وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى العاصمة السعودية الرياض أمس في اول جولة خارجية له مند بداية ولايته الثانية والتي ستشمل قطر والامارات العربية المتحدة أيضا.
وخص ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرئيس الأمريكي باستقبال حافل مع مواكبة من طائرات مقاتلة في الجو وعرض خيالة.
وقبيل هبوط الطائرة الرئاسية الأمريكية في الرياض، نشر مساعد كبير موظفي البيت الأبيض دان سكافينو عبر منصة «إكس» مقطع فيديو صُوّر من الجوّ يظهر مقاتلات إف-15 سعودية تواكب طائرة «إير فورس وان».
وأرفق سكافينو تعليقا قائلا: «شكرا لكم على المرافقة، وعلى دعم الرئيس ترامب، نقدّر لكم ذلك».
وكان ولي العهد السعودي في استقبال ترامب شخصيا في مطار الملك خالد الدولي، مع ثلة من الحرس، في خطوة تؤكد العلاقات الوثيقة بين الرياض وواشنطن، إذ لا يقدم الأمير محمد بن سلمان على ذلك في كل الزيارات الرئاسية.
وتبادل ترامب والأمير محمد بن سلمان أطراف الحديث والابتسامات، خلال استقبال أول في صالة المطار.
وتلا ذلك ترحيب فخم في قصر اليمامة، ودخل ترامب في سيارة الكاديلاك السوداء تتقدّمها خيول عربية يحمل فرسانها أعلام البلدين.
وبعد عزف النشيدين الوطنيين، اصطحب بن سلمان ضيفه عبر أروقة القصر الملكي المزينة بالرخام والزخارف المذهبة، ليصلا إلى قاعة واسعة مزينة بثريات كبيرة متلألئة، وكان في انتظارهما العشرات من كبار المسؤولين والشخصيات من البلدين.
ثم بدأ الرئيس الأمريكي وولي العهد السعودي مصافحة الحضور مطولا.
ووصف الرئيس الأمريكي خلال مؤتمر صحفي الإثنين زيارته للسعودية وبعدئذ الامارات وقطر بأنها زيارة تاريخية.
ورحّب ترامب بالوعد الذي قدمه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان باستثمار 600 مليار دولار، ومازح أن هذا المبلغ يجب أن يصل إلى تريليون دولار.
وقال ترامب للأمير محمد بن سلمان: «لدينا اليوم أكبر قادة الأعمال في العالم، وسيغادرون حاملين شيكاتٍ كثيرة». وأضاف: «في ما يتعلق بالولايات المتحدة، نتحدث عن مليوني وظيفة على الأرجح».
ووقع الزعيمان اتفاقية «شراكة اقتصادية استراتيجية». فيما وقّع وزراء ومسؤولون سعوديون وأمريكيون مذكرات تفاهم أخرى في مجالات الدفاع والطاقة.
وفي وقت لاحق، أصدر البيت الأبيض بيانا أكد فيه أن «الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وقّعتا أكبر صفقة مبيعات دفاعية في التاريخ، بقيمة تقارب 142 مليار دولار»، لتزويد المملكة الخليجية «بمعدات قتالية متطورة».
ولم يعلن البلدان رسميا تفاصيل أكثر عن الصفقات.
لكنّ مسؤولا سعوديا مقرّبا من وزارة الدفاع، قال إنّ الرياض ستسعى جاهدة للحصول على أحدث طائرات اف-35 المقاتلة الأمريكية، إلى جانب أنظمة دفاع جوي متطورة بقيمة مليارات الدولارات.
وأشار أيضا إلى أن شركة «داتا فولت» السعودية «تمضي قدما في خططها لاستثمار 20 مليار دولار في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية للطاقة في الولايات المتحدة».
ويأتي ذلك غداة إعلان الرياض إطلاق شركة جديدة للذكاء الاصطناعي تحت اسم «هيوماين»، تأمل أنّ تؤدي دورا محوريا في هذا المجال.
وقال ولي العهد السعودي في كلمة ألقاها في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي الذي عقد في الرياض بمناسبة زيارة ترامب «اليوم نعمل على فرص شراكة بحجم 600 مليار دولار، من بينها اتفاقات تزيد على 300 مليار دولار تم الإعلان عنها خلال هذا المنتدى».
وأضاف: «سنعمل خلال الشهور القادمة على المرحلة الثانية لإتمام بقية الاتفاقات لرفعها إلى تريليون دولار».
وخلال المنتدى أعلن ترامب أنه سيرفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، مشيرا إلى انها أدت دورا مهما لكن حان الوقت الآن لها للمضي قدما.
وقال مسؤول في البيت الأبيض أمس إن ترامب وافق على الاجتماع مع الرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية اليوم الأربعاء.
وقال ترامب بالرياض أيضا انه يريد طرح «مسار جديد» لإيران، لكنه حذر طهران من عواقب وخيمة في حال فشل المحادثات بشأن اتفاق نووي جديد.
وقال ترامب: «إذا رفضت القيادة الإيرانية غصن الزيتون هذا واستمرت في مهاجمة جيرانها، فلن يكون أمامنا خيار سوى ممارسة ضغوط قصوى هائلة، وخفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر كما فعلتُ سابقا».
وينتظر أن تحتضن الرياض اليوم أعمال القمة الخليجية الأمريكية التي تجمع الرئيس الأمريكي ونظراءه زعماء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وسيتوجه ترامب الذي يرافقه نخبة من قادة الأعمال منهم الملياردير إيلون ماسك من الرياض إلى قطر اليوم الأربعاء، ثم الإمارات غدا الخميس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك