كشف علماء الأعصاب واللغة في روسيا، لأول مرة، تأثير التحفيز الكهربائي للدماغ على قدرة الإنسان في حفظ الكلمات الجديدة.
ولم يجد الباحثون أي دليل على أن التحفيز بالتيار المتناوب، بصفته أحد أشكال الشائعة للتحفيز الدماغي، له تأثير كبير على هذه القدرة اللغوية، وفقا لبيان صحفي صادر عن الجامعة الروسية الوطنية للبحوث (مدرسية الاقتصاد العليا).
وأشارت الدراسة إلى أن العلماء لم يلاحظوا أي تحسن في عملية حفظ الكلمات الجديدة مع التحفيز، مقارنة بالعلاج الوهمي (بلاسيبو). ويعزو الباحثون ذلك إلى أن تعلم الكلمات الجديدة ينشط شبكات عصبية معقدة تشمل كلا من القشرة الدماغية والحُصين، وهو ما يصعب تحفيزه من سطح الرأس.
وخلال البحث العلمي قام العلماء بتطبيق تقنية التحفيز بالتيار المتناوب (tACS) على 30 متطوعا سليما، حيث تم تثبيت أقطاب كهربائية على رؤوسهم لتمرير تيار متناوب يحاكي إيقاعات معينة لنشاط الدماغ. وهدفت هذه الطريقة إلى التأثير على سلاسل الخلايا العصبية القريبة من الأقطاب، ما قد يعزز أو يثبط نشاطها.
وفي إطار التجربة طُلب من المشاركين تعلم 80 كلمة خيالية مرتبطة بأسماء روسية مع تحفيز المناطق الأمامية الصدغية اليسرى من الدماغ المرتبطة باللغة والذاكرة، وذلك باستخدام نبضات كهربائية تشبه ترددات إيقاع (ثيتا) الدماغي. ثم كرر الباحثون التجربة من دون تحفيز، فقارنوا النتائج.
وأظهر التحليل أن هذا النوع من التحفيز الكهربائي لم يؤثر على قدرة المتطوعين على تذكر الكلمات الجديدة. ومع ذلك، لا يستبعد العلماء أن تحفيز مناطق أخرى من الدماغ أو استخدام إيقاعات دماغية مختلفة قد يحسن هذا الجانب من الإدراك، وقد يمهد هذا الطريق مستقبلا لأساليب التعلم الأسرع للغات ووضع برامج إعادة التأهيل بعد السكتات الدماغية والإصابات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك