تعدّ الشيف مريم الدوسري من الطاقات البحرينية الشابة الواعدة في عالم الطهي. فقد نجحت في بداية مسيرتها المهنية بالانضمام إلىCapital Club وإيطاليا، ثم انتقلت إلىBricks وThe Pearl Lounge، إلى أن التحقت بفريق الطهاة في فندق الخليج، حيث أثبتت جدارتها في أبرز المحافل المحلية والدولية. إذ بدأت رحلتها منذ الطفولة، حين كانت تراقب والدتها وهي تحضّر الأطباق بشغفٍ وإتقان، فتحوّلت تلك اللحظات البسيطة إلى نواة شغفٍ قادها لاحقًا إلى طريق الاحتراف والتميّز.
وحول بدايتها، قالت الشيف مريم: «بدأت رحلتي في عالم الطهي منذ سن مبكرة، عندما كنت أشارك والدتي وأفراد عائلتي تحضير الطعام. كنت أراقبهم بشغف، وأشاركهم التجربة بحماس». وأكدت أن والدتها كانت مصدر الإلهام الأول، إذ شجعتها منذ الصغر وغرست فيها حب المطبخ وتحضير الطعام للآخرين.
وأضافت: «كانت والدتي، ثم عائلتي، الداعم الأكبر لي، إذ آمنوا بقدراتي ودفعوني الى الاستمرار». كما أشارت إلى أن الدكتور نيل كان له دور كبير في تحفيزها، إلى جانب الدعم الذي تلقته من زملائها ومديريها.
لكن الطريق لم يكن مفروشًا بالورود؛ فقد واجهت تحديات عديدة، أبرزها دخولها عالم المطابخ الاحترافية من دون خبرة كافية، بالإضافة إلى كونها فتاة في مجال يُنظر إليه غالبًا على أنه حكر على الذكور.
ودرست الشيف مريم الطهي بشكل أكاديمي في معهد HTMi البحرين، حيث حصلت على دبلوم في إدارة الفنادق والسياحة، ثم انتقلت إلى إيطاليا لتتخصص في معهد I.F.S.E، بدعم من السفارة الإيطالية ونادي كابيتال كلوب. كما تدربت تحت إشراف طهاة حاصلين على نجوم ميشلان، ودرست فنون تزيين الكيك والخَبز في Wilton، قبل أن تبدأ مسيرتها العملية في مطابخ داخل البحرين وخارجها، ما أسهم في صقل مهاراتها وتعزيز خبرتها المهنية.
وعن تجربتها في فندق الخليج، تقول: «أعمل طاهية في المطبخ المكسيكي، وأتلقى تدريبًا متنوعًا بدعم كبير من زملائي ومديريّ». وأوضحت أنها واجهت صعوبة بسبب وضعها الصحي، إذ تعاني حساسية تجاه الحرارة، إلا أن إدارة الفندق كانت متفهمة وقدّمت لها الدعم اللازم لتوفير بيئة عمل مريحة وآمنة.
كما أشارت إلى أن المطبخ الإيطالي كان له تأثير كبير على مسيرتها العملية، لما يتميز به من بساطة واهتمام بجودة المكونات، وقالت: «أسلوبي تطور مع الوقت من خلال الدراسة والممارسة، لكنني أسعى دائمًا إلى دمج الكلاسيكية بالابتكار، وإضفاء لمساتي الخاصة على الأطباق».
رغم التحديات الصحية والاجتماعية، خصوصًا كونها امرأة في بيئة يغلب عليها الطابع الذكوري، استطاعت أن تثبت نفسها وتقول: «من أبرز محطات النجاح في مسيرتي مشاركتي في أولمبياد الشباب للطهاة في الهند عام 2018، والفوز بمسابقة Italian Taste Week، إلى جانب دراستي وعَملي في إيطاليا، وتجربتي في إدارة مشروعي الخاص مدة عامين».
وعن كيفية مواكبة التطورات في عالم الطهي، تؤكد حرصها الدائم على التعلم والتجربة، قائلة: «أتابع المستجدات من خلال الدورات، والكتب، ووسائل التواصل الاجتماعي، وأجدد وصفاتي باستمرار مع الحفاظ على هويتي الخاصة».
ورغم كل ما تعلمته من طهاة محترفين، تؤكد الشيف مريم أن مصدر الإلهام الأول لها هو والدتها التي علمتها أن الطبخ ليس مجرد مهنة، بل هو رسالة حب.
وفي ختام الحديث، توجّه الشيف مريم نصيحة للراغبين في دخول هذا المجال: «بدون شغف، من الصعب الاستمرار. الطهي مهنة تتطلب الكثير من الجهد والتضحيات، لكنها تصبح متعة حين تكون نابعة من القلب».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك