نسعى لتوسيع البرنامج ليشمل قطاعات جديدة تواكب تطلعات السوق واحتياجاته
الشباب والشركات وسوق العمل.. جميعهم مستفيدون من مخرجات البرنامج
نستهدف خلق جيل واع بمسؤولياته وقادر على الإبداع والمنافسة محليا ودوليا
البرنامج يوفر تجربة عملية حقيقية لا يمكن تعويضها في الفصول الدراسية
ندرس التعاون مع وزارة شؤون الشباب لتوسيع نطاق الاستفادة وتوحيد الجهود
رسالتي للطلبة: اغتنموا هذه الفرص وحددوا مساراتكم المهنية عن وعي وتجربة
رسالتي للشركات: دعمكم للمبادرة استثمار في مستقبل السوق والاقتصاد البحريني
كتبت: نوال عباس
أكد سمير عبدالله ناس، رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين، أن برنامج «جرب تشتغل» الذي أطلقته الغرفة في عام 2022 يأتي في إطار استراتيجيتها الشاملة لدعم الكوادر الوطنية وتأهيلها لسوق العمل، من خلال تهيئة الطلبة البحرينيين للانخراط في المسارات المهنية عبر التجربة الواقعية والمباشرة، وهو ما يشكّل انعكاسًا واضحًا لرؤية الغرفة في أن تكون شريكاً فاعلاً إلى جانب القطاع العام في عملية التنمية الوطنية الشاملة، وخاصة فيما يتعلق بتطوير رأس المال البشري البحريني.
وأضاف لـ«أخبار الخليج» أن البرنامج، الذي يستهدف فئة الشباب من عمر 14 إلى 18 سنة، نجح خلال السنوات الثلاث الماضية في إحداث نقلة نوعية في نظرة الشباب البحريني للمستقبل المهني، حيث أصبح يمثل منصة واقعية للتدريب المهني والتجربة العملية التي تمكّن الشباب من استكشاف اهتماماتهم وتحديد توجهاتهم المستقبلية بثقة ووعي، كما يوفر البرنامج فرصة فريدة للاطلاع على بيئة العمل الحقيقية والتفاعل مع متخصصين في مجالات مهنية متعددة، الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على جاهزيتهم لسوق العمل.
كسر الصورة النمطية عن المهن الفنية
وتابع ناس: «نحن في غرفة تجارة وصناعة البحرين نضع على رأس أولوياتنا تشجيع الطلبة البحرينيين على الانخراط في المهن والوظائف المهنية ذات الأجور المجزية، والتي تمثل فرصًا واعدة للنمو والتطور الوظيفي، وتشكل أهمية في سوق العمل، وإننا نسعى من خلال برنامج (جرب تشتغل) إلى كسر الصورة النمطية المرتبطة بهذه المهن، وتعزيز ثقافة العمل المهني لدى الطلبة، عبر منحهم فرصة واقعية للتعرف على هذه الوظائف وتجربتها بشكل مباشر داخل مؤسسات القطاع الخاص، وإن هذا التوجه ينسجم مع استراتيجيتنا الهادفة إلى تعزيز إسهام الكوادر الوطنية في القطاع الخاص، وتقليص الاعتماد على العمالة الأجنبية، من خلال إحلال البحرينيين المؤهلين في وظائف مهنية منتجة ومستقرة، بما يخدم التنمية الاقتصادية ويسهم في استدامة سوق العمل».
أهداف واضحة ومردود ملموس
وحول أهداف المبادرة والمستفيدين منها، أوضح رئيس الغرفة أن المبادرة تستهدف تطوير المهارات المهنية والفنية للشباب البحريني، من خلال دمجهم في بيئة العمل الحقيقية لفترة تمتد إلى أسبوعين في إحدى شركات القطاع الخاص، مشيرًا إلى أن هذه التجربة تسهم في تعزيز المفاهيم المهنية لديهم، وتمنحهم الفرصة لاكتساب مهارات لا يمكن تعلمها في الفصول الدراسية، فضلاً عن فتح آفاق جديدة للتفكير المهني الواقعي.
وأوضح أن الغرفة تضع ضمن أولوياتها تطوير مثل هذه البرامج النوعية التي تسهم في تحفيز وتأهيل الكوادر البحرينية الشابة، وتعزيز إسهامها الفاعل في مسيرة التنمية الوطنية، بما يتماشى مع توجيهات القيادة الرشيدة ورؤية البحرين الاقتصادية 2030، حيث تهدف هذه المبادرات إلى خلق جيل واعٍ بمسؤولياته، قادر على المنافسة والإبداع في مختلف القطاعات.
الشركات شريك رئيسي
وفيما يتعلق بالجهات المستفيدة، بيّن أن المستفيد الأول والأساسي هم الشباب البحريني، كما تستفيد الشركات والمؤسسات التي تشارك في استضافة وتدريب هؤلاء الطلبة، حيث تعتبر هذه المبادرة فرصة لتغذية بيئات العمل بأفكار مبتكرة ومهارات شابة، بالإضافة إلى دورها في تعزيز المسؤولية الاجتماعية لهذه الشركات.
وأشار إلى أن 10 جهات من مؤسسات القطاع الخاص شاركت في النسخة الماضية من البرنامج، من بينها شركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، حلبة البحرين الدولية، شركة البحرين الوطنية للتأمين على الحياة، مجموعة فنادق الخليج، فندق سوفيتيل زلاق، مدرسة الحكمة الدولية، شركة D3 Consultant، شركة نزل للبناء والتصميم الداخلي، وشركة نونسير (نون للساعات)، وقد أبدت هذه المؤسسات ارتياحها لمستوى التفاعل والجدية التي أبداها المشاركون في التدريب، ما شجعها على الاستمرار في دعم المبادرة مستقبلاً.
آلية اختيار دقيقة
وفيما يتعلق بآلية اختيار المشاركين، أوضح أن البرنامج يستهدف فئة الشباب من 14 إلى 18 عاماً ممن لديهم رغبة حقيقية في تجربة عمل مهني أو أكاديمي، ويتم فتح باب التسجيل إلكترونيًّا عبر منصات الغرفة، حيث يتم تقييم الطلبات بناءً على الرغبة والاستعداد والجدية في الاستفادة من التجربة التدريبية. ولفت إلى أن الغرفة تحرص على أن يكون كل متقدم على قدر من المسؤولية والاهتمام بما يقدمه البرنامج من محتوى وفرص.
نماذج ملهمة ونجاحات ملموسة
وأشار رئيس الغرفة إلى أن التجارب التي خاضها الطلبة المشاركون في النسخ السابقة من «جرب تشتغل» أظهرت مؤشرات إيجابية وملموسة، حيث عبّر المشاركون عن ارتياحهم للتجربة، وبيّنوا مدى استفادتهم من الفرص التدريبية التي حصلوا عليها، بل إن بعضهم أبدى اهتمامًا واضحًا في مواصلة التخصص في المجالات التي خاضوا التدريب فيها، ما يعكس أهمية البرنامج كمنصة حقيقية لاكتشاف الذات وتحديد المسار المهني.
دراسة تعزيز التعاون المؤسسي
وفي إطار سعي غرفة تجارة وصناعة البحرين إلى تعظيم أثر مبادرة «جرب تشتغل» على مستوى تأهيل وتمكين الشباب، كشف ناس أن الغرفة حاليّاً في طور دراسة التعاون مع وزارة شؤون الشباب، بهدف خلق إطار عمل مشترك يُسهم في توسيع قاعدة المستفيدين من البرنامج، وتعزيز تكامل الجهود الوطنية في إعداد الجيل القادم لسوق العمل، موضحاً أن هذا التعاون المرتقب يأتي انطلاقاً من قناعة الغرفة بأهمية تكاتف المؤسسات الوطنية في دعم الكوادر البحرينية الشابة، وتوجيه طاقاتهم نحو مسارات مهنية مستدامة تتماشى مع متطلبات الاقتصاد الوطني.
توسّع مرتقب وشراكات جديدة
وفي السياق ذاته، أشار ناس إلى أن الغرفة تعمل حاليّاً على تطوير البرنامج ليشمل تخصصات ومجالات مهنية جديدة، خصوصاً في قطاعات التكنولوجيا الحديثة، والصناعات المتقدمة، والخدمات المالية، والطاقة المستدامة، وغيرها من القطاعات التي تتطلب مهارات نوعية، كما لفت إلى أن هناك توجهًا واضحًا لزيادة عدد المؤسسات والشركات المشاركة في النسخ المقبلة من البرنامج، وهو ما من شأنه أن يعزز من فرص التدريب العملي المتاحة ويوسع نطاق التأثير الإيجابي للمبادرة، بما ينعكس على تطوير بيئة العمل ورفع مستوى الجاهزية المهنية لدى الشباب البحريني.
توسّع مرتقب وشراكات جديدة
وحول التوسع المستقبلي للمبادرة، أشار ناس إلى أن الغرفة تعكف حاليًّا على تطوير البرنامج ليشمل مجالات جديدة، لا سيما في قطاعات التكنولوجيا، والصناعات الحديثة، والخدمات المالية، وغيرها من المجالات ذات النمو المرتفع، مؤكدًا أن هناك توجهًا لزيادة عدد الشركات والمؤسسات المشاركة من القطاع الخاص في النسخ القادمة من البرنامج، وهو ما سيعزز من فرص الاستفادة ويوسع دائرة التأثير الإيجابي للمبادرة.
التدريب المهني أولوية استراتيجية
وشدّد رئيس الغرفة على أن الغرفة تضع التدريب المهني ضمن أولوياتها الاستراتيجية، وتعتبره من الركائز الأساسية لتمكين الشباب البحريني ورفع جاهزيتهم لسوق العمل، موضحًا أن هناك تعاونًا قائمًا مع المؤسسات التعليمية لتطوير المناهج وربطها باحتياجات السوق، كما تعمل الغرفة على تصميم برامج تدريبية تخصصية ومتكاملة لتزويد الشباب بالمهارات الحديثة والتقنية المطلوبة.
وأكد أن هذه الجهود تأتي ضمن التزام الغرفة بدورها الوطني في الإسهام بتحقيق التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن تمكين الشباب لا يمكن أن يتم بدون شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص، وهو ما تحرص الغرفة على تجسيده من خلال مبادراتها وبرامجها التنموية.
رسالة للطلبة والشركات
وفي ختام الحوار، وجّه السيد سمير ناس رسالة إلى الطلبة البحرينيين، حثّهم فيها على استغلال الفرص التي توفرها البرامج والمبادرات الوطنية، والاستفادة من كل تجربة مهنية يمكن أن تسهم في بناء مستقبلهم، مشيراً إلى أن الغرفة ستواصل دعمها لكل ما من شأنه تأهيل الشباب البحريني وتعزيز مكانته في سوق العمل، كما دعا الشركات البحرينية إلى مواصلة دعمها للمبادرة والانخراط الفاعل في برامج التدريب، بما يحقق المنفعة المتبادلة ويسهم في بناء مجتمع أعمال متطور ومستدام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك