إسلام أباد – الوكالات: قالت باكستان أمس انها تلقت «معلومات استخباراتية موثوقة» تفيد بأن الهند تخطط لضربة عسكرية وشيكة توعدت بالرد عليها، مع تنامي المخاوف من تصاعد النزاع على خلفية هجوم أوقع قتلى في كشمير.
واتهم رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف الهند أمس بممارسة «استفزازات» و«السعي الى التصعيد»، وذلك خلال اتصال هاتفي بوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو مع تصاعد التوتر بين القوتين النوويتين إثر هجوم في كشمير.
وأورد بيان أصدرته إسلام اباد أن شريف ندد خلال المكالمة «بالموقف الاستفزازي والساعي إلى التصعيد» من جانب الهند. وكانت الخارجية الأمريكية قد أعلنت أن روبيو سيتصل بنظيريه الهندي والباكستاني لحضهما «على عدم مفاقمة الوضع».
وأعرب قادة عدة دول عن قلق عميق، وحثّوا الجارتين اللتين خاضتا عدة حروب على ضبط النفس.
واتصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء برئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف ووزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار، و«عرض مساعيه الحميدة لدعم خفض التصعيد»، وفق بيان للمتحدث باسمه.
وأعلن مكتب شريف لاحقا أنه حث غوتيريش على أن «ينصح الهند» بضبط النفس، متعهدا الدفاع عن «سيادة باكستان وسلامة أراضيها بكل قوة في حال قامت الهند بأي مغامرة غير محسوبة».
وتدهورت العلاقات بين الجارتين النوويتين منذ حمّلت نيودلهي غريمتها باكستان مسؤولية الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي واستهدف مدنيين في باهالغام في الشطر الهندي من كشمير. وهو الهجوم الأكثر حصدا للمدنيين في الإقليم منذ ربع قرن.
وأفاد مصدر حكومي رفيع المستوى وكالة فرانس برس بأن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ترك للجيش «كامل الحرية» للتحرك ردا على الهجوم خلال اجتماع مغلق الثلاثاء.
ونفت الحكومة الباكستانية أن تكون لها أي صلة بالهجوم. وصرح وزير الإعلام عطا الله تارار في بيان صدر فجر الأربعاء بأن «أي عمل عدواني سيُقابل برد حاسم».
وقال تارار «لدى باكستان معلومات استخباراتية موثوقة تُفيد بأن الهند تنوي شنّ ضربة عسكرية خلال 24 إلى 36 ساعة، مستخدمة حادثة باهالغام كذريعةٍ واهية».
ولكن وزير الخارجية إسحق دار أكد أنّ باكستان لن تبادر إلى الهجوم.
وأعلن الجيش الهندي أمس أنه تبادل إطلاق النار مع القوات الباكستانية لليلة السادسة على التوالي عبر خط وقف إطلاق النار، وهي منطقة شديدة التحصين تضم مواقع متقدمة على ارتفاعات عالية في جبال هملايا، وتمثل الحدود الفعلية لكشمير.
وصرح مصدر أمني باكستاني لوكالة فرانس برس بأن الجنود ردوا على «إطلاق نار غير مبرر» ليلا فيما أكد مصدر أمني آخر إسقاط طائرتين مسيَّرتين الثلاثاء «انتهكتا مجالنا الجوي».
وأعلن الجيش الباكستاني أمس أنه بحث الثلاثاء خلال اتصاله الأسبوعي مع الجيش الهندي وقوع إطلاق نار ليلا قبل ستة أيام في كشمير، حيث يتزايد التوتر بين القوتين النوويتين.
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني اللفتنانت جنرال احمد شودري «تطرقنا الى انتهاكات وقف إطلاق النار» على طول خط المراقبة، أي حدود الامر الواقع في الاقليم المتنازع عليه. وأكد مصدر عسكري هندي هذه المباحثات خلال «الاتصال الروتيني الذي يتم كل يوم ثلاثاء» بين جيشي البلدين اللذين خاضا حروبا عدة منذ الاستقلال في 1947.
ومنذ هجوم باهالغام يتصاعد التوتر مع تبادل الاتهامات والإجراءات الدبلوماسية وترحيل مواطني البلد الآخر، وإغلاق المعابر الحدودية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك