العدد : ١٧٢٢١ - السبت ١٧ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٢١ - السبت ١٧ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

في أطروحة نالت عنها درجة الدكتوراه..
باحثة بحرينية تؤكد: في قضايا الأحداث «الوقاية أهم من العقاب»

السبت ١٧ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

المشرع البحريني جعل الأولوية لمصالح الطفل واستبدل العقوبات بـ«التدابير»


القاهرة‭ - ‬سيد‭ ‬عبدالقادر‭: ‬

أكدت‭ ‬الدكتورة‭ ‬منيرة‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬البنعلي‭ ‬أن‭ ‬السياسة‭ ‬الجنائية‭ ‬في‭ ‬معاملة‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬عدالة‭ ‬جنائية‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المراحل،‭ ‬هدفها‭ ‬الإصلاح‭ ‬وإعادة‭ ‬الدمج‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭. ‬

 

وقالت‭ ‬البنعلي‭ ‬في‭ ‬أطروحة‭ ‬نالت‭ ‬عنها‭ ‬درجة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الجنائي،‭ ‬بتقدير‭ ‬جيد‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬الحقوق‭ ‬بجامعة‭ ‬المنصورة،‭ ‬إن‭ ‬السياسة‭ ‬الجنائية‭ ‬الحديثة‭ ‬ألغت‭ ‬صفة‭ ‬العقوبة‭ ‬عن‭ ‬الجزاء‭ ‬المترتب‭ ‬على‭ ‬الحدث‭ ‬الجانح‭ ‬عند‭ ‬مخالفته‭ ‬للقانون،‭ ‬وأعطته‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬صفة‭ ‬التدبير،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعلها‭ ‬ذات‭ ‬صبغة‭ ‬وقائية‭ ‬أكثر‭ ‬منها‭ ‬عقابية،‭ ‬كما‭ ‬منحت‭ ‬قاضي‭ ‬الأحداث‭ ‬سلطات‭ ‬واسعة؛‭ ‬لاختيار‭ ‬التدبير‭ ‬الملائم‭ ‬لكل‭ ‬حالة‭ ‬على‭ ‬حدة؛‭ ‬إعمالا‭ ‬لمبدأ‭ ‬تفريد‭ ‬العقوبة‭.‬

اعدت‭ ‬الدكتورة‭ ‬منيرة‭ ‬البنعلي‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬منتسبي‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬والعقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬أطروحتها‭  ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬المعاملة‭ ‬العقابية‭ ‬للأطفال‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬قانون‭ ‬العدالة‭ ‬الإصلاحية‭ ‬البحريني‭ ‬رقم‭ ‬4‭ ‬لسنة‭ ‬2021‮»‬،‭ ‬و‭ ‬أكدت‭ ‬فيها‭  ‬أن‭ ‬المشرع‭ ‬البحريني‭ ‬جعل‭ ‬الأولوية‭ ‬لمصالح‭  ‬الطفل‭ ‬الفضلى،‭ ‬حيث‭ ‬نلاحظ‭ ‬المعاملة‭ ‬التفضيلية‭ ‬للحدث‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬وتميز‭ ‬عقوبته‭ ‬أو‭ ‬التدبير‭ ‬الصادر‭ ‬بحقه‭ ‬عن‭ ‬عقوبة‭ ‬البالغ‭ ‬الذي‭ ‬يرتكب‭ ‬ذات‭ ‬الجرم‭ ‬ولتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬العدالة‭ ‬الإصلاحية‭ ‬فقد‭ ‬تضمن‭ ‬قانون‭ ‬الأحداث‭ ‬الجديد‭ ‬تدابير‭ ‬جديدة،‭ ‬نصت‭ ‬عليها‭ ‬المادة‭ (‬24‭) ‬وهي‭: ‬

يجوز‭ ‬لمحكمة‭ ‬العدالة‭ ‬الإصلاحية‭ ‬للطفل‭ ‬أو‭ ‬اللجنة‭ ‬القضائية‭ ‬للطفولة‭ ‬تكليف‭ ‬الطفل‭ ‬الذي‭ ‬تجاوز‭ ‬سنه‭ ‬خمس‭ ‬عشرة‭ ‬سنة‭ ‬ميلادية‭ ‬كاملة‭ ‬بالقيام‭ ‬ببعض‭ ‬الأعمال‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مقابل‭ ‬للمنفعة‭ ‬العامة‭ ‬بموافقته‭ ‬ولمدة‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬سنة،‭ ‬وذلك‭ ‬لدى‭ ‬أحد‭ ‬الأشخاص‭ ‬الاعتبارية‭ ‬العامة‭ ‬أو‭ ‬إحدى‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬التطوعية‭ ‬ذات‭ ‬النفع‭ ‬العام‭ ‬التي‭ ‬تحددها،‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬يضر‭ ‬ذلك‭ ‬بصحة‭ ‬الطفل‭ ‬أو‭ ‬نفسيته‭.‬

وتقول‭ ‬البنعلي‭ ‬في‭ ‬أطروحتها‭ ‬إن‭ ‬الأحداث‭ ‬المنحرفين‭ ‬يكونون‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬ضحية،‭ ‬إما‭ ‬لظروف‭ ‬وعوامل‭ ‬خارجية‭ ‬تتعلق‭ ‬بسوء‭ ‬التربية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الأسرة‭ ‬وإما‭ ‬بتأثير‭ ‬الوسط‭ ‬المهني‭ ‬أو‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬يعيشون‭ ‬فيه‭ ‬أو‭ ‬لعوامل‭ ‬مرضية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬هناك‭ ‬واجب‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬كاهل‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬العدالة‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حمايتهم‭ ‬وضمان‭ ‬محاكمة‭ ‬عادلة‭ ‬متميزة‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬إصلاحهم‭ ‬وعودتهم‭ ‬اعضاء‭ ‬فاعلين‭ ‬في‭ ‬مجتمعهم‭.‬

وقد‭ ‬أوصت‭ ‬الدراسة‭ ‬المشرعين‭ ‬بالتنظيم‭ ‬الخاص‭ ‬لتنفيذ‭ ‬أوامر‭ ‬القبض‭ ‬والضبط‭ ‬والإحضار‭ ‬بشأن‭ ‬الأحداث‭ ‬الجانحين‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬اشتراط‭ ‬صفة‭ ‬الضبطية‭ ‬المتخصصة‭ ‬فيمن‭ ‬ينفذها،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬اشتراط‭ ‬عدم‭ ‬استعمال‭ ‬القوة‭ ‬أو‭ ‬القيود‭ ‬الحديدية‭ ‬أو‭ ‬تعنيف‭ ‬الطفل‭ ‬عند‭ ‬التنفيذ‭. ‬

كذلك‭ ‬أوصت‭ ‬الدراسة‭ ‬بتجميع‭ ‬اختصاص‭ ‬الفصل‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الأحداث‭ ‬وجعله‭ ‬حصراً‭ ‬لمحاكم‭ ‬الطفل‭ ‬دون‭ ‬سواها‭ ‬مع‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬تلك‭ ‬المحاكم‭ ‬بإنشاء‭ ‬فروع‭ ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬قسم‭ ‬للأحداث‭ ‬توزع‭ ‬القضايا‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬تبعا‭ ‬لنوع‭ ‬الجريمة‭ ‬أو‭ ‬السلوك‭ ‬الجانح،‭ ‬وهذا‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬قضاء‭ ‬الأحداث‭ ‬هو‭ ‬القضاء‭ ‬الطبيعي‭ ‬للطفل‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬الدكتورة‭ ‬فوزية‭ ‬البنعلي‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬نالت‭ ‬درجة‭ ‬الماجستير‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬العلوم‭ ‬التطبيقية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬جاءت‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬ضمانات‭ ‬الحدث‭ ‬في‭ ‬محاكمة‭ ‬عادلة‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا