أنقرة - (أ ف ب): حذّر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أمس الاثنين قوات سوريا الديمقراطية من أن «المماطلة» في تنفيذ الاتفاق الذي أبرمته مع السلطات في دمشق بشأن دمج مؤسسات الإدارة الكردية في إطار الدولة، من شأنه أن «يطيل أمد الفوضى» في البلاد. وجاء التحذير بعيد إعلان حزب العمال الكردستاني حلّ نفسه وإلقاء السلاح بعد عقود من النزاع مع تركيا، في خطوة اعتبرها الشيباني «لحظة فارقة» على صعيد استقرار المنطقة، ولم تعلّق عليها قوات سوريا الديمقراطية بعد.
وقال الشيباني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه التركي هاكان فيدان والأردني أيمن الصفدي في أنقرة: «نحن اليوم بصدد تنفيذ الاتفاق الوطني مع قوات سوريا الديمقراطية ودمج جميع المناطق تحت سلطة الدولة المركزية». وأضاف: «ندرك أن هذه العملية معقدة وحساسة لكنها ضرورية»، معتبرا أن «المماطلة في تنفيذ هذا الاتفاق ستطيل أمد الفوضى وتفتح الباب أمام التدخلات الأجنبية وتغذي النزعة الانفصالية»، مؤكدا: «هدفنا ليس الهيمنة بل التوحيد».
وأكد الشيباني الحرص «على إنفاذ هذا الاتفاق ونأمل من الجانب الآخر أن يكون ملتزما التزاما جادا» بتنفيذه. وقّع الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي اتفاقا في 10 مارس، قضى «بدمج» كافة المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية. وأبدت السلطات الجديدة مرارا قبل توقيع الاتفاق رفضها لأي محاولات تقسيم أو انفصال، في إشارة ضمنية الى طموحات الأكراد بتكريس الحكم الذاتي الذي أقاموه بعد اندلاع النزاع عام 2011 بعدما عانوا من التهميش والإقصاء لعقود خلال حكم عائلة الأسد.
وجدّد الشيباني التأكيد أمس الاثنين أن «وحدة الاراضي السورية غير قابلة للمساومة، وأن سوريا دولة موحدة غير قابلة للتجزئة»، موضحا: «حقوق المواطنين الأكراد محفوظة ومكفولة على قدم المساواة مع سائر أبناء الشعب السوري». وتسيطر الإدارة الذاتية الكردية على مساحات واسعة في شمال سوريا وشرقها تضمّ أبرز حقول النفط والغاز. وشكّلت قوات سوريا الديمقراطية رأس حربة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية وتمكنت من دحره من آخر معاقل سيطرته عام 2019.
ورغم الاتفاق مع الشرع، والذي يُفترض استكمال تطبيق بنوده بحلول نهاية العام، وجّهت الإدارة الذاتية انتقادات حادة الى الاعلان الدستوري الذي أقرّ في مارس، ومنح وفق خبراء، سلطات مطلقة للرئيس في إدارة المرحلة الانتقالية، المحددة بخمس سنوات. كما اعترضت على الحكومة التي شكلها، وقالت إنها لن تكون معنية بتنفيذ قراراتها، باعتبار انها «لا تعبر عن التنوع» في سوريا.
وجاء توقيع الاتفاق في مارس بعد نحو أسبوعين من دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان الى حل الحزب وإلقاء السلاح، في خطوة قال عبدي حينها إنها إيجابية لكنها «تتعلق بحزب العمال الكردستاني (...) ولا تتعلق بقواتنا في» شمال شرق سوريا. وكانت تركيا، حليفة السلطة الجديدة في دمشق، تتهم وحدات حماية الشعب الكردية التي تقود قوات سوريا الديمقراطية، بالارتباط بحزب العمال الكردستاني الذي تصنّفه أنقرة وأطراف غربيون منظمة «إرهابية».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك