تدريب أكثر من 7000 بحريني على المهارات التقنية خلال ثلاث سنوات
270 ألف فرصة عمل وفرها «صندوق العمل» للبحرينيين منذ التأسيس
تحسين إنتاجية الموظفين والمؤسسات عن طريق استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي
أكدت مها عبدالحميد مفيز الرئيس التنفيذي لصندوق العمل «تمكين» أن الذكاء الاصطناعي يمثل أولوية استراتيجية لـ«تمكين»، مشيرةً إلى أن المبادرات التدريبية في هذا المجال ستسهم في إعداد كفاءات وطنية مؤهلة قادرة على قيادة التحول الرقمي وزيادة إنتاجية المؤسسات البحرينية.
وكشفت في حوار خاص مع «أخبار الخليج» عن أن أكثر من 7,000 بحريني حصلوا على تدريب تقني خلال السنوات الثلاث الماضية، ضمن جهود ممنهجة مبنية على بيانات منصة «مهارات البحرين» التي تراقب العرض والطلب في سوق العمل.
كما أشارت إلى أن «تمكين» دعم منذ تأسيسه أكثر من 85 ألف مؤسسة، وأسهم في توفير نحو 270 ألف فرصة للبحرينيين، منها 111 ألف وظيفة و159 ألف فرصة للتطور الوظيفي في القطاع الخاص.
*قبل فترة تم إعلان إطلاق مبادرة تستهدف تدريب 50,000 بحريني على مهارات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030 ما الذي تتطلعون إلى تحقيقه من هذه المبادرة؟
- تم طرح هذه المبادرة بتوجيه من سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء وقف عيسى بن سلمان التعليمي الخيري رئيس مجلس إدارة صندوق العمل، بهدف صقل مهارات الكفاءات الوطنية وتعزيز تنافسيتها محليًّا وعالميًّا، حيث ستسهم هذه المبادرة في بناء جيل واعد من الكوادر المزودة بمهارات المستقبل والتي لديها القدرة على دخول سوق العمل والمنافسة فيه، كما ستقوم المبادرة بتمكين القادة والمديرين العاملين في القطاع الخاص من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بكفاءة وتبني هذه التقنيات الحديثة من خلال فهم تطبيقاتها الإستراتيجية والتعرف على الفوائد القيمة التي تعود من استخدامها في العمل.
وعلاوة على ذلك، ستقدم المبادرة للبحرينيين العاملين في مختلف المجالات فرصة للتعرف على كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في مجال عملهم والاستفادة منه في تحسين وتعزيز أدائهم الوظيفي.
*كيف سيتم اختيار المستفيدين من هذه المبادرة؟ وهل هناك أولويات لفئات محددة مثل الطلاب، الخريجين الجدد، أو الباحثين عن عمل؟
- سيتم تقديم هذه الحزمة بالتعاون مع عدد من الجهات التدريبية الرائدة المحلية والعالمية في هذا المجال بهدف ضمان مستويات عالية من الجودة للكوادر الوطنية. ويمكن للمؤسسات الراغبة بالاستفادة من البرامج تسجيل موظفيهم من خلال موقع تمكين الإلكتروني
www.tamkeen.bh/programs/ai-training
وسيتم اختيار المستفيدين من المبادرة بناءً على معايير محددة تتماشى مع طبيعة كل برنامج تدريبي من البرامج المطروحة وتتضمن المبادرة ثلاث فرص تدريبية متنوعة، تستهدف فئات مختلفة وتشمل الشروط العامة لجميع الدورات أن يكون المتقدم بحريني الجنسية، وموظفا، وبعمر 18 عاما فأكثر:
• دورة مهارات الذكاء الاصطناعي العامة تتطلب معرفة أساسية بتكنولوجيا المعلومات، وهي مناسبة للمهنيين البحرينيين الذين يسعون إلى فهم أساسيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقه في بيئة العمل، والتعرف على أدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة، وكيفية التعامل مع هذه الأدوات لتحسين الإنتاجية.
• دورة مهارات الذكاء الاصطناعي المتخصصة والتي تستهدف التقنيين ممن لديهم خلفية فنية في الذكاء الاصطناعي، وتهدف إلى خلق صف من المختصين في تطوير التطبيقات باستخدام الذكاء الاصطناعي، وسيتم إعلان معايير الأهلية الإضافية لاحقا.
• دورة الذكاء الاصطناعي للإدارة التنفيذية مخصصة للرؤساء التنفيذيين أو رواد الأعمال الذين يقودون مؤسسات على مستوى تنفيذي أو ما يعادله.
*هل هناك تعاون مع جهات محلية أو دولية متخصصة في الذكاء الاصطناعي لضمان جودة التدريب وتحقيق أعلى استفادة ممكنة للمشاركين؟
- لطالما حرصنا في كل شراكاتنا ومبادراتنا التدريبية على التنسيق والتعاون مع عدد من المؤسسات المتخصصة على الصعيدين المحلي والدولي، لضمان تقديم تجربة تدريبية متميزة بهدف توفير تدريب فعال يواكب التطورات العالمية ويعزز من قدرات المشاركين في مختلف المجالات، وهذا الأمر ينطبق على هذه المبادرة، إذ نعمل في الوقت الحالي على بحث أوجه التعاون مع عدد من الجهات المتخصصة في التدريب على مجالات الذكاء الاصطناعي بما يضمن تحقيق أهداف هذه المبادرة على الوجه الأكمل.
*برأيكم، كيف ستنعكس هذه المبادرة على مستقبل سوق العمل في البحرين، وما الأثر المتوقع على جاهزية الكوادر الوطنية لمتطلبات الاقتصاد الرقمي؟
- تهدف المبادرة إلى تحسين إنتاجية الموظفين والمؤسسات عن طريق استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، والذي يسهم بشكل مباشر في أولوياتنا الإستراتيجية. وستنعكس هذه المبادرة بشكل ملموس وإيجابي على مستقبل سوق العمل في البحرين، حيث ستسهم في رفع مستوى جاهزية الكوادر الوطنية لمتطلبات الاقتصاد الرقمي من خلال تزويد المشاركين بالمعرفة العملية والمهارات الحديثة في مجال الذكاء الاصطناعي. كما ستُعزز المبادرة من فرص التطور المهني وتفتح آفاق جديدة للابتكار وريادة الأعمال. وستُمكن هذه المبادرة من رفد سوق العمل بكفاءات وطنية مؤهلة قادرة على قيادة التحول الرقمي بكفاءة مما يعزز من تنافسية الاقتصاد الوطني ويُسهم في استدامة نموه في ظل التحولات التقنية العالمية المتسارعة.
*بحسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، من المتوقع أن يستحدث الذكاء الاصطناعي أكثر من 97 مليون وظيفة جديدة عالميًا بحلول 2025. كيف يستعد «تمكين» لضمان أن يكون للكوادر البحرينية نصيب منها؟
- نقوم في صندوق العمل بشكل متواصل بدراسة احتياجات سوق العمل والمتغيرات الاقتصادية العالمية للتأكد من ملاءمة الدعم الذي نقدمه للسوق. لذلك قمنا بتأسيس مهارات البحرين لقياس وتحديد المهارات المطلوبة في مختلف القطاعات الاقتصادية الرئيسية.
تقدم مهارات البحرين منصة مهارات التوظيف وهي منصة رقمية تقدم رؤى مبنية على بيانات العرض والطلب للمهارات والوظائف والأجور وغيرها من المعطيات في سوق العمل وذلك بهدف المساعدة في اتخاذ القرارات المتعلقة باختيار المسار المهني المناسب. كما تقدم تقارير المهارات للقطاعات والتي يتم إنتاجها بالتعاون مع القطاع الخاص لتقديم منظور عميق حول متطلبات الوظائف في القطاعات الاقتصادية الرئيسية. نقوم في تمكين بتطوير برامج الدعم الخاصة بنا بناء على هذه البيانات والمعطيات ونتيجة لذلك، ركزنا في الفترة الماضية على دعم التدريب التقني للكفاءات الوطنية، بحيث قمنا بعقد شراكات مع مؤسسات عالمية مرموقة في مجال التدريب والتعليم لتقديم أفضل مستويات الجودة من الفرص التدريبية في مختلف المجالات التقنية المطلوبة في السوق للبحرينيين، كالبرمجة، وهندسة البرمجيات، وعلم البيانات، وتحليل البيانات وتم دعم أكثر من 7,000 بحريني من خلال هذه البرامج على مدى السنوات الثلاث الماضية.
واستكمالاً لجهودنا في بناء قاعدة متينة من الكوادر الوطنية التقنية، قمنا بطرح هذه المبادرة والتعاون مع مختلف الجهات المحلية والعالمية لتدريب البحرينيين في مجال الذكاء الاصطناعي والتأكد من جاهزيتهم لتكريس هذه التقنيات المتطورة لمصلحة المؤسسات التي يعملون بها وفي سبيل تطوير مسارهم المهني والحصول على الفرص الواعدة. بالإضافة إلى ذلك، نعمل من خلال برامج دعم المؤسسات على مساعدة القطاع الخاص في تبني آخر الحلول التقنية واتباع نهج التحول الرقمي مما يقدم للبحرينيين الفرصة للحصول على خبرات عملية في هذه المجالات وصقل مهاراتهم.
*ختامًا وبشكل عام، هل يمكنكم تزويدنا بإحصائيات حديثة حول عدد البحرينيين الذين استفادوا من برامج «تمكين» منذ تأسيسه وحتى اليوم؟
أسهم صندوق العمل (تمكين) منذ التأسيس في تعزيز مكانة البحرينيين في سوق العمل، وتعزيز القطاع الخاص ليكون المحرك الرئيس للاقتصاد الوطني، وذلك من خلال إطلاق برامج متنوعة تهدف إلى دعم التوظيف والتطور الوظيفي وبرامج مخصصة لدعم مؤسسات القطاع الخاص بمختلف أحجامها ومراحلها التنموية.
ومن الجدير بالذكر أن الصندوق دعم ما يفوق 85 ألف مؤسسة منذ التأسيس، وأسهم في توفير نحو 270 ألف فرصة للبحرينيين إجمالًا، منها حوالي 111 ألف فرصة وظيفية مكّنت البحرينيين من دخول سوق العمل كما أسهم في توفير ما يقارب 159 ألف فرصة للتطور الوظيفي في القطاع الخاص.
كما أعلن الصندوق مؤخرا أبرز المنجزات التي تم تنفيذها خلال الربع الأول من هذا العام، حيث تم تقديم الدعم لأكثر من 5000 بحريني عبر البرامج التي تسهم في إدماجهم في سوق العمل، وأكثر من 5500 بحريني ضمن البرامج التي تستهدف رفع المهارات والتطور الوظيفي. كما تم دعم أكثر من 2500 مؤسسة من مختلف القطاعات والأحجام التنموية في البرامج التي تعزز من النمو والرقمنة والإنتاجية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك