هل استفاقت الدول الغربية أخيرا وقررت التحرك عمليا في مواجهة إسرائيل لدفعها إلى وقف حرب الإبادة في غزة؟.. هل أدركت الدول الغربية الجرم الذي ارتكبته حين وقفت بجانب إسرائيل ودعمت حربها على الفلسطينيين؟.. إلى أي مدى يمكن أن يذهب الغربيون في اتجاه تحركهم لوقف الحرب؟
الذي جعل هذه التساؤلات مطروحة مواقف بعض الدول الأوروبية في اليومين الماضيين، التي وجهت أعنف الانتقادات لإسرائيل وطالبت بوقف حرب الإبادة وهددت باتخاذ إجراءات ضد إسرائيل. وأيضا التقارير التي تحث عن ضغوط شديدة تمارسها أمريكا على إسرائيل من أجل وقف الحرب.
وأمس الثلاثاء استدعت الحكومة البريطانية السفيرة الإسرائيلية لدى لندن تسيبي حوتوفلي، بشأن توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة. وقال وزير الخارجية البريطاني دافيد لامي إن توسيع إسرائيل العملية العسكرية «لا يمكن تبريره أخلاقيا. هذه ليست طريقة لاستعادة الرهائن». وأضاف أنه «لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام ممارسات إسرائيل في غزة». وقال ستارمر أمام البرلمان: «أريد أن أسجل اليوم أننا مذعورون من التصعيد من جانب إسرائيل».
وأعلن وزير الخارجية البريطاني تعليق لندن مفاوضات التجارة الحرة مع إسرائيل بسبب الوضع في غزة. وفي غضون ذلك فرضت المملكة المتحدة عقوبات على عدد من الأفراد والكيانات في الضفة الغربية المحتلة، قالت إنهم مرتبطون بأعمال عنف ضد الفلسطينيين.
وأعقبت تصريحاته المقتضبة إدانة لاذعة مشتركة من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، تمثل أحد أشد الانتقادات لحلفاء مقربين لتعامل إسرائيل في الحرب في غزة، وإجراءاتها في الضفة الغربية المحتلة.
وهدد القادة الثلاثة باتخاذ «إجراءات ملموسة» إذا لم توقف حكومة نتنياهو هجومها العسكري الجديد، وترفع قيودها على دخول المساعدات الإنسانية بصورة كبيرة.
وقالت وزيرة الخارجية السويدية ماريا مالمر ستينرغارد أمس إن بلادها ستتحرك داخل الاتحاد الأوروبي للضغط من أجل فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين معينين، بسبب معاملة إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين في غزة. وتناقش الدول الأوروبية إمكانية تعليق العلاقات التجارية مع إسرائيل على خلفية حرب غزة، وذلك خلال اجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية إن حلفاء إسرائيل بدأوا ينقلبون واحدا تلو الآخر على الاحتلال بعد تزايد المجازر في الآونة الأخيرة في إطار العملية العسكرية للسيطرة على قطاع غزة، ولكن يبدو أن الحليف الأكبر، الولايات المتحدة، متردد في تبني هذا النهج حتى الآن.
وأكد مسؤولان في البيت الأبيض لموقع «أكسيوس» أن الرئيس دونالد ترامب يشعر بالإحباط من الحرب الدائرة في غزة. وعبّر عن انزعاجه من صور معاناة الأطفال الفلسطينيين، وطلب من مساعديه إبلاغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رغبته في إنهاء الأمر. ونقل الموقع عن مصدر مسؤول: «الرئيس (ترامب) محبط مما يحدث في غزة. يريد إنهاء الحرب، ويريد عودة الرهائن إلى ديارهم، ويريد دخول المساعدات، ويريد البدء في إعادة إعمار غزة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك