غزة - الوكالات: أعلن الجيش الإسرائيلي أمس بدء «عملية برية واسعة» في غزة، غداة تأكيده تكثيف الضربات الجوية على القطاع الفلسطيني المحاصر، حيث أعلن الدفاع المدني استشهاد 50 شخصا في غارات نفذتها إسرائيل.
وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان بأن قواته «بدأت... عملية برية واسعة في شمال وجنوب قطاع غزة ضمن افتتاح عملية عربات جدعون»، وهو الاسم الذي أطلقه على الهجوم الأخير في القطاع. وكان جيش الاحتلال قد أعلن السبت توسيع ضرباته على رغم الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار والتحذير من الوضع الانساني في القطاع، حيث تمنع إسرائيل دخول المساعدات منذ مطلع مارس. وتؤكد إسرائيل أن هدفها من توسيع العمليات زيادة الضغط على حماس ودفعها للإفراج عن الرهائن المحتجزين. ورأى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان الأحد بأنه «في هذه اللحظة، يعمل فريق التفاوض في الدوحة لاستنفاد كل فرصة من أجل التوصل إلى اتفاق، سواء وفقا لخطة (المبعوث الأمريكي ستيف) ويتكوف أو كجزء من إنهاء القتال». وشدد على أن الاتفاق يجب أن يشمل الإفراج عن الرهائن وإقصاء الحركة من القطاع وجعل غزة منطقة منزوعة السلاح.
وقال مصدر مطلع على المفاوضات في الدوحة لوكالة فرانس برس إن الجانبين إلى جانب الوسطاء «يبذلون جهودا لتقريب وجهات النظر بشأن القضايا الخلافية»، موضحا أن المفاوضات تجري «حول كل القضايا والرؤى». في غضون ذلك، واصلت إسرائيل ضرباتها على مناطق مختلفة في القطاع. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس «في حصيلة أولية، عدد الشهداء الذين نقلوا إلى مستشفيات في قطاع غزة 50 شهيدا على الأقل جراء القصف الجوي الإسرائيلي المتواصل منذ ساعات الفجر الأولى وحتى ظهر أمس» (الأحد). وأشار بصل إلى تلقي «بلاغات بوجود عشرات المفقودين تحت الأنقاض في مناطق عديدة في القطاع». وكان بصل قد أكد في وقت سابق أمس استشهاد 33 شخصا «بينهم أطفال جراء سلسلة من الغارات» الإسرائيلية. وأشار إلى «نقل 22 شهيدا على الأقل و100 مصاب جراء قصف جوي إسرائيلي بعد منتصف الليل، لعدد من خيام النازحين في منطقة المواصي» غرب مدينة خان يونس في جنوب القطاع.
وذكر تقرير لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن نحو 464 فلسطينيا استشهدوا في الغارات الوحشية الإسرائيلية على القطاع خلال الأسبوع الماضي. وأضاف التقرير أن 1418 آخرين أصيبوا في الفترة ذاتها بين 11 و17 مايو. واستشهد ما لا يقل عن 130 آخرين الليلة قبل الماضية. وقال خليل الدقران المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة لرويترز عبر الهاتف «عائلات بأكملها تم مسحها من السجل المدني بسبب العدوان الإسرائيلي». وأظهرت لقطات لفرانس برس من مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح جثثا بأحجام متفاوتة وضع على بعضها أغطية بينما لفت أخرى بأكفان، ممددة على أرض تغطيها بقع الدماء. وفي الخارج، كانت بعض النسوة ينتحبن قرب جثث لأقاربهم.
وقالت وردة الشاعر التي فقدت عددا من أفراد عائلتها: «أنا لم أكن هنا، فقدت كل عائلتي لم يتبق أحد، الأولاد قتلوا، الأب مات، والأم ماتت، وأمي ماتت وابنة أخي فقدت عينها».
وفي ظل تكثيف إسرائيل الضربات والعمليات، أعلنت وزارة الصحة أن «جميع المستشفيات العامة» في محافظة شمال قطاع غزة باتت خارج الخدمة. وقالت إن «تكثيف محاصرة الاحتلال للمستشفى الإندونيسي ومحيطه ومنع وصول المرضى والطواقم والإمدادات الطبية أخرجت المستشفى الإندونيسي عن الخدمة». وأضافت «جميع المستشفيات العامة بمحافظة شمال قطاع غزة خارجة عن الخدمة». وإلى جانب المستشفى الإندونيسي، يوجد في شمال قطاع غزة وفق بيان الوزارة مستشفيان آخران عامان هما مستشفى كمال عدوان ومستشفى بيت حانون. واتهمت حماس في بيان إسرائيل بارتكاب «جريمة وحشية جديدة» من خلال تكثيف القصف على مناطق عدة في القطاع.
وأضافت «تتحمّل الإدارة الأمريكية بمنحها حكومة الاحتلال الإرهابي غطاء سياسياً وعسكرياً مسؤولية مباشرة عن هذا التصعيد الجنوني واستهداف المدنيين».
والسبت، قال الجيش إنه يشنّ «ضربات مكثّفة» وأرسل «قوات للسيطرة على مناطق في قطاع غزة»، واضعا ذلك «في إطار المراحل الأولية لعملية عربات جدعون وتوسيع المعركة في قطاع غزة بهدف تحقيق كل أهداف الحرب، بما فيها إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس».
وأثار إعلان الجيش توسيع عملياته في قطاع غزة انتقادات دولية. وتواجه إسرائيل ضغوطا متزايدة لرفع الحصار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وسط تحذيرات وكالات الأمم المتحدة من نقص حاد في الغذاء والمياه والوقود والأدوية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك