وأشار‭ ‬اللواء‭ ‬أحمد‭ ‬جمال‭ ‬الدين‭ ‬عفارة‭ ‬وكيل‭ ‬إدارة‭ ‬عامة‭ ‬بقطاع‭ ‬الحماية‭ ‬المجتمعية‭ ‬من‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تحولًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬فلسفة‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬السجون،‭ ‬حيث‭ ‬انتقلت‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬مفهوم‭ ‬العقوبة‭ ‬التقليدية‭ ‬إلى‭ ‬نموذج‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل،‭ ‬عبر‭ ‬إنشاء‭ ‬مراكز‭ ‬متخصصة‭ ‬توفر‭ ‬بيئة‭ ‬مناسبة‭ ‬لإعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬النزلاء‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المراكز‭ ‬تضم‭ ‬مرافق‭ ‬حديثة،‭ ‬تشمل‭ ‬غرفًا‭ ‬مجهزة‭ ‬بأسِرَّة،‭ ‬و«تلفزيونًا‮»‬،‭ ‬ومياهًا‭ ‬ساخنة،‭ ‬وتهوية‭ ‬جيدة،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬توفير‭ ‬بيئة‭ ‬إنسانية‭ ‬تحترم‭ ‬حقوق‭ ‬النزلاء‭.‬

واستعرض‭ ‬العميد‭ ‬أسامة‭ ‬ماجد‭ ‬الماجد‭ ‬مساعد‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإصلاحية‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بدولة‭ ‬الكويت،‭ ‬جهود‭ ‬بلاده‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الكويت‭ ‬تبنت‭ ‬نهجًا‭ ‬إصلاحيًا‭ ‬حديثًا‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬العدالة‭ ‬الجنائية‭ ‬وإعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬الجناة‭. ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬حديثًا‭ ‬يتيح‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬بديلة،‭ ‬مثل‭ ‬الخدمة‭ ‬المجتمعية‭ ‬غير‭ ‬المدفوعة،‭ ‬كإجراء‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬مفهوم‭ ‬العدالة‭ ‬التصالحية‭. ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬تقدير‭ ‬الآلية‭ ‬التنفيذية‭ ‬لهذا‭ ‬القانون‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬لضمان‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافه‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‭ ‬وإعادة‭ ‬دمج‭ ‬المحكومين‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

ومن‭ ‬جهته،‭ ‬أكد‭ ‬العقيد‭ ‬الدكتور‭ ‬علي‭ ‬الزعابي‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬المتابعة‭ ‬الشرطية‭ ‬الاتحادية‭ ‬بدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬أن‭ ‬استراتيجية‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬نهج‭ ‬الاستباق‭ ‬الجزائي،‭ ‬وهو‭ ‬أسلوب‭ ‬وقائي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬منع‭ ‬الجريمة‭ ‬قبل‭ ‬وقوعها،‭ ‬مستفيدًا‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الإقليمية‭ ‬مثل‭ ‬التجربة‭ ‬البحرينية‭. ‬وشدد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتقدمة،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬وأدوات‭ ‬المراقبة‭ ‬الذكية‭ ‬لضبط‭ ‬الأمن،‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬الفردية‭.‬

وشدد‭ ‬السيد‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬المالكي‭ ‬المحامي‭ ‬العام‭ ‬الأول‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬التفتيش‭ ‬القضائي‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬قطر،‭ ‬على‭ ‬التحول‭ ‬نحو‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬كاتجاه‭ ‬عالمي‭ ‬جديد‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬التقليدية،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬العدالة‭ ‬التصالحية‭ ‬كإطار‭ ‬قانوني‭ ‬جديد‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬إصلاح‭ ‬الجاني‭ ‬وإعادة‭ ‬دمجه‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬حقوق‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬وهو‭ ‬نهج‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬التوجهات‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬التشريعات‭ ‬الدولية‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬سلطة‭ ‬القاضي‭ ‬التقديرية‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬العقوبات‭ ‬المناسبة‭ ‬تُعد‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬نحو‭ ‬إرساء‭ ‬العدالة‭ ‬المتوازنة،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬منح‭ ‬القضاة‭ ‬حرية‭ ‬أكبر‭ ‬لتكييف‭ ‬العقوبات‭ ‬وفقًا‭ ‬لظروف‭ ‬كل‭ ‬قضية‭.‬

ومن‭ ‬جانبه،‭ ‬عرض‭ ‬القاضي‭ ‬أيوب‭ ‬علي‭ ‬أبو‭ ‬جعفر‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬السياسة‭ ‬الجنائية‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬بالمملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬شرحاً‭ ‬مفصلاً‭ ‬عن‭ ‬التطورات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬منظومة‭ ‬العدالة‭ ‬الجنائية‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬والتي‭ ‬اعتمدت‭ ‬مبدأ‭ ‬التدرج‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬الإصلاحات‭ ‬التشريعية‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬تقليل‭ ‬العقوبات‭ ‬السالبة‭ ‬للحرية،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬دور‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬فعالية‭ ‬النظام‭ ‬القضائي‭ ‬وتعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬المتهمين‭.‬

وأكد‭ ‬العميد‭ ‬الدكتور‭ ‬القاضي‭ ‬محمد‭ ‬الشديفات‭ ‬مدير‭ ‬القضاء‭ ‬الشرطي‭ ‬ممثل‭ ‬المملكة‭ ‬الأردنية‭ ‬الهاشمية،‭ ‬منظومة‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تطبيقها‭ ‬في‭ ‬بلاده،‭ ‬مبيناً‭ ‬أن‭ ‬التشريعات‭ ‬الأردنية‭ ‬تضمنت‭ ‬نصوصاً‭ ‬محددة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬عقوبات‭ ‬مجتمعية‭ ‬مثل‭ ‬العمل‭ ‬المجتمعي‭ ‬والرقابة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬بهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الإصلاحية‭ ‬وتقليل‭ ‬الاكتظاظ‭ ‬في‭ ‬السجون‭.‬

وقدم‭ ‬المهندس‭ ‬حسن‭ ‬عيسى‭ ‬الشارقي،‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لشركة‭ ‬كيوبلاس‭ ‬للمعاينة‭ ‬واستشارات‭ ‬الجودة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬عرضاً‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬الابتكار‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬منظومة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬والعقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬موضحا‭ ‬كيف‭ ‬تعتمد‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬أفكار‭ ‬مبتكرة‭ ‬تواكب‭ ‬التطورات‭ ‬التقنية‭ ‬لضمان‭ ‬تحسين‭ ‬الأداء‭ ‬وتحقيق‭ ‬نتائج‭ ‬إيجابية‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬متصل،‭ ‬أشاد‭ ‬ديفيد‭ ‬كاليولاني‭ ‬هاسنريتر‭ ‬‭ ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬المعايير‭ ‬والاعتماد‭ ‬الجمعية‭ ‬الإصلاحية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬بتجربة‭ ‬‮«‬السجون‭ ‬المفتوحة‮»‬‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬واصفًا‭ ‬إياها‭ ‬بأنها‭ ‬نموذج‭ ‬يُحتذى‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬وإعادة‭ ‬التأهيل‭ ‬المجتمعي،‭ ‬حيث‭ ‬تمثل‭ ‬مستقبل‭ ‬العمل‭ ‬الإصلاحي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الحزم‭ ‬والدمج‭ ‬المجتمعي‭. ‬

ومن‭ ‬جانبها،‭ ‬أوضحت‭ ‬البروفيسور‭ ‬سونيتا‭ ‬تور،‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والعدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬معهد‭ ‬شيفيلد‭ ‬للقانون‭ ‬والعدالة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬أن‭ ‬التعاون‭ ‬المثمر‭ ‬مع‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬الماضية‭ ‬كان‭ ‬مركزه‭ ‬الأساسي‭ ‬تطوير‭ ‬كوادر‭ ‬متميزة،‭ ‬حيث‭ ‬حرصت‭ ‬قيادة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬المعايير‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬نظام‭ ‬إصلاحي‭ ‬متكامل‭ ‬يُحدث‭ ‬تغييرًا‭ ‬حقيقيًا‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

وأعرب‭ ‬العميد‭ ‬سيعد‭ ‬علي‭ ‬لوتاه‭ ‬القائم‭ ‬بالأعمال‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬المؤسسات‭ ‬العقابية‭ ‬والإصلاحية‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات،‭ ‬عن‭ ‬شكره‭ ‬وتقديره‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ووزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬برئاسة‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بس‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬والشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬والقائمين‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬المؤتمر‭ ‬الأول‭ ‬الخاص‭ ‬بالعقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬تم‭ ‬تبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬والمعرفة‭ ‬وطرح‭ ‬التحديات‭ ‬والحلول‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استعراض‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭. ‬

ومن‭ ‬جانبه،‭ ‬أكد‭ ‬العقيد‭ ‬هلال‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬الحراصي‮ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬التخطيط‭ ‬والتطوير‭ ‬في‭ ‬شرطة‭ ‬عُمان‭ ‬السلطانية،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬النظم‭ ‬العدلية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬مفاهيم‭ ‬العدالة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬تشرفنا‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬الأول‭ ‬للعقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬الذي‭ ‬استضافته‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الشقيقة،‭ ‬بحضور‭ ‬رفيع‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬والمختصين‭ ‬وصنّاع‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

وأكد‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬ورئيس‭ ‬جمعية‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال،‭ ‬السيد‭ ‬أحمد‭ ‬السلوم،‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬الأول‭ ‬للعقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬أن‭ ‬برنامج‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬الذي‭ ‬تميزت‭ ‬به‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬يُعد‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬وجوهرية‭ ‬نحو‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬النزلاء‭ ‬ودمجهم‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬بطريقة‭ ‬فعالة،‭ ‬وأن‭ ‬البرنامج،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬جمعية‭ ‬رواد‭ ‬الأعمال‭ ‬البحرينية،‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬تأهيل‭ ‬25‭ ‬نزيلاً‭ ‬ليصبحوا‭ ‬رواد‭ ‬أعمال،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬نجاح‭ ‬المبادرات‭ ‬الإصلاحية‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬الأفراد‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬حقيقية‭ ‬لهم‭ ‬للانخراط‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭.‬

بدوره،‭ ‬أكد‭ ‬السيد‭ ‬فيصل‭ ‬فولاذ،‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لجمعية‭ ‬البحرين‭ ‬لمراقبة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والمركز‭ ‬الخليجي‭ ‬الأوروبي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬أن‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬للعقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬يُعد‭ ‬حدثًا‭ ‬بارزًا‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬العربي‭ ‬والدولي،‭ ‬حيث‭ ‬يمثل‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬إبراز‭ ‬التطورات‭ ‬الحقوقية‭ ‬والإصلاحية‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ويعزز‭ ‬مكانتها‭ ‬كدولة‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬الأنظمة‭ ‬القضائية‭ ‬الحديثة‭.‬

وأوضح‭ ‬فولاذ‭ ‬أن‭ ‬المؤتمر‭ ‬يُسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬نظام‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬بما‭ ‬يعكس‭ ‬التزامها‭ ‬بتعزيز‭ ‬العدالة‭ ‬الجنائية‭ ‬وفق‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬الدولية،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬كانت‭ ‬سبّاقة‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬حيث‭ ‬استفاد‭ ‬منها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬8000‭ ‬شخص‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬أصبحت‭ ‬نموذجًا‭ ‬يُحتذى‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة،‭ ‬وقد‭ ‬حظيت‭ ‬بإشادة‭ ‬المستفيدين‭ ‬والمراقبين‭ ‬لما‭ ‬حققته‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬إيجابية‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬العدالة‭ ‬التصالحية‭ ‬وإعادة‭ ‬دمج‭ ‬المحكومين‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬بصورة‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية‭.‬

وأكد‭ ‬الدكتور‭ ‬عبد‭ ‬الكريم‭ ‬مصطفى،‭ ‬استشاري‭ ‬الطب‭ ‬النفسي،‭ ‬أهمية‭ ‬التعاون‭ ‬القائم‭ ‬بين‭ ‬مستشفى‭ ‬‮«‬سيرين‮»‬‭ ‬ووزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬برنامج‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬الحيوي‭ ‬الذي‭ ‬تؤديه‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬المستفيدين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬النفسية‭ ‬والسلوكية،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬البرنامج‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تدريب‭ ‬العاملين‭ ‬ليصبحوا‭ ‬فنيي‭ ‬صحة‭ ‬نفسية‭ ‬وسلوكية،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬اكتشاف‭ ‬الحالات‭ ‬النفسية‭ ‬المحتملة‭ ‬لدى‭ ‬المستفيدين،‭ ‬وتوجيههم‭ ‬إلى‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬لتلقي‭ ‬الدعم‭ ‬اللازم‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا