بالتزامن مع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية في زيارة تشمل أيضًا دولة الإمارات وقطر، استعرض تقرير لصحيفة المونيتور الزيارات الرئاسية الأمريكية إلى دول الخليج العربي. وبحسب الصحيفة، تُبرز عودة الرئيس ترامب الأهمية الراسخة للخليج العربي في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.
وبدأت الزيارات الرئاسية الأمريكية لدول الخليج بزيارة ريتشارد نيكسون التاريخية إلى المملكة العربية السعودية عام 1974، واستمرت على مر السنين مع تعامل رؤساء آخرين مع الحروب والدبلوماسية والنفط في المنطقة. وأوضحت الصحيفة أن نيكسون كان أول رئيس أمريكي يزور الخليج في منصبه عندما وصل إلى السعودية في الـ14 من يونيو 1974؛ إذ كانت الزيارة جزءًا من جولة شملت إيران ومصر وسوريا وإسرائيل.
وأثناء وجوده في الرياض التقى نيكسون بالملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، ساعيًا إلى استقرار العلاقات في أعقاب حظر النفط عام 1973، إذ خفض منتجو النفط العرب صادراتهم إلى الولايات المتحدة ردًّا على دعمها لإسرائيل خلال حرب أكتوبر؛ ما تسبب في نقص الوقود واضطرابات اقتصادية في الغرب. وبعد أربع سنوات، حذا الرئيس جيمي كارتر حذوه، فزار المملكة العربية السعودية في يناير 1978؛ إذ التقى بالملك خالد وولي العهد الأمير فهد.
وخلال حرب الخليج، وفي إطار تضامنه مع قوات التحالف زار الرئيس جورج بوش الأب السعودية في نوفمبر 1990؛ حيث التقى بالملك فهد وأمير الكويت، وألقى خطابًا أمام القوات الأمريكية والبريطانية المتمركزة قرب الظهران شرقي المملكة العربية السعودية. وعاد بوش الأب مرة أخرى لعقد اجتماع أخير مع الملك فهد في الـ31 من ديسمبر 1992، قبل أسابيع قليلة من مغادرته منصبه، لمناقشة الاستقرار في المنطقة في أعقاب حرب الخليج.
وأكملت الصحيفة أن الرئيس بيل كلينتون الذي حمل راية عهد ما بعد الحرب الباردة، زار الكويت، في الـ28 من أكتوبر 1994، والتقى بالأمير جابر الأحمد الصباح، وألقى كلمةً أمام القوات الأمريكية المتمركزة فيها بعد عملية عاصفة الصحراء، الحملة العسكرية التي شُنت عام 1991 لطرد القوات العراقية من الكويت بعد غزو صدام حسين خلال المرحلة الثانية من حرب الخليج.
وفي ولايته الثانية أصبح كلينتون أول رئيس أمريكي يزور سلطنة عُمان في عام 2000، حيث التقى السلطان قابوس بن سعيد في مسقط. ويُقال إن اللقاء تمّ بترتيبٍ في اللحظة الأخيرة، حيث التقى الزعيمان في المطار. وأردفت الصحيفة أن رئاسة جورج دبليو بوش شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الزيارات الرئاسية للخليج عقب هجمات الـ11 من سبتمبر، وفي خضم حربَي العراق وأفغانستان؛ حيث كان بوش أول رئيس أمريكي يزور قطر في يونيو 2003، فقد التقى الأمير حمد بن خليفة آل ثاني، وزار مقر القيادة المركزية الأمريكية في الدوحة، وألقى كلمة أمام عسكريين.
وفي يناير 2008، قام بوش بجولة شملت الكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية؛ وشملت جولته لقاءات في البحرين مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وفي الإمارات العربية المتحدة، حيث التقى بالرئيس خليفة بن زايد آل نهيان ورئيس الوزراء محمد بن راشد آل مكتوم. وبينما أصبح بوش، في هذه الزيارة، أول رئيس أمريكي يزور البحرين والإمارات العربية المتحدة خلال فترة ولايته، التقى في الكويت بمسؤولين عسكريين أمريكيين رفيعي المستوى، وخاطب القوات في معسكر عريفجان، وأجرى محادثات مع الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح.
وكانت آخر محطاته الخليجية في تلك الزيارة هي المملكة العربية السعودية، حيث التقى الملك عبدالله في الرياض، فيما عاد ليعقد اجتماعًا آخر في الرياض مع العاهل السعودي في وقت لاحق من ذلك العام في مايو لمناقشة التوترات حول قضايا، مثل: أسعار النفط والتعاون في مكافحة الإرهاب.
بدوره زار الرئيس باراك أوباما المملكة العربية السعودية للمرة الأولى في يونيو 2009، حيث التقى بالملك السعودي عبدالله في الرياض قبل يوم واحد فقط من الخطاب التاريخي الذي ألقاه أوباما في القاهرة في الرابع من يونيو، الذي دعا فيه إلى «بداية جديدة» بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي.
وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما عاد في مارس 2014 للقاء الملك عبدالله خلال فترة تفاقم الاضطرابات الإقليمية المرتبطة بتداعيات «الربيع العربي»، ولمناقشة أنشطة إيران الإقليمية، ثم عاد مرة أخرى في يناير 2015 عقب وفاة الملك عبدالله، حيث التقى بالملك سلمان، الذي توج حديثًا، في الرياض. وخلال عامه الأخير في منصبه حضر أوباما قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض في أبريل 2016، حيث ركزت القمة على مكافحة الإرهاب والاتفاق النووي الإيراني الذي دخل حيز التنفيذ مؤخرًا، وأبدَت دول الخليج حذرًا ملحوظًا منه.
ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الحالي دونالد ترامب اختار، خلال ولايته الأولى، الرياض وجهةً لأولى زياراته الخارجية، حيث وصل إلى السعودية في الـ20 من مايو 2017. والتقى ترامب بالملك سلمان، وكذلك بقادة دول مجلس التعاون الخليجي في القمة العربية الإسلامية الأمريكية بالرياض، ووقّع صفقة أسلحة بقيمة 350 مليار دولار مع المملكة، وهي أكبر صفقة أسلحة في التاريخ.
من جانبه، بذل الرئيس جو بايدن جهودًا دبلوماسية إقليمية في يوليو 2022، حيث سافر إلى جدة لإلقاء خطاب في قمة «مجلس التعاون الخليجي +3»، التي ضمت إلى جانب الدول الخليجية كلًّا من مصر والعراق والأردن.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك