جنيف - (أ ف ب): سيكون «من الصعب جدّا» توزيع المساعدة الإنسانية في غزة من دون وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بحسب ما قالت الناطقة باسم المنظمة أمس.
وخلال إحاطة إعلامية من عمان، صرّحت جولييت توما «من المستحيل الاستعاضة عن الأونروا في مكان مثل غزة. فنحن أكبر منظمة إنسانية».
وأدلت بهذه التصريحات ردّا على سؤال عن إعلان الولايات المتحدة الخميس عن مؤسسة جديدة ستكلّف عما قريب إدارة المساعدة الإنسانية في غزة المدمّرة التي تحاصرها إسرائيل.
وقوبلت المبادرة الأمريكية بانتقادات دولية، إذ يبدو أنها تُغيّب دور الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، وستُجري تغييرات واسعة على الهيئات الإنسانية الموجودة حاليا في غزة.
وقالت توما إن لدينا في غزة «أكثر من 10 آلاف شخص يعملون على تسليم الإمدادات القليلة المتبقية». كما تدير الوكالة ملاجئ للنازحين.
وأكّدت «من الصعب جدّا جدّا تصوّر أيّ عملية إنسانية من دون الأونروا».
ومنذ الثاني من مارس واستئناف العدوان الغاشم، تمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع حيث يعيش 2,4 مليون نسمة.
واقترحت إسرائيل توزيع المعونات في مراكز بإدارة الجيش. وقد أثار عرضها انتقادا شديدا من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
وأمس، قال ناطق باسم الأمم المتحدة في جنيف «لن نشارك في أيّ عملية لتوزيع المساعدات لا تحترم مبادئنا الإنسانية في الاستقلالية والإنسانية والحياد».
واعتبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من جهتها أن «الخطّة المقدّمة من إسرائيل للأوساط الإنسانية ستفاقم المعاناة» في غزة ويبدو «أنها مصمّمة لإحكام السيطرة على السلع الأوّلية باعتبارها وسيلة ضغط».
وقال الناطق باسم المنظمة جيمس إلدر إنه «من الخطير أن يطلب من المدنيين الدخول إلى مراكز تحت سيطرة الجيش لجمع معونات» ومن شأن ذلك أن يزيد من «التهجير القسري لأغراض سياسية وعسكرية». وأشار إلى أن «الأشخاص الأكثر هشاشة... الذين يتعذّر عليهم التوجّه إلى المناطق المحدّدة سيواجهون صعوبات جمّة للحصول على المساعدة».
وتخشى اليونيسف أيضا من «فصل أفراد العائلة الواحدة خلال الجولات المكوكية لاستلام المساعدات في المراكز الخمسة المحدّدة الواقعة جميعها في جنوب» غزة «في منطقة غير آمنة بسبب القصف المتواصل»، وفق ما قال الناطق باسمها.
وأمس قال سفير واشنطن لدى إسرائيل مايك هاكابي إن إسرائيل لن تشارك في توزيع مساعدات غذائية بموجب الخطة الأمريكية لقطاع غزة، لكنها ستوفر «الأمن العسكري اللازم».
وكان هاكابي يتحدث إلى الصحفيين في القدس المحتلة بعد يوم من إعلان وزارة الخارجية الأمريكية إنشاء مؤسسة جديدة ستتولى توزيع مساعدات إنسانية في قطاع غزة الذي يشهد حربا مدمرة وحيث تسبب حصار إسرائيلي مطبق منذ أكثر من شهرين في نقص حاد في كافة المواد، من الغذاء والمياه النظيفة إلى الوقود والأدوية.
وقال السفير الأمريكي «سيشارك الإسرائيليون في توفير الأمن العسكري اللازم، لأنها منطقة حرب، لكنهم لن يشاركوا في توزيع المواد الغذائية، أو حتى في إدخالها إلى غزة».
وقال السفير الأمريكي «سيشارك الإسرائيليون في توفير الأمن العسكري اللازم، لأنها منطقة حرب، لكنهم لن يشاركوا في توزيع المواد الغذائية، أو حتى في إدخالها إلى غزة».
واضاف هاكابي «ندعو الأمم المتحدة. ندعو كل منظمة غير حكومية. ندعو كل حكومة... ندعو كل من كان مهتما بالأمر للانضمام إلى هذه العملية».
وعبر عن أمله في أن تُنفذ الخطة في وقت «قريب جدا».
ولم يقدم جدولا زمنيا لعملية الإغاثة أو أي معلومات إضافية عن المؤسسة غير الحكومية التي ستشارك فيها.
وقال هاكابي، وهو حاكم ولاية جمهوري سابق ومؤيد علني لإسرائيل، إن هناك «عدة شركاء وافقوا بالفعل على المشاركة في هذا الجهد» بدون أن يسميهم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك