تقرير: مروة أحمد
سعيًا لإرسـاء تكافؤ الفرص في سوق العمل البحريني قدمت مملكة البحرين العديد من المبادرات لإخراط ذوي الهمم في مختلف الوظائف والمجالات بدءًا من التدريب وتقديم مختلف صور الدعم إلى اشراكهم في سوق العمل في مختلف المناصب ليكونوا عنصرًا مكملًا في دفع عجلة التنمية، ومن هذا المنطلق وبمناسبة يوم العمال أعدّت «أخبار الخليج» تقريرًا عن موظفين من ذوي الهمم للتعرّف على تجربة التوظيف في ظل تحدي الإعاقة.
وكانت آخر مستجدات الدعم المُقدم لموظفي هذه الفئة هي توجيه سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس أمناء وقف عيسى بن سلمان التعليمي الخيري رئيس مجلس إدارة صندوق العمل «تمكين» باعتماد سياسات وحوافز مخصصة لذوي الهمم ضمن البرنامج الوطني للتوظيف.
وتأتي هذه الحوافز تماشياً مع الاستراتيجية الوطنية لذوي الإعاقة، وأولويات الصندوق في جعل البحرينيين الخيار الأمثل للتوظيف في سوق العمل، ومن هذا المنطلق قدمت «تمكين» دعمًا لأجور الموظفين في القطاع الخاص من ذوي الهمم بنسبة إضافية تبلغ 10% لكل سنة خلال فترة الدعم.
وخلال السنوات الأخيرة قامت مؤسسات المجتمع المدني المعنية بذوي الهمم بتنظيم معارض توظيف تخص هذه الشريحة شارك فيها عدد من مؤسسات القطاع الخاص من خلال توظيف شواغر تتناسب مع حالاتهم.
ونجحت هذه المبادرات في تحقيق أحلام العديد من أصحاب الهمم ومن بينهم المُعلمة المُلهمة سارة بوصالح، أول معلمة نظام فصل في البحرين من ذوي الهمم، تخطت حاجز الإعاقة ورافقت كرسيها المدولب في رحلة تحقيق الحلم.
ولأن للقطاع الحكومي دورًا مساهمًا أيضًا في اشراك هذه الفئة في سوق العمل ومن بينها وزارة التربية والتعليم التي تمكنت من توظيف سارة بوصالح فور تخرجها من الجامعة في العام الماضي، والتي آمنت بقدرتها على تخطي الإعاقة وتحقيق حلمها في التدريس، لتدعم التربية حلمها وتحققه لتكون من أوائل شاغري المهنة من أصحاب الهمم.
وقالت سارة في حديثها مع «أخبار الخليج»: إنها مازالت تحظى بكافّة صور الدعم المقدمة من وزارة التربية والتعليم وصولًا إلى إدارة المدرسة، وأكدت أن الإعاقة لا تكمن بالجسد، وأشارت إلى أن العقل السليم يبقى عاملًا مساهمًا في نهضة المجتمع من دون الحاجة إلى الالتفات إلى الإعاقة، ونصحت سارة أصحاب الهمم بالإيمان بالفرصة في ظل وجود الدعم اللامحدود من القيادة والجهات الحكومية والخاصة والتوكل على الله في تحقيق الحلم والعمل في نهضة البحرين ودفع عجلة المستقبل.
ومن جانبه تحدث الشـاب سيّد محمد الموسوي عن رحلته المهنية التي انطلقت من وزارة العمل في أيام دراسته الجامعية بجامعة البحرين، حيث تمكنت الجامعة من توفير كافّة سبل انسيابية عملية تعليمه الأكاديمية، وانطلق محمد من 2020 في العمل على مدار عامين ليواصل مشواره في التنمية الاجتماعية ويستقر اليوم في ادارة الأنشطة الطلابية بمركز التعليم الطلابي التابع لوزارة التربية والتعليم.
وقال سيّد محمد إنه يحظى باستقرار تام في وظيفته بالوزارة، ولأن التوجيهات تُعنى بضمان استقرار الموظف وراحته جرى توفير ساعتين راحة للموظف من ذوي الهمم مع مراعاة أوضاعهم الصحيّة، مؤكدًا أن هذه التوجيهات تدل على الدعم والتشجيع على تحدي الإعاقة وأخذ الخطوة نحو تحقيق الحلم والاستقلالية.
وفي ختام حديثه نصح باغتنام الفرصة وتحدي الإعاقة لأن البحرين وّفرت كافّة وسائل راحة الموظف من ذوي الهمم وضمان سلامته ووضع صحته على هرم أولويات الجهات الحكومية والخاصة وذلك لينعم بحياة مهنية مستقرة ومريحة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك