وثق سلمان بن عيسى بن هندي المناعي محافظ محافظة المحرق مسيرته في خدمة الوطن من خلال كتابه «رحلتي عبر المحطات الثلاث»، هذه المسيرة التي انطلقت من قلب أحياء وفرجان المحرق إلى وهج الإعلام ثم إلى ميادين الشرف في قوة دفاع البحرين وصولا إلى أمانة المسؤولية في محافظة المحرق.
وسلمان بن عيسى بن هندي المناعي هو شخصية وطنية ملهمة، تشكلت في رحم أسرة محرقية متماسكة، حيث تشرب قيم الانتماء والعطاء منذ طفولته، بدأ مسيرته في إذاعة البحرين، حيث برز كصوت مؤثر في الإعلام، وأسهم في اكتشاف وتنمية المواهب الوطنية، انتقل بعدها إلى المجال العسكري، حيث أمضى 36 عاما تعلم خلالها قيم الولاء والانضباط والقيادة، وأثبت قدرته على اتخاذ القرارات الحاسمة ومواجهة التحديات بابتكار وحكمة.
بعد تقاعده من الخدمة العسكرية، تولى منصب محافظ محافظة المحرق، حيث أدار شؤونها بمسؤولية عالية، محققا إنجازات تنموية بارزة جعلت المحافظة نموذجا للتطور الخدمي، كان ولا يزال دائما يؤمن بأن العلم والالتزام هما أساس النجاح، وان العمل الوطني رسالة تتطلب الإخلاص والشفافية.
وتعكس شخصيته روح العطاء والتفاني في خدمة الوطن، وهي تجسيد حي لرؤية طموحة تسعى إلى الارتقاء بمستوى الحياة وتحقيق التنمية المستدامة في مملكة البحرين.
وكتب بن هندي في مقدمة كتابه: نعمة من المولى عز وجل أن يولد الإنسان في بلد محبوبة من العالم أجمع، والأجمل تحكمها عائلة كريمة تتحلى بحب الشعب وتعشق ترابه، فمن عهد عيسى الكبير إلى حمد العز والفخار والعاشق للشعب وهو معشوقه، ونعمة أخرى أن يولد الإنسان في مدينة تستيقظ على صوت الأذان وتنام عليه، فالمحرق هي الماضي وهي الحاضر وهي المستقبل، فالمحرق دائما وأبدا تعتز وتفخر بمنشآتها التراثية العظيمة، ونعدها بمثابة الإرث الذي خلفه الآباء والأجداد، فالمحرق غنية بمساجدها وعيونها ومكتباتها وبيوتات العائلة المالكة، فهي تحكي قصة أولئك الرجال الذين خلفوا لنا ذلك التراث الذي نعتز به أمام العالم بأسره.
وتابع: إن محافظة المحرق تمتلك إرثا تاريخيا عريقا أهلها لاحتلال مكانة مرموقة بين مدن العالم، ومنها انطلق التعليم النظامي، ومنها أيضا خرج العديد من الكتاب والأدباء والمثقفين والرياضيين، وجميعهم أسهموا في تطور الوطن وبناء منجزاته وفق توجيها القيادة الحكيمة.
وبحسب الكتاب، فإن سلمان بن عيسى بن هندي المناعي ولد في فريج بن هندي بالمحرق عام 1948، في أحضان أسرة من وسط مجتمع لا يعرف إلا الحب والسماحة والكرم، مجتمع مترابط ومتماسك ومتآخٍ، والفريج كأنه أسرة واحدة، كل بيت فيه مجلس يكرم ضيوفه وزواره سواء من البحرين أو خارجها.
وتطرق الكتاب إلى أن عائلة بن هندي المناعي سكنت منطقة قلالي بعد قدومهم من قطر في بداية الأمر ثم انتقلت منها بعد ذلك إلى المحرق، وسكنا في الفريج الذي سمي باسم العائلة، وكما هو معروف فإن أصول «المنانعة» تمتد إلى منطقة نجد، حيث انتقلت العائلة إلى عدة دول خليجية منها الكويت وقطر والإمارات والبحرين باعتبارها ميناء تجاريا تأتيه السفن من الهند، وتصدر منه تجارة اللؤلؤ، ويأتيها الغواويص من كافة مناطق شبه الجزيرة العربية للعمل فيها.
وينتسب المنانعة إلى قبيلة «بني تميم» بحسب ما نشر في كتاب «العيون المبصرة بتلخيص كتاب التبصرة» للشيخ أبي الملا الإحسائي، والذي قام بطبعه الشيخ سلطان المناعي التميمي، ويشير هذا الكتاب إلى نسب قبيلة المناعي إلى هذه القبيلة «بني تميم» من خلال المعلومات والوثائق المثبتة، وكما هو معروف أن «بني تميم» تعتبر من أقدم وأعرق القبائل العربية، وتشتهر العائلة بالكثير من الصفات العربية الأصيلة.
وتحدث سلمان بن هندي عن شقيقته منيرة رحمة الله عليها قائلا: أختي منيرة ابنة البحرين ورمز من رموز العطاء الإنساني والوطني لم تمنعها الإعاقة من أن تقوم بدورها تجاه شركائها في الإعاقة، فقد كانت الرواد في هذا المجال ومن المؤسسين للمركز البحرين للحراك الدولي، وظلت دائما حريصة على نيل حقوقهم وتوفير كل ما يحتاج إليه أصحاب العزائم من حاجات شخصية ومجتمعية.
وتابع: إن تقارب العمر بيني وبين الأخ صالح والأخت منيرة رحمه الله لم يكن هو سبب العلاقة الوطيدة بيننا، بل كان هناك تفاهم ورؤى مشتركة واهتمامات في مجالات شتى، فقد عشنا مع بعضنا البعض في «الروحة والجاية»، وكان لأخي صالح اهتمامات رياضية، ولأختي منيرة اهتمامات اجتماعية، أيضا كان لأخوتي الباقين حمد ومبارك وآمنة عليهم رحمة الله اهتماماتهم الخاصة، ونحن جميعا بفضل الله توارثنا حب المجتمع وخدمة الناس من الوالد والأجداد.
سلمان بن عيسى بن
هندي في سطور
تلقى علومه الابتدائية والثانوية بالبحرين وتخرج في معهد الإذاعة والتلفزيون بالقاهرة سنة 1967م والتحق بالكلية العسكرية الملكية الأرمنية سنة 1969م، وأكمل دراسته في كلية القادة والأركان في الأردن سنة 1985م، حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم العسكرية، شارك في العديد من الدورات العسكرية والمدنية داخل والخارج البحرين
مساهماته وأعماله
عمل مذيعا بإذاعة البحرين سنة 1966م، وهو أول من أعد وأدى برنامجا رياضياً متكاملاً من إذاعة البحرين وضمته تعليقا حيا على مباريات كرة القدم. التحق بالعمل في قوة دفاع البحرين سنة 1969م تسلسل في الرتب والمناصب إلى أن أصبح مديرا لشؤون الضباط والأفراد عام 1990م، عمل مديرا لديوان القيادة العامة بقوة دفاع البحرين حتى أبريل 2002م.
صدر المرسوم الملكي بتعيينه محافظا لمحافظ المحرق بتاريخ 21 أبريل 2002م حيث يعمل حتى الآن.
حصل على العديد
من الأوسمة
وسام البحرين من الدرجة الثالثة في الأول من فبراير 1983، تقدير الخدمة العسكرية بالدرجة الأولى 21 ديسمبر 1985م، الواجب العسكري 21 ابريل 1987م، ونوط تحرير الكويت في 23 ديسمبر 1991م، وسام تحرير دولة الكويت في 23 ديسمبر الدرجة الثالثة من دولة الكويت في 10 سبتمبر 1994م، وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الثالثة في 16 فبراير 2000م، وسام البحرين من الدرجة الثانية 10 فبراير 2001م، وسام حوار من الدرجة الأولى في 7 أغسطس 2001م، وسام الكفاءة من الدرجة الأولى في: يونيو 2002م، وسام البحرين من الدرجة الأولى في الأول من ديسمبر 2012م، وسام الأمير سلمان بن حمد للاستحقاق الطبي في 15 ديسمبر 2021م.
أسهم في إعداد العروض والاحتفالات الوطنية التي أقامتها قوة دفاع البحرين. وله مشاركات اجتماعية متمثلة في عضويته في لجان مختلفة مثل مجلس إدارة نادي المحرق والاشتراك في اللجنة العليا لتطوير مقبرة المحرق والعديد من اللجان الأهلية. يهوى السباحة والمشي وكرة الطائرة، وله اهتمامات أدبية أيضا، وله اهتمام بالبيئة وجعلها بيئة صحية ونظيفة للمواطن في محافظة المحرق وبقية المحافظات، له مساهمات اجتماعية كثيرة في البرامج التي تقدمها الأندية الرياضية والجمعيات الخيرية. تم تكريمه من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء السابق، رحمه الله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك